واشنطن: طلحة جبريل
نفت مصادر في الخارجية الأميركية أن يكون اسم السودان رُفع من قائمة الدول التي تدعم الإرهاب، وهي القائمة التي تضم كلا من إيران وسورية وكوريا الشمالية. وقال جون سيلفر المتحدث باسم الخارجية ردا على سؤال في هذا الصدد وردا على تقارير وردت من الخرطوم تقول إن اسم السودان رُفع عن قائمة الدول الراعية للإرهاب: «الأمر ليس صحيحا واسم السودان لم يُرفع والجهة التي تعمل ضد الإرهاب في وزارة الخارجية تؤكد أنه لا يوجد أي تغيير».
وكانت واشنطن اتخذت في الآونة الأخيرة إجراءات تسهل من أوضاع الدبلوماسيين السودانيين في الولايات المتحدة، ويتوقع أن تتصاعد وتيرة خطوات التطبيع إذا تحسنت الأوضاع في دارفور والجنوب، ويتزامن ذلك مع قرب انعقاد مؤتمر دولي في العاصمة الأميركية وذلك لبحث تطبيق اتفاقية السلام الشامل بين الشمال والجنوب وهي الاتفاقية التي تُعرف باسم «نيفاشا» (ضاحية قرب نيروبي العاصمة الكينية).
قال مصدر في السفارة السودانية في واشنطن إن أعضاء من وفد الخرطوم الذي سيشارك في هذه المفاوضات سيصل اليوم (الثلاثاء) إلى العاصمة الأميركية، وأشار المصدر إلى أن السفير نصر الدين والي مدير الإدارة الأميركية في وزارة الخارجية سيصل اليوم وذلك لإجراء اتصالات أولية مع مسؤولين في وزارة الخارجية خصوصا «برنامج السودان» الذي يتابع القضايا السودانية، ذلك أن السودان لا يتبع طبقا لتصنيف الخارجية الأميركية لا الدول العربية ولا الدول الإفريقية.
وطبقا للمصدر نفسه يُتوقع أن يصل غدا الأربعاء غازي صلاح الدين مستشار الرئيس السودان عمر حسن أحمد البشير الذي أصبح مكلفا بملف دارفور، وسيرافق غازي صلاح الدين إدريس محمد عبد القادر وهو مسؤول بارز في إدارة السلام التابعة للرئاسية السودانية.
ومن حكومة الجنوب سيترأّس الوفد نيال دينق نيال وهو وزير جيش الجنوب في حكومة جوبا، كما سيضم الوفد مالك عقار القيادي في حزب الحركة الشعبية الحاكم في الجنوب وحاكم ولاية النيل الأزرق.
وطبقا لمعلومات استقتها «الشرق الأوسط» من مصادر قريبة من هذا المؤتمر الذي ستشارك فيه دول أوروبية وإفريقية وعربية يتوقع أن تكون في حدود 25 دولة، ويشرف عليه سكوت غرايشن المبعوث الأميركي للسودان، فإن الجانب الأميركي سيجتمع في البداية مع كل وفد على حدة، وبعد ذلك سيجتمع مع الوفدين لبحث النقاط العالقة بينهما بشأن تطبيق اتفاقية السلام الشامل، ويقول حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال إن جميع بنود الاتفاقية تم تطبيقها، لكن «الحركة الشعبية» وهي الحزب الحاكم في الجنوب تقول إن هناك الكثير من البنود التي لم تطبق بعد، كما أنها تتحدث عن خروقات لبعض البنود.
ويُتوقع أن يمهد مؤتمر واشنطن للقاء يجمع في وقت لاحق في واشنطن كلا من على عثمان محمد طه نائب الرئيس السوداني، مع سلفا كير رئيس حكومة الجنوب للتوقيع على «خارطة طريق» تؤدي إلى التنفيذ الكامل لما تبقى من بنود في اتفاقية نيفاشا.
وقالت مصادر وثيقة الاطلاع في العاصمة الأميركية إن إدارة الرئيس باراك أوباما ترى أن التطبيق الكامل لاتفاقية السلام الشامل سيفتح الطريق نحو تحقيق سلام مماثل في إقليم دارفور المضطرب في غرب البلاد، ولا تكترث واشنطن لموضوع المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت أمرا باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير، وهي تحرص حاليا على عودة المنظمات الإنسانية للإقليم، ثم بعد ذلك عقد مؤتمر دولي آخر حول دارفور، قبل إجراء الانتخابات التشريعية المقررة في البلاد في مطلع السنة المقبلة، والتي تعتبرها الإدارة الأميركية بمثابة «بروفة» للاستفتاء الذي سيجري في جنوب السودان لتقرير المصير عام 2011، والذي يرجح على نطاق واسع أن يقود إلى قيام دولة إفريقية جديدة، بما يشكل ثاني خروج عن المبدأ الذي حافظ عليه الأفارقة والذي يقول بضرورة «المحافظة على الحدود الموروثة من الاستعمار»، وكان قيام إرتريا في بداية التسعينات شكّل عمليا أول تعارض مع ذلك المبدأ الذي تم التوافق عليه في أديس أبابا في ستينات القرن الماضي.
الشرق الاوسط