بقلم : أحمد ويتشي
قد يتساءل البعض لماذا نظام عمر البشير مازال باق رغم نفاذ كل فرص بقائه وقد رأي الناس العديد من الرؤساء قتلوا أو هربوا أو استقالوا طوعا أو أجبروا الاستقالة وأنظمة تهاوت وسقطت علي أيدي الجماهير سواء كانت في الدول الأفريقية أو العربية أو في شرق أوروبا أو في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي وآسيا جنوبا وشرقا و غربا !
لماذا النظام في الخرطوم لوحده باقي رغم الرياح العديدة التي ضربت حواف سفيتنه المثقوبة التي تتقاذفها الأمواج الآتية ؟
وهذا الثبات جعل البعض يعتقد بأن النظام قويا أو قادته أذكياء ولكني علي ثقة بأن لا
ذكاء ولا القوة الحقيقية جعلتا النظام يبقي
بل أشياء أخرى فظيعة و سنذكرها لكي يستفيد منها الناس لعل و عسى يتفهموا طبيعة النظام ونحن نسعى إلى إسقاطه سلما او حربا !
الإجابة علي الأسئلة حول اسباب بقاء النظام أعتقد تكمن في الآتي :
أولا: –
العنصرية و استخدام سياسة الفرق تسد الرهيبة تجاه مكونات المجتمع وهذه اول و أهم وأنجح الأسلحة التي استخدمها النظام
وخاصة هنالك العديد من الناس جاهزون للتعاطي مع هذه السياسة كنوع من الانتهازية و المصالح الضيقة التي تجلب لهم ولشبابهم الأموال و الامتيازات و ادعاء السيادة علي البلاد
وهذه السياسة نجح فيه النظام لأن هنالك جاهزية من بعض المكونات للتعاطي مع النظام و حتي لو أدى ذلك لإبادة الجيران الأشقاء الازليين التاريخيين ولقد ا انعدمت القيم الأخلاقية و النخوة والشرف الرفيع عند هولاء تماما و ركضوا خلف أفكار النظام الذي استخدمهم مثل الواقع الذكري وقتل الآلاف من الشباب في معارك عبثية ! ومع ذلك تخلي النظام عن العديد من حلفائه
الذين اشتركوا معه لتنفيذ سياسة الأرض المحروقة والإبادة
وهذا ليس ذكاءً من النظام بل مجرد عنصرية و غباء لان المجتمع لا بنائه بالتفرقة العنصرية و الفرق تسد بل بالعدالة الإجتماعية و المواطنة المتساوية !
ثانيا :-
التنازلات الكبيرة لدول الجوار و البعيدة التي قد تشكل خطرا حقيقيا علي النظام حتي لو أدي ذلك الي تقسيم البلد و التنازل عن أجزاء كبيرة منه وهي سياسة الانبطاح الشديد و الخوف الشديد من الدول المجاورة التي تحتل أجزاء كبيرة من أراضي سودانية ،، ومع كل هذا يقدم النظام خطاب آخر الي الداخل مفادها التعاون مع دول الجوار من أجل رفاهية الشعوب و الحفاظ علي السلام ،، ومن ثم ادعاء البطولات الوهمية وتحدي الدول الإمبريالية و الصهيوينة والماسونية التي يجب وضعها تحت الحذاء! ولقد كان النظام كاذبا في خطابه تجاه الدول المجاورة بخصوص ادعاءاته عن الحفاظ على السلام و لقد اتضح بأنه يخافهم ولا يحترمهم بحيث نلاحظ ذلك بشكل واضح و جلي في تصريح عمر البشير يوم سقوط حكومة العقيد معمر القذافي الذي قال البشير بأنه أسقطه بسلاح سوداني و مليشيات سودانية . وهذه لوحدهيبين مدي نفاق و جبن قادة النظام
ثالثا : –
التجويع المتعمد للافراد اصحاب الضمير الحي وذلك بعزلهم و تسفيههم و جعل رأيهم مجرد كلام أسواق ومن ثم حصارهم حول دورة حياة لا يتجاوز التفكير في كيفية سد رمق الأبناء و العائلة وفي الغالب تم استخدام هذه السياسة ضد المثقفين الأحرار الذين في نهاية المطاف لاذ العديد منهم بالفرار الي الخارج لاجئين الي الغرب أو عمال الي الدول البترولية والبعض تقطعت بهم السبل الي حيث لا يدرون
رابعا :
القسوة الشديدة في التعامل مع الذين يشكلون خطرا فعليا علي النظام في الداخل و الإفراط الشديد في التعامل معهم بوحشية لا مثيل له ومع اهلهم و مكوناتهم الاحتماعية كما حدث في دارفور ضد المكونات التي تاريخيا لا تدين بالولاء لأي نظام حكم في الخرطوم وهي مكونات أصيلة تري نفسها أحرار وليسوا اتباع ولقد عاملهم و مازال النظام بقسوة شديدة ومن ثم قام النظام بتعميم هذه الوحشية علي الجميع وعلي كل منحاول تريد عبارة إسقاط النظام كما حدث مع شهداء سبتمبر في نيالا و الخرطوم و مدني
خامسا :
التضخيم و النفخ الزائد للمليشيات المكونة عنصريا ،،جهاز أمن و دعم سريع و بعض أفرع الجيش و الشرطة و منحهم إمتيازات لا حصر لها و لا تقاوم ،، ومن ثم حصر فرص القيادة و الالتحاق بهذه القوات الي مكونات محددة طوال 29 سنة وهو الأمر الذي انعكس سلبا علي أداء وحيوية هذه المؤسسات المهمة جدا لأي دولة في يومنا هذا ! وكما درج النظام علي تقسيم الميزانية العامة للدولة الي ثلاثة
(أ) يذهب الي الأجهزة الأمنية دعم سريع جهاز أمن
الجيش و الشرطة
(ب) يذهب الي من يسمونهم بالدستوريين ولوردات الحروب الذين يجندون شبابهم دفاعا عن النظام و البعثات الدبلوماسية وممثلي النظام في الخارج الذين أغلبهم لا علاقة لهم بالاسلاميين بل يدافعون عن النظام من منطلقات معروفة لدي الجميع .. وهي الجهوية و العرقية فقط
(ج) يذهب الي رفاهية الرئيس و سفرياته الخارجية التى تستاجر له طائرات حديثة و الإقامة في ارقي الفنادق و تقديم الرشاوي و الهدايا لرؤساء الدول و خاصة الدول الأفريقية ،،
سادسا:
تجنيد العشرات من الاعلاميين و الصحفيين المرتزقة العنصريين و المأجورين لشيطنة القوي الثورية التي تقاتل علي الارض بتصويرهم و كأنهم وحوش كاسرة
ولكن هذه الخطة بالذات فشلت بعد زيارة خاطفة قامت بها حركة العدل والمساواة السودانية الي العاصمة الخرطوم نهارا و الانضباط و الاحترافية الكبيرة التي اظهرها جنود وضباط الحركة في المعركة الأمر الذي من خلاله كفر 99%من الناس بإعلام النظام و دعايته و باتوا يرون الحقيقة واضحة وبل تحسر العديد منهم لما فات من زمن تم استغبائهم فيه من أعلام النظام و باتوا أكثر اقتناعا بأن القوي الثورية لولاهم لما انكشف المستور كله و بفضل هولاء بات الوعي كبير و وصل إلي ذروته فباتوا يتسالون متي تأتي الجبهة الثورية لتخليصنا من براثن هولاء الوحوش الشريرة
سابعا :
لا يتعامل النظام كحكومة دولة له مواطنين مسؤولة عنهم في أمنهم و ماكلهم و شرابهم و ملبسهم
بل يتعامل النظام مع الدولة ومع مواطنيه علي أساس انهم أعداء و الدولة ضيعة خاصة يجب نهبها بقدر الإمكان
و قتل كل المواطنين الذين يفضلون التغيير،،
ثامنا :
عدم الثقة إطلاقا في أي وأحد من خارج أسوار أيديولوجية النظام الغير معروفة والتي مرات دينية و مرات عرقية عنصرية و مرات دينية عرقية و مرات بخجل شديد عند الشدائد البكاء و اللطم وترديد نغمة الأفارقة مستهدفون من الغرب !وهذا يتم استدعائه في ظهور تقارير دولية تدين استمرار عمليات القتل و الانتهاكات الجسيمة بحق الإنسان في السودان
تاسعا :
مع كل ما سبق ذكره اتضح لدي الغالبية العظمى من المواطنين و انكشف لهم الحال بأن النظام ليس خطرا عليهم فقط بل خطر على ما تبقي من السودان وخطر داهم علي المجتمع الإقليمي و الدولي ولقد كان النظام يستخدم هولاء المغيبين باسم حماية الدين و الوطن
عاشرا :
عندما علم الناس جميعا من هو هذا النظام وخرجوا لإسقاطه
قال لهم رأس النظام بعد أن قتل العديد من الأطفال قال لاهلهم( عندنا مجاهدين حقيقيين ما نزلناهم ليكم)
هذه هي المخازي التي جعل النظام باقيا و يتلاعب وفق غريزة البقاء مهما كانت الظروف و القتال من أجل البقاء حسب تقديري لا يتناسب مع حكومة دولة حديثة فهذه السلوكيات تشبه حياة الغابة بين الحيوانات المتوحشة وليست حكومة ..لأن معني كلمة الحكومةفي وقتنا الحاضر تعني الكثير بحيث تعني الحماية من الظلم و العدالة و الامن و السلام ولكن النظام المتوحش هو متوحش لذلك يستخدم مبدأ الصراع علي البقاء ضد مواطني البلاد البالغ عددهم قرابة ال37 مليون نسمة
وهذه الصورة المرفقة هي لقيادات جهاز أمن و جيش و شرطة النظام المكونة حصرا من خلفيات اجتماعية محددة تتبادل هذه المواقع حسب الظروف منذ ثلاثة عقود وهو أمر انكعس سلبا جدا علي واقع المجتمع