بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صحفي
تتقدم الجبهة الثورية السودانية بوافر الشكر لحكومة جمهورية جنوب السودان على أن هيأت لنا هذا المؤتمر الصحفي، لتوضيح بعض الحقائق حول ما إلتبس من أمر تعيين الولاة المدنيين و موقف الجبهة الثورية منه. كما تشكر أهل الاعلام على إستجابتهم لدعوتنا لهم قبل وقت وجيز.
و هنا لا يفوتنا أن نهنيء الشعب السوداني و المسلمين جميعاً بقدوم شهر رمضان المعظم سائلين المولى عزّ و جلّ أن يرفع بلاء فيروس كرونا بمنه و كرمه في هذا الشهر.
الجبهة الثورية مشغولة جداً بسبل تخفيف الضائقة المعيشية عن كافة المواطنين، و تعلن عن استعدادها التام للعمل بروح الفريق مع الحكومة الانتقالية في البحث عن حلول ناجعة ترفع المعاناة عن كاهل الشعب.
الموقف من تعيين الولاة:
الجبهة الثورية مع تعيين ولاة مدنيين و مع إزالة التمكين و تفكيك النظام السابق، و لكنها ليست مع الإتيان بتمكين بديل وفق أسس حزبية ضيقة. الجبهة الثورية ترفض تعيين الولاة المدنيين بالكيفية التي تريد بها قوى الحرية و التغيير – الخرطوم، لأنها تخرق اعلان جوبا لبناء الثقة و التمهيد للتفاوض، و لأنها تفتقر إلى المعايير الموضوعية التي يجب أن يتم إختيار الولاة على أساسها. حتى نأتي بولاة مدنيين قادرين على حفظ الأمن، و تقديم الخدمات اللازمة للمواطنيين، لا بد من أن تتوفر فيهم معايير الكفاءة، و الخبرة، و اللاحزبية، و القبول الشعبي، و لا بد أن يراعى في إختيارهم التنوع الجغرافي، و الإثني، و تمثيل المرأة. القائمة التي أصدرتها قوى الحرية و التغيير – الخرطوم و التي رفضها تجمع المهنيين، لم تراعى فيه غير معيار الولاء الحزبي.
المصفوفة:
جاءت مسألة تعيين الولاة المدنيين ضمن قضايا هامة تمسّ السلام حوتها مصفوفة صدرت مؤخراً بعد اجتماع لمجلسي السيادة و الوزراء و قوى الحرية و التغيير – الخرطوم دون مشورة قوى الحرية و التغيير – الجبهة الثورية. و بحكم أن الأخيرة شريك أصيل في صناعة الثورة، و في قوى الحرية و التغيير، فترى أنه من الضروري مراجعة المصفوفة في اجتماع رباعي تشترك فيه الجبهة الثورية.
المجلس الأعلى للسلام:
تم تشكيل المجلس الأعلى للسلام – و هو جسم لم يرد ذكره في الوثيقة الدستورية – دون أخذ رأي الجبهة الثورية. و حشد فيه عدد من الذين لهم مواقف معلنة ضد عملية السلام في جوبا، مما يخشى معه تعطيل السلام. تأخير الوصول إلى اتفاق سلام عبر منبر جوبا ناتج عن طبيعة القضايا الشائكة المطروحة، و طريقة إتخاذ القرار في الطرف الحكومي الذي يجبر وفده للعودة إلى الخرطوم للحصول على القرار النهائي من المجلس الأعلى للسلام، و الطوارئ الكثيرة التي لم يحتسب لها أحد، و على رأسها جائحة كرونا. الجبهة الثورية حريصة على السلام و تدعو إلى التعجيل به.
المخرج:
تقترح الجبهة الثورية تكوين آلية مشتركة من مجلسي السيادة و الوزراء و قوى الحرية و التغيير – الخرطوم و الجبهة الثورية السودانية لمراجعة المصفوفة، و البت في تعيين الولاة المدنيين، وفق معايير يتفق عليها، في أسرع وقت.
أخيراً:
أجرت الجبهة الثورية السودانية اتصالات مكثفة مع السيد رئيس الوزراء و عدد من السادة أعضاء المجلس السيادي، و وجدت عندهم تفهماً كبيراً لمواقفها، كما استشعرت عندهم روحاً طيبة تدعو إلى ترسيخ الشراكة بالمزيد من التشاور. كما تجري الجبهة اتصالات واسعة بكل القوى السياسية لبناء موقف وطني موحّد تجاه كل القضايا الوطنية الهامة.