الكاتب/ حوار: ليمياء الجيلي
سليمان حامد عضو مركزية الشيوعي (1-2)
لن نقبل بانتخابات تستثني دارفور هنالك (تغبيش) لوعي الجماهير
في هذه المساحة التقينا بالأستاذ سليمان حامد عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي وعضو البرلمان عن كتلة التجمع الوطني الديمقراطي. ودار الحديث حول الانتخابات القادمة وعن استعداد الحزب الشيوعي لهذه الانتخابات وشكل التحالفات المتوقعة.
كما تطرق الحوار إلى خيارات الوحدة والانفصال عبر الاستفتاء على تقرير المصير بالنسبة لأبناء الجنوب. وفي هذا الحوار أكد سليمان حامد استعداد الحزب الشيوعي للانتخابات القادمة, وكشف عن نية حزبه الترشح إلى الانتخابات الرئاسية.. فإلى الجزء الأول من الحوار:
هل قرر الحزب الشيوعي السوداني خوض الانتخابات القادمة؟
الانتخابات بغض النظر عن التسويف والتلكؤ الحاصل فيما يتعلق بعملية التسجيل للانتخابات وتقسيم الدوائر, والتسويف أيضاً فيما يتعلق بالقوانين التي تعيق عملية التحول الديمقراطي الحقيقي, وبالرغم من عدم التوصل إلى حل لمشكلة دارفور وكذلك الصراعات التي بدأت تتسع في الجنوب نفسه, بالرغم من كل ذلك نحن قد قررنا في المكتب السياسي الأخير أننا سنخوض المعركة الانتخابية, وسنعمل كأن المعركة الانتخابية ستكون غداً, لأننا نعلم أن المؤتمر الوطني برغم كل هذا التسويف من المحتمل أن يعلن تقسيم الدوائر بدون استشارة أية جهة وفي أية لحظة.
وسنخوض الانتخابات بهدف محدد هو إسقاط نظام الإنقاذ وفتح الطريق أمام حركة الجماهير لتواصل نضالها في سبيل مهام التطور الوطني الديمقراطي في البلاد بكل تفاصيله السياسية، الاقتصادية الاجتماعية وغيره من القضايا الملحة. كذلك فإننا سنناضل مع الآخرين لحل مشكلة دارفور وتنفيذ اتفاقية السلام الشامل من أجل ضمان تنفيذ الاتفاقيات الأخرى، اتفاقية الشرق، القاهرة، أبوجا باعتبار أن تنفيذ هذه الاتفاقيات هو الذي يضمن وحدة السودان أرضاً وشعباً، وسنناضل في سبيل إجراء تغييرات جذرية في كل القوانين الاستثنائية.
هل يعنى ذلك أن حملتكم الانتخابية بدأت فعلاً؟
نحن الآن بدأنا التعبئة, وذلك بالطواف على مناطق السودان المختلفة, وهدف هذه التعبئة التوعية بالقضية الأساسية وهي التسجيل للانتخابات لأهميته ولأنه يُعتمد عليه في الانتخابات من لا يسجل لا يصوت. انتهينا من وضع البرنامج الانتخابي والآن هو قيد الصياغة النهائية وسيطبع ويوزع، أيضاً تسلمنا شهادة تسجيل حزبنا، وهذه الشهادة تعطي الحزب الحق في دخول الانتخابات، سنطبعها ونوزعها على فروع الحزب داخل وخارج السودان.
ما هو أهم ملامح برنامجكم الانتخابي الذي أشرت له؟
اشتمل برنامجنا الانتخابي على خطة آجلة وأخرى عاجلة تركز الخطة العاجلة على الجانب المعيشي, تخفيف المعاناة على المواطنين، إعادة المفصولين، أعطاء المعاشيين حقوقهم، تخفيض الضرائب، زيادة الدعم، المياه، الكهرباء، مجانية التعليم، مجانية العناية الطبية والكثير من الأشياء المتعلقة بالمواطن العادي، تنفيذ الاتفاقيات، التحول الديمقراطي، القوانين بإجراء تعديلات جوهرية في القوانين المتعلقة بالأمن, النقابات، الصحافة والمطبوعات بالإضافة إلى الأشياء التي تطرحها الحركة، الاستفتاء، ترسيم الحدود.. الخ, بجانب إلى القضايا المتعلقة بحل مشكلة دارفور وعودة النازحين والمهاجرين ومنحهم التعويضات المجزية كبشر, والاهتمام بالبنى التحتية، خدمات التعليم، الصحة، رجوعهم إلى قراهم الأصلية التي اقتلعوا منها اقتلاعاً, تقديم كل من أثبت التحقيق تورطهم في جرائم بدارفور, الحالة الاقتصادية, إعادة النظر في كل المؤسسات والمشاريع التي تمت خصخصتها ووقف الخصخصة الجارية للمؤسسات الرابحة فعلاً كمصنع سكر عسلاية، والذي أعطاه رئيس الجمهورية وسام الإنتاج العالي, والذي أضاف 350 ألف طن زيادة لإنتاجه الفعلي، والمحاولات الجارية لخصخصة الموانئ البحرية، الشركة السودانية للسكر, فالربح الذي يساهمون به في الخزينة يقدر بـ228 مليون جنيه سوداني في الوقت الذي فيه أرباح بنك السودان لم تزد عن 202 مليون جنيه سوداني، خصخصة مشروع الجزيرة, التنمية, الاهتمام بالزراعة والثروة الحيوانية والتنمية المتوازنة في كل مناطق السودان- التخلف في مناطق الغرب، الشرق والجنوب وأجزاء واسعة في السودان, وهذا, أي التهميش في السلطة والثروة والمناطق الأكثر تهميشاً دارفور، الشرق وجنوب النيل الأزرق ومناطق الزراعة الآلية.
هل في النية مراقبة التسجيل للانتخابات؟
جزء من حملة التعبئة التنبيه لأشياء كثيرة على رأسها التزوير والرشاوي وأهمية الطعون في الانتخابات, هنالك العديد من والتجاوزات التي يمكن أن تحدث في سير العملية الانتخابية وهنالك خطاب كامل من لجنة الانتخابات بالحزب فيه تفاصيل التفاصيل حول كيفية التعامل في كل المراحل المختلفة للانتخابات من التسجيل إلى التصويت حتى الفرز وإعلان النتائج, وهذه تحتاج إلى رقابة شديدة وحراسة مشددة لصناديق الاقتراع.
إذا لم يتوفر المناخ المناسب لضمان انتخابات حرة ونزيهة هل ستخوضون المعركة الانتخابية أم لا؟
القضية الأهم من شقين، الشق الأول إذا استمرت الأشياء بشكلها الحالي, عدم تغيير القوانين، عدم حل مشكلة دارفور، عدم تنفيذ اتفاقية السلام، والجنوب بوضعه إذا استمر المؤتمر الوطني في إصراره على أن تسير المسائل بهذا الشكل، هل سندخل الانتخابات أم لا؟ هذه القضية سنتشاور فيها مع كافة القوى السياسية بما في ذلك الحركة الشعبية. هل ندخل في الانتخابات في ظل هذا الوضع أم لا فإذا تم اتفاق القوى السياسية على ألا نخوض الانتخابات بهذا الوضع فحزبنا لن يشذ عن إجماع القوى السياسية، أما إذا قررت الدخول في الانتخابات في ظل هذا الوضع، فإن اللجنة المركزية للحزب هي التي ستقرر أن نخوض المعركة الانتخابية أم لا. ثانياً قررنا أن نترشح لرئاسة الجمهورية وأن نترشح في أكبر عدد من الدوائر الانتخابية بمستوياتها المختلفة، كذلك سنرشح المعتمدين والولاة.
هل تم الاتفاق على تحالفات المعارضة في الانتخابات وهل ستكون هنالك تحالفات؟
نتوقع تحالفات, ولكننا كحزب سنترشح لرئاسة الجمهورية ولم نسم مرشحنا بعد.
تحفظت الحركة الشعبية على نتائج التعداد ما موقفكم كحزب من هذه النتائج؟
الأخوة في الحركة يرفضون نتائج التعداد وهم محقون في رفضهم لنتائج التعداد، فنتائج التعداد لن تؤثر على تحديد وتوزيع الدوائر الانتخابية فقط, فهي بشكل أساسي لها تأثير على تقسيم الثروة والسلطة.
هل تتوقعون قيام انتخابات تُستثنى منها دارفور؟
الانتخابات من غير دارفور مرفوضة، وكل القوى السياسية ترفض ذلك, والآن الصراعات الحالية في الجنوب أكبر من دارفور.
لكنها ليس المرة الأولى التي تجرى فيها انتخابات جزئية؟
الظرف السياسي السابق كان مختلفاً تماماً, إذ لم تكن هنالك حرب شاملة لكل بقاع السودان، ثانياً المسائل لم تكن معقدة، الآن حملة السلاح في كل مكان شرقاً, غرباً، جنوباً وجنوب النيل الأزرق, إضافة إلى أن هنالك اتفاقيات وقعت لتضمن قسمة السلطة والثروة, فقيام انتخابات تتخطى كل الاتفاقيات بما فيها أبوجا سيعطي كرتاً لحاملي السلاح بدارفور ليقرروا الانفصال, إذ قد يعتبرون ذلك تهميشاً فوق التهميش الذي تم لهم. لماذا العجلة؟ هل تتأخر الانتخابات, وحتى إذا أدى ذلك إلى تعديل الدستور لنضمن وحدة البلد لحل مشكلة دارفور بتنفيذ الاتفاقيات المختلفة أم الأفضل أن تتم انتخابات, مهما كانت ضآلتها, يمكن أن تؤدي إلى تقسيم البلد مع ملاحظة أن الوضع الحالي بالجنوب بسبب الصراع المسلح نتيجة للصراعات القبلية أكثر ضراوة من دارفور فهل هذا معناه استثناء الجنوب أيضاً من الانتخابات؟.
هنالك اتهام من المؤتمر الوطني للأحزاب المعارضة بالعمل على تأجيل الانتخابات برفضها نتائج التعداد السكاني؟
المؤتمر الوطني هو المسؤول الأول عن تأخير الانتخابات وهو في واقع الأمر لا يريد الانتخابات, لأنه لا جماهير له ولن يأتي إلى كراسي الحكم مرة أخرى إلا من خلال طرق ملتوية مختلفة, ندلل على ذلك بالآتي:
أولاً المؤتمر الوطني هو الذي خرق اتفاقية السلام الشامل التي نصت على وضع قانون الانتخابات وإجراء التعداد السكاني, وهدا لم يحدث إلا في الأشهر الأخيرة بالرغم من المطالبات العدة التي تمت من الأحزاب بالإسراع باستكمال كل التحضيرات التي تسمح بقيام الانتخابات، المؤتمر الوطني من خلال اتهامه للأحزاب الأخرى هو في واقع الأمر يسوق لفكرة تأجيل الانتخابات عبر جهات مختلفة.
هنالك من يرى أن الحكومة الحالية غير مؤهلة للإشراف على الانتخابات هل تتفق أم تختلف مع هذا الرأي؟
أوافق على هده الفكرة، الحكومة أكثر تهديداً وغير مؤهلة لذلك, فالمؤتمر الوطني صاحب اليد الطولى في هذا النظام إذا كان الوطني, باعتراف قياداته, يزور حتى انتخابات اتحادات الطلاب والمحامين وغيرهما فما بالك بانتخابات تقرر مصيرهم للأبد؟.. وهم يعلمون إذا سقطوا في هذه الانتخابات سيدفعون ثمناً غالياً، أنا شخصياً لا أثق في أن المؤتمر الوطني سيدير انتخابات حرة ونزيهة.
إذن ما هو الحل؟
الحل في الرصد لكل التجاوزات ومراقبة العملية الانتخابية مراقبة لصيقة من كل القوى السياسية, ويكون شعار المرحلة الانتخابية مرشح واحد من كل قوى المعارضة، يكون مرشح التحول الديمقراطي، ومرشح القوى الديمقراطية ضد مرشح الشمولية، وإذا تم توافق بين قوى المعارضة فإنني أعتقد أن ما حدث في دائرة الترابي في الصحافة ممكن أن يتكرر مرة أخرى في العديد من الدوائر, عندما تحالفت كل القوى السياسية ضد الجبهة القومية الإسلامية وكان مرشحها آنذاك الدكتور حسن الترابي زعيم الجبهة, وقد توافقت القوى السياسية كلها على ترشيح شبو وسقط مرشح الجبهة القومية وفاز المرشح الذي توافقت عليه القوى السياسية الأخرى.
ما هو برنامج تحالف القوى الوطنية إذا اتفقت على ذلك؟
دخلنا الانتخابات لنهزم المؤتمر الوطني مستندين إلى كل قوى المعارضة أن تتوافق معنا لتنفيذ هذا البرنامج. هزيمة المؤتمر الوطني بفتح الباب أمام الجماهير مرة أخرى لتواصل نضالها في تنفيذ البرنامج الوطني الديمقراطي.
هنالك من يتوقع ألا تتفاعل الجماهير مع الانتخابات إما لضعف الوعي أو لعدم ثقتها في التغيير؟
قد يكون مستوى الوعي بالانتخابات لدى الجماهير ضعيفاً خاصة وهنالك أجيال كثيرة جداً لم تحضر الانتخابات السابقة, ثلثا الشعب السوداني لم يحضر الانتخابات السابقة، الشباب وهم الأغلبية، لذا المسألة تحتاج إلى عمل سياسي كبير لتوعية الناس بأهمية الانتخابات، كما هنالك جانب فني في الانتخابات يستوجب تعليم الناس إجراءات الانتخابات ابتداء من التوعية بأهمية التسجيل إلى كيفية ملء البطاقات وكيفية التصويت. يتطلب هذا عملاً مكثفاً من القوى التي ترغب في هزيمة المؤتمر الوطني في الانتخابات، عمل توعية واسع جداً تعبئة في السابق حتى بمستوى الوعي, (الناس كانوا بشيلوهم بالعربات من المنازل), وهذه تحتاج إلى عمل كبير، والآن بالإضافة إلى ذلك, المسألة تحتاج إلى اليقظة تجاه أساليب المؤتمر الوطني نفسها.
الأخبار