الخرطوم ـ ‘القدس العربي’ من كمال بخيت: قال الدكتور غازي صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني ومسؤول ملف دارفور ان الحكومة السودانية ترحب ببحث أي مقترحات تقدمها الحكومة الأمريكية من شأنها أن تدفع بملف السلام الخاص بدارفور قدماً.كما قال د. صلاح الدين الذي بدأ زيارة لواشنطن امس وذلك في تصريح للمركز السوداني للخدمات الصحافية: نحن منفتحون للتحاور مع كل من يظن أنه يمكن ان يقدم رأياً أو جهداً في قضية دارفور’، مؤكداً أن هذا ليس مدرجاً في مؤتمر واشنطن.وأوضح قائلاً: ان أهداف المؤتمر الذي سيعقد في الثالث والعشرين من الشهر الجاري بواشنطن واضحة ومحددة وليس هناك أي مجال للتخمينات حولها.وأشار إلى أن أجندة المؤتمر تهدف لدعم اتفاقية السلام الشامل وفقاً لمرجعية ونصوص الاتفاقية موضحاً ان المؤتمر يهدف إلى إيجاد الدعم المعنوي والمادي من خلال المنح التي تقدمها الدول لقضايا التسريح وإعادة التأهيل والتنمية.
وحول محادثات الدوحة أكد أهمية إعطاء أولوية للإطار السياسي للمفاوضات الى جانب وقف العدائيات وإطلاق النار، مشيراً إلى أن المفاوضات بالدوحة تتقدم نحو الأفضل . الى ذلك أعلن دينق الور وزير الخارجية السوداني ان الحكومة وافقت في اطار الحوار الامريكي السوداني على انشاء آلية ثلاثية تضم الشريكين برعاية امريكية لاجراء حوار مشترك يضم منبر الدول الداعمة لاتفاق نيفاشا وستجتمع خلال الفترة من 18-24 حزيران/ يونيو الجاري بواشنطن لحشد الدعم السياسي والمالي لضمان تنفيذ اتفاقيات السلام.
واوضح آلور في بيانه امام المجلس الوطني امس ان المنبر لن ينشئ او يضيف آليات جديدة لتنفيذ الاتفاقية، مؤكدا ان الحكومة اقدمت عليه من منطلق الايمان الراسخ والارادة السياسية الثابتة والقناعة بان نهج الحوار المشترك والشفافية تمثل السبيل الوحيد لمعالجة الشواغل بين البلدين، مضيفاً ان السودان يتطلع الي تحرك ملموس من قبل الادارة الامريكية الجديدة التي اعلنت احترامها للقانون وسيادة الدول.
وقال آلور في هذا الخصوص ان السودان توصل الى اتفاق سياسي مع ادارة اوباما خلال جولات الحوار بينهما لبحث القضايا العالقة وعلى رأسها رفع اسم السودان من لائحة الاول الراعية للارهاب ورفع العقوبات الاقتصادية الامريكية المفروضة عليه، مشيرا الى ضرورة اعادة العلاقات الثنائية الى مسارها الطبيعي بترفيع التمثيل الدبلوماسي بين البلدين تمهيدا لانطلاق العمل السياسي والاقتصادي والتجاري دون قيود او شروط يفرضها طرف على الآخر بصورة تعسفية.
واشار الوزير الى ان اللقاءات والاتصالات التي تمت بين الجانبين السوداني والامريكي كانت عميقة وجادة اظهر الطرفان خلالها رغبة اكيدة في تجاوز كافة القضايا العالقة عبر التعاطي المسؤول عبر الوسائل الدبلوماسية وصولا للتطبيع الكامل العلاقات الثنائية في اقرب وقت.
وفي مجال الحوار السوداني الاوروبي قال آلور ان الدبلوماسية السودانية تبذل جهودا جبارة لاحداث اختراق في العلاقات الاوروبي، موضحاً ان شكل الحوار مع الاوروبيين يأخذ شكلا جماعيا للوصول لتسوية شاملة للقضايا الخلافية كل على حدة متطرقا الى زيارات الوفود الاوروبية للبلاد.
وذكر ان علاقات السودان مع اوروبا تأثرت بالنزاعات الداخلية في البلاد، مبينا ان الآلة الاعلامية الغربية التي ضخمت مشكلة دارفور حرمت السودان من موقعه ضمن الدول المحورية في الدعم الاوروبي واشار الى ان بعض المواقف التآمرية منسقة بين بعض الاطراف الاوروبية لتأجيج الصراع في دارفور، مبينا ان هذا التآمر تبلور في مزاعم مدعي محكمة الجنايات الدولية التي خطط ودبر لها اوروبيا وبمباركة امريكية من تلقاء سياسة توزيع الأدوار المعروفة
كما ذكر انه على الرغم من هذه المواقف الا ان الدول الاوروبية ما زالت تلعب دورا اساسيا في دعم السودان لايجاد حلول سياسية وتنموية. وذكر وزير الخارجية ان بعضا من الدول الاوروبية ابدت مرونة في التعامل مع السودان وتحمست للبحث في سبل لتعزيز علاقاتها مع السودان بعيدا عن مواقف الاتحاد الاوروبي
وأوضح ان ألمانيا والسويد وافقتا خلال زيارته للدولتين على البدء في فك معونات التنمية الاقتصادية للسودان جزئيا. واشار في هذا الصدد الى الموقف الايجابي الذي تتبناه هولندا حيث تؤيد رفع الحظر عن معونات التنمية الاقتصادية لسائر البلدان التي تشهد حروبا داخلية وتحفيزها بدلا من معاقبتها.