تعرف على المشروع الدولي لملاحقة الرئيس البشير ؟

Mapping Bashir Project

ثروت قاسم

[email protected]

Facebook.com/TharwatGasimOfficial

1- الدكتور اوليفر ويندريدج ؟

الدكتور اوليفر ويندريدج ، محامي بريطاني متخصص في القانون الدولي الجنائي والحقوق الدولية الانسانية . عمل دكتور ويندريدج في محكمة الجنايات الدولية الخاصة برواندا ، ومحكمة الجنايات الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة . ويتعاون دكتور ويندريدج حالياً مع محكمة الجنايات الدولية في لاهاي ، وبالاخص في ملف دارفور .

في يوم الاربعاء 13 ابريل 2016 ، كون الدكتور ويندريدج مشروع ابحاث دولي لرصد سفريات الرئيس البشير الخارجية ، خلال التسعة سنوات وتسعة شهور الماضية ، ومنذ صدور امر قبض محكمة الجنايات الدولية ضده في عام 2009 .

نذكر القارئ الكريم بأنه في يوم الاربعاء 4 مارس 2009 ، أصدرت محكمة الجنايات الدولية ، بعضوية 123 دولة ، أمر قبض ضد الرئيس البشير في خمسة تهم تتعلق بجرائم ضد الانسانية في دارفور, وتهمتين بخصوص جرائم حرب في دارفور .وفي يوم الاثنين الموافق 12 يوليو 2010، أعلنت المحكمة تضمين وأضافة ثلاثة تهم تخص الابادة الجماعية لشعوب دارفور في ملف امر قبض الرئيس البشير . بعدها دخل الرئيس البشير سجل غينيس للارقام القياسية كاول رئيس دولة ، في التاريخ الانساني قاطبة ، تطارده العدالة الدولية ، وتجد صوره في كل مطارات ونقاط الحدود الدولية ، كمتهم هارب من العدالة الدولية ، ومطلوب القبض عليه .

2-مشروع ملاحقة الرئيس البشير ؟

Mapping Bashir Project

يرصد مشروع الدكتور ويندريدج الدول الاعضاء في محكمة الجنايات الدولية التي تمكن الرئيس البشير من زيارتها ، ولم تقبض عليه ، وتسلمه للمحكمة . من هذه الدول يمكن الاشارة ، مثالاً وليس حصراً ، لجنوب افريقيا ويوغندة والاردن وكينيا .

ربما لن يستطيع الرئيس البشير زيارة بعض هذه الدول مستقبلاً ، كما في حالة كينيا والاردن .

في يوم الاثنين 4 فبراير 2013 ، اصدرت المحكمة العليا في كينيا أمر قبض ضد الرئيس البشير ، يتم تفعيله متى ما وصل الرئيس البشير مستقبلاً إلى كينيا ، وبالتالي استحالة زيارة الرئيس البشير لكينيا مستقبلاً .

اشتكت محكمة الجنايات الدولية الاردن لمجلس الامن الدولي ، لانه لم يقبض على الرئيس البشير ويسلمه للمحكمة ، عند زيارته للاردن في مارس 2017 ؟ دافع الاردن عن نفسه امام مجلس الامن الدولي ، مؤكداً احترامه لدستور وقانون المحكمة .

كما يرصد المشروع الدول غير الاعضاء في المحكمة التي زارها الرئيس البشير ، ولم تقبض عليه ، كالسعودية واثيوبيا وقطر وروسيا.

يبلغ عدد الدول التي نجح الرئيس البشير في زيارتها منذ 2009 في الحالتين اعلاه : ثلاثة وثلاثين دولة .

يرصد المشروع كذلك الدول الاعضاء وغير الاعضاء في المحكمة التي رفضت طلب الرئيس البشير زيارتها ، وهي 23 دولة ، واهمها الولايات المتحدة والمانيا .

رفضت الولايات المتحدة إعطاء فيزا للرئيس البشير للمشاركة في اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة ، رغم توسل الرئيس البشير ، وادعائه ان زيارته ليست لدولة امريكا وانما للامم المتحدة التي دعم سكرتيرها العام طلبه ، كون السودان عضواً في الامم المتحدة . وكان رفض الولايات المتحدة رحمة بالرئيس البشير ، والاهم لان هكذا رفض يصب في مصلحة الولايات المتحدة وامنها القومي ، لانها سوف تضطر ، مُكرهة ومُجبرة من لوبيات حقوق الانسان والمجتمع المدني الامريكية ، القاء القبض على الرئيس البشير بمجرد وصوله التراب الامريكي ، وتسليمه مخفوراً لمحكمة لاهاي . بهذا الاجراء ، تفقد الولايات المتحدة كارتاً مهماً ، اي امر القبض ، لابتزاز راس الدولة السوداني القادم ، لإنفاذ الاجندة الامريكية .

في يوم الثلاثاء 30 اكتوبر 2018 ، انعقدت في برلين القمة الالمانية – الافريقية للإستثمار والتنمية في الدول الافريقية ، بغياب الرئيس البشير … والسبب أمر القبض .

الموالية الهندسية للخسائر السياسية والمالية والدبلوماسية والثقافية وما رحم ربك من خسائر بالكوم يادفع الله التوم … هذه الخسائر التي انتجها صدور امر قبض الرئيس البشير .

وربما كانت رب نافعة ضارة ؟

حشرت محكمة لاهاي عصا امر القبض في ترس النظام السوداني ، فصار متحفاً للشمع ، تحسب قادته جميعاً وقلوبهم شتى . بسبب امر القبض صار الرئيس البشير ماضوياً بإمتياز ، لا شئ يفزعه مثل الجديد والمغاير . صار الرئيس البشير كائناً مرعوباً يتلمس الحماية من امر القبض في كرسي السلطة ، فيكنكش فيه كنكشة الحمامة في وليدها .

يجاهد الرئيس البشير في فتح البلاغات الكيدية ضد السيد الامام ، وسجنه عند رجوعه في يوم الاربعاء 19 ديسمبر 2018 ، لانه يرى فيه محركاً لإنفاذ امر القبض ، اذا تم التحول الديمقراطي على اياديه المباركة ، عبر حوار بمستحقاته او اكتوبر ثالثة .

في يوم السبت 3 نوفمبر 2018 ، بدأت في مصر ولمدة 13 يوما تنتهي في يوم الخميس 15 نوفمبر 2018 ، مناورات درع العرب 1 ، التى تشترك فيها القوات المسلحة في 6 دول عربية ، ليس من بينها السودان . تم استبعاد السودان ، رغم ان قواته مشاركة بالدم في عاصفة الحزم في اليمن ، بسبب أمر القبض . ولذلك قصة تُحكى ؟

يمكنك التكرم بمعرفة تفاصيل اوفى عن مشروع ملاحقة الرئيس البشير بالرجوع للرابط ادناه :

ونزيدك كيل بعير ، ففي يوم الاحد 21 اكتوبر 2018 ، نشرت صحيفة القارديان البريطانية تقريراً عن هذا المشروع ، تجده على الرابط ادناه :

https://www.theguardian.com/global-development/2018/oct/21/omar-bashir-travels-world-despite-war-crime-arrest-warrant

3-سفريات الرئيس البشير الخارجية ؟

تظهر قائمة سفريات الرئيس البشير الخارجية للاربعة سنوات المنصرمة ، انه نجح في القيام ب 27 رحلة خارجية في عام 2015 ، و23 رحلة خارجية في عام 2016 ، و24 رحلة خارجية في عام 2017 ، و22 رحلة خارجية في عام 2018 ، آخرها رحلة قام بها لاسطنبول في يوم الاحد 28 اكتوبر 2018 للمشاركة في افتتاح مدرج جديد لمطار اسطنبول ، بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى ال 95 السنوية لتأسيس الجمهورية التركية في عام 1923 .

في كل رحلة من رحلاته الخارجية ، يتعرض الرئيس البشير لاحراجات ما انزل الله بها من سلطان ، كما حدث في رحلته لجنوب افريقيا ، حيث فر هارباً بجلده عبر مطار حربي في يونيو 2015 ؟

في يوم الاحد 28 اكتوبر 2018 ، لم يقابل الرئيس اردوغان زميله الرئيس البشير في مطار اسطنبول ، كما تتطلب الاعراف الدبلوماسية ، رغم انه الرئيس الوحيد الذي شارك في الاحتفالات مع بقية وزراء النقل . ولكن هذا امر مقدور عليه ، فقد اعتاد الرئيس البشير على الاذلال والاهانات ، حتى من السجين البرازيلي حالياً والرئيس سابقاً لولا دا سلفا ، فصار جرحه الميت لا يؤلمه شيئاً .

يمكنك التكرم بمشاهدة لحظة وصول الرئيس البشير مطار اسطنبول ، وكأنه سائح عادي ، وليس رئيس دولة طردت حكام اسطنبول من السودان في يناير 1885 ؟

ش
يحرص بل يجاهد الرئيس البشير في اغتنام اي فرصة شاردة او واردة للسفر خارج السودان ، بعد استلام الضمانات الكافية ممن في يدهم الامر ، ليطمئن نفسه اولاً انه رئيس عادي تاكله مع الزبادي ، وثانياً ليبرهن لحوارييه والشعب السوداني ان محكمة لاهاي اي كلام ، وثالثاً ليتحدى البت الغامبية فطومة بت سودة ، التي ارغمها على تجميد ملف دارفور في ديسمبر 2014 ، وعدم فتح تحقيقات اخرى .

4- اهداف مشروع ملاحقة الرئيس البشير ؟

يمكن الاشارة لهدفين اساسيين من اهداف مشروع ملاحقة الرئيس البشير ، كما يلي :

اولاً :

فشلت محكمة الجنايات الدولية في القبض على الرئيس البشير خلال التسعة سنوات وتسعة اشهر المنصرمة ومنذ مارس 2009 . للاسف ليس للمحكمة شرطة دولية لانفاذ احكامها، كماهو الحال مع المحاكم الوطنية . في هذه الحالة وحالات اخرى مماثلة ، ماهي جدوى اصدار اوامر قبض لا يتم انفاذها ، وتبقى حبراً على ورق ؟ وبمد الخط على استقامته ، ما هي جدوى بقاء واستمرار المحكمة ، وميزانيتها السنوية تتجاوز حاجز المائة مليون دولار ؟ هل يستمر المجتمع الدولي في صرف مائة مليون دولار كل سنة مقابل اوامر قبض لا يتم إنفاذها ، كما في حالة امر قبض الرئيس البشير ؟

ثانياً :

يهدف المشروع لمعرفة ان كان امرالقبض قد اثر على خطط الرئيس البشير بخصوص سفرياته الخارجية للدول الاعضاء وغير الاعضاء في المحكمة ؟

ربما وجدنا بعض الاجابة على السؤال اعلاه ، من سفرية الرئيس البشير لاسطنبول في يوم الاحد 28 اكتوبر 2018 ، والتي لم يكن اي داع لها ، خصوصاً مع الضائقة المالية والمعيشية التي يمر بها السودان هذه الايام .

نعم … اثر امر القبض ليس فقط على خطط الرئيس البشير بخصوص سفرياته الخارجية ، بل ارغمه على تنفيس خارطة طريق مبيكي ، وعلى فتح عشرة بلاغات كيدية ضد السيد الامام ، عقوبة بعضها الاعدام ؟

كيف يا ابو ضيف ؟

يربط الرئيس البشير بين امر القبض الصادر ضده من محكمة الجنايات الدولية في مارس 2009 ويوليو 2010 وبين انتخاب السيد الامام ، بالاجماع ، رئيساً لتحالف قوى نداء السودان في يوم السبت 17 مارس 2018.
انتخاب السيد الامام بالاجماع معناه ان كل مكونات المعارضة داخل النداء صارت موحدة ومتحدة تحت راية واحدة وبعنوان واحد ، وسوف يكون هذا الاتحاد ، المدعوم من الاتحاد الافريقي ومجلس الامن الدولي ، ضغطاً على نظام البشير يضطره لتقديم تنازلات ، في اطار خارطة طريق مبيكي المخصبة ، للوصول الى تسوية سياسية تقود للتحول الديمقراطي الحقيقي .

في مخيلة الرئيس البشير ، يقود التحول الديمقراطي الحقيقي لحكومة ديمقراطية ، تحترم المواثيق الدولية وسيادة حكم القانون . وبالتالي سوف تلقي القبض على الرئيس البشير الهارب من العدالة الدولية وتسلمه في الاصفاد لمحكمة لاهاي.

ومن ثم انفعالية الرئيس البشير وفتحه بلاغاً عشارياً ضد السيد الامام تحت مواد مُختلقة ومُفبركة عقوبتها تصل إلى الاعدام ، ولا يزال البلاغ مفتوحاً ، في انتظار وصول السيد الامام الخرطوم في يوم الاربعاء 19 ديسمبر 2018 ، للإنفاذ .

في يوم الثلاثاء 10 ابريل 2018 ، افرج الرئيس البشير عن دفعة من المعتقلين السياسيين ، ولكنه لم يشطب بلاغاته ضد السيد الامام ، لان الامر مربوط بامر القبض ، وذلك امر من الامور التي لا يتهاون الرئيس البشير في امرها .

يمكنك التكرم بمراجعة مزيداً من اهداف المشروع على الرابط ادناه :

http://www.mappingbashir.org

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *