استبعد حزب الامة السودانى بزعامة رئيس الوزراء الاسبق الصادق المهدي أن يؤدى الاتفاق السياسى الذى وقعه الحزب مساء امس الاول بالعاصمة المصرية مع حركة العدل والمساواة أبرز حركات التمرد في دارفور الى زيادة حدة الاحتقان بين القاهرة والدوحة باعتبار ان العاصمة القطرية صاحبة اتفاق المصالحة بين فصائل المعارضة المسلحة فى دارفور ، وقالت ممثلة حزب الأمة في مصر رقية عبدالقادر فى تصريحات لـ “المدينة” ان الاتفاق يتناغم مع التوجهات الاقليمية والامريكية لمعالجة ازمة دارفور مشيرة الى ان توقيع الاتفاق بالقاهرة لايجب ان يمثل حساسية لأي طرف
وقالت ممثل حزب الامة فى مصر ان الاتفاق الثنائى بين الامة وحركة العدل والمساواة لم يتم برعاية مصرية سواء من وزارة الخارجية او المخابرات كما لم تكن الجامعة العربية طرفا فيه مشيرة الى عدم طلب الخارجية المصرية او الجامعة العربية بشكل رسمى توضيحاً من حزب الامة او حركة العدل حتى الآن حول ظروف وملابسات الاتفاق الذى تضمن 11 بندا رئيسيا لتحقيق وحدة السودان بتكريس قيم المواطنة والحريات العامة وحرية العقيدة والتعددية السياسية وسيادة حكم القانون حيث تضمنت بنود الاتفاق الدعوة لتشكيل حكومة انتقالية بهدف ادارة السودان لحين اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية فى ابريل 2010 وتأييد قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1593 و تأكيد عدم الإفلات من العقوبة بحيث يمثل جميع المتهمين امام المحكمة الدولية ما عدا الرئيس البشير لأن ذلك من شأنه ان يؤثر على استقرار البلاد».
وعن سبب غياب زعيم حزب الامة الصادق المهدى عن التوقيع رغم تواجده بالقاهرة ساعة التوقيع قالت رقية عبدالقادر ان السبب يرجع لتعثر زيارة الدكتور خليل ابراهيم زعيم العدل والمساواه للقاهرة فقرر المهدى التوقيع على مستوى سياسى اقل حيث وقع عن حزب الأمة الدكتور عبد الرحمن بشارة دوسة مقرر المكتب السياسي، بينما وقع عن الحركة أحمد تقد أمين السلام والتفاوض مستبعدة ان يكون التوقيع على مستوى اقل يقلل من القيمة الاستراتيجية للاتفاق وعن الأبعاد الغائبة وراء عقد جلسات التفاوض حول بنود الاتفاق بين الطرفين بمقر الجامعة الامريكية بالقاهرة على غير العادة ومدى تدخل الإدارة الأمريكية الحالية فى الاتفاق قالت ممثلة حزب الأمة إن الاتفاق ثنائي وليس موجها ضد احد وإن الحزب والحركة ليسا ضد الدعم الامريكى للاتفاق مادام سيحقق الاهداف الاستراتيجية للشعب السودانى والتى تضمنتها بنود الاتفاق وقالت ان الدعم الامريكى لتحقيق مصالحة شاملة بدارفور ليس جديدا مدللة على ذلك بحضور مندوب من الخارجية الامريكية مفاوضات الدوحة الاخيرة والتى اشار اليها اتفاق القاهرة فيما رفضت السفارة السودانية بالقاهرة التعليق على الاتفاق سلبا او ايجابا لكن الخرطوم اعتبرت الاتفاق موجها ضد الحكومة ولايستهدف استقرار السودان عبر الآليات الدستورية.
عبدالوهاب الديب – القاهرة
المدينة