قالت مصادر دبلوماسية في الخرطوم لـ«الشرق الأوسط» إن الإدارة الأميركية ستعلن في الأيام المقبلة إعلان مبادئ جديدة لمفاوضات السلام بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة في دارفور، كإطار أشمل من مفاوضات السلام بين الخرطوم وحركة العدل والمساواة تحت الوساطة القطرية، التي منيت جولتها الأخيرة بالفشل في العاصمة القطرية الدوحة.
وقالت المصادر إن المبعوث الأميركي سكوت غريشن بدأ منذ أسابيع في تسويق مشروع الإعلان وسط الحركات المسلحة في الداخل والخارج، وكشفت أن المبعوث أجرى خلال الأسابيع الماضية في سياق الترويج للإعلان الجديد جملة من اللقاءات والاتصالات بالحركات المسلحة شملت عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان المسلحة المقيم في العاصمة الفرنسية باريس، و6 فصائل وقعت مؤخرا ميثاقا للوحدة في العاصمة الليبية طرابلس.
وحسب المصادر الدبلوماسية، فإن اتصالات المبعوث الأميركي ولقاءاته أسفرت عن حصوله على موافقة الحركات على المشاركة في أية مفاوضات سلام شاملة لتحقيق السلام في دارفور، بعد أن أبدت جملة ملاحظات على المشروع الأميركي، فيما كشفت أن المبعوث لم يحصل على أي وعد من عبد الواحد محمد نور بالمشاركة في أية مفاوضات مقبلة، وطبقا للمصادر، فإن غريشن بدا يائسا من مشاركة نور في عملية السلام، وقالت: «غريشن قال إنه لن يجري أية اتصالات معه».
وكشفت بالخصوص عن لقاء سري جرى بين غريشن والقائد الميداني لحركة نور، المعروف بـ«طراده» المتحصن مع قوات شرق جبل مرة وسط دارفور، حيث أجرى معه مناقشات حول ضرورة مشاركة الحركة في عملية السلام، وحسب المصادر، فإن المبعوث الأميركي اصطحب معه إلى طرابلس الليبية خلال زيارته الأخيرة لها حيث حضر فعاليات القمة الأفريقية، قائدا ميدانيا كبيرا من حركة نور بغرض المشاورة مع بقية الحركات حول مسألة المشاركة في مفاوضات سلام مقبلة وفقا للمشروع الأميركي المطروح.
وتعتقد المصادر أن مفاوضات الدوحة المقبلة قد لا تستأنف خلال الشهرين المقبلين، حسب اتفاق الطرفين والوساطة القطرية في نهاية الجولة الماضية المنهارة. وقالت المصادر إن المسؤولين في الإدارة الأميركية يساندون مفاوضات الدوحة بين الحكومة والعدل والمساواة «ولكنهم يرون أنها ليست كافية لتحقيق السلام الشامل في دارفور»، ونوهت المصادر بأن المبعوث غريشن في جلساته الخاصة يبدي إعجابه بالطريقة التي جرت بها مفاوضات السلام بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم والحركة الشعبية لتحرير السودان في ضاحية نيفاشا الكينية، التي توصل من خلالها الطرفان تحت وساطة منظمة إيقاد والإدارة الأميركية آنذاك، «جون دانفورث» إلى اتفاق السلام، الذي أنهى الحرب في جنوب السودان «اتفاق نيفاشا».
ولم تستبعد المصادر أن تجري أية مفاوضات مقبلة في العاصمة القطرية الدوحة، ولكن بدور أميركي رئيسي وقوي، حسب تعبيره. ولاحظت المصادر أن لغة المبعوث مع الحركات المسلحة في دارفور اتخذت الطابع «المتشدد» لعدم قناعته بكثير من المبررات التي تساق لعدم المشاركة في مفاوضات السلام. وتعتبر الحركات المسلحة غير المشاركة في مفاوضات الدوحة ما يجري في العاصمة القطرية تحصيل حاصل
الشرق الاوسط
الخرطوم: إسماعيل آدم
حركة العدل والمساواة ترفض المشاركة في مفاوضات شاملة بالدوحة
أكدت حركة العدل والمساواة أنها لن تدخل في مفاوضات مع الحكومة السودانية في حال مشاركة الحركات الأخرى المسلحة في دارفور.
وقال الطاهر الفكي رئيس المجلس التشريعي لحركة العدل والمساواة لاذاعة بعثة الامم المتحدة بالسودان اليوم أن على الحركات الأخرى الانضمام تحت مظلة حركته مضيفاً أن حركة العدل والمساواة هي الحركة الوحيدة التي لديها وجود عسكري في دارفور حسب قوله.
وكانت تقارير صحفية قد أشارت إلى توصل المبعوث الأمريكي الخاص للسودان اسكوت غرايشن إلى اتفاق مع الفصائل المسلحة في دارفور للدخول في مفاوضات مع الحكومة السودانية لوضع حد للنزاع القائم في إقليم دارفور.
وكالة الانباء السعودية