مقديشو (رويترز) – قال سكان ان جنودا اثيوبيين مدججين بالسلاح عبروا الى وسط الصومال يوم الجمعة ودخلوا بلدة تسيطر عليها ميليشيا مؤيدة للحكومة على مسافة حوالي 30 كيلومترا من الحدود.
وقال حسن عبدي وهو من سكان بلدة بلانبيل في منطقة جلجدود “جاءوا بعربات قتال وشاحنات مليئة بالجنود والبنادق.” واضاف “الجميع يشعرون بالقلق.”
وقال سكان ان القوات الاثيوبية تقيم مواقع في وسط البلدة.
وشهد وسط الصومال قتالا عنيفا بين متمردين اسلاميين متشددين وجماعة اهل السنة والجماعة الاسلامية المعتدلة.
وقال أحد قادة جماعة الشباب لرويترز “اننا على استعداد لقتال الاثيوبيين اذا اقتربوا من قواتنا سنلقنهم درسا.”
وتحاول جماعة الشباب وجماعة حزب الاسلام المتحالفة معها اسقاط حكومة الرئيس شيخ شريف احمد وهو متمرد اسلامي سابق انتخب في يناير كانون الثاني وتطبيق حكم اسلامي متشدد في شتى انحاء الصومال.
ويسيطر المتمردون على مساحات واسعة من الجنوب واجزاء من العاصمة مقديشو. وقاتل المتمردون القوات الموالية للحكومة هذا الشهر في محاولة لبسط مزيد من السيطرة على وسط الصومال.
وارسلت اثيوبيا الاف القوات الى الصومال عام 2006 للمساعدة في الاطاحة بحركة اسلامية سيطرت على مقديشو واغلب الجنوب. واثار ذلك احتجاجات من البعض في العالم الاسلامي واغضب الاسلاميين الذين عاودوا التجمع لبدء تمرد.
وانسحب الجنود الاثيوبيون في يناير كانون الثاني لكن سكانا ومتمردين ومنظمات انسانية افادوا بعمليات توغل جديدة في الشهور القليلة المنصرمة.
ونفت اديس ابابا في البداية عبور اي جنود الى الصومال لكنها قالت في وقت سابق هذا الشهر ان الافراد العسكريين كانوا ينفذون مهمات “استطلاع” في الصومال.
وردا على سؤال من رويترز بشأن التقارير عن عمليات توغل جديدة قال وزير الاعلام الاثيوبي بركات سيمون يوم الجمعة “اثيوبيا ليس لديها نية للعودة الى الصومال. هذا هو الموقف القائم لحكومتنا.”
وسيعقد سيمون مؤتمرا صحفيا معتادا يوم السبت.
ولم تكن القوات الاثيوبية تحظى بشعبية على نحو كبير في الصومال وساعد وجودها على مدى عامين في حشد التأييد للمتمردين.
ومنذ انسحابها تركت اثيوبيا وجودا عسكريا مكثفا على حدودها مع الصومال وتواصل مراقبة وثيقة لتطور القتال بين المتمردين والقوات المؤيدة للحكومة.
وتشعر اثيوبيا بقلق من وجود دولة اسلامية متشددة بجوارها وتخشى الدول الغربية من امكان ان تستخدم جماعة الشباب التي لها صلات مع القاعدة جنوب الصومال كقاعدة لزعزعة استقرار دول مجاورة مثل كينيا واثيوبيا.
وقال اناس يعيشون في منطقة باكول الصومالية الجنوبية الغربية التي يسيطر عليها متمردو جماعة الشباب الاسلامية المتشددة ان القوات الاثيوبية دخلت الى قرية تسمى واشاجا يوم الجمعة وان السكان يفرون.
وقالت فاطمة اسحق وهي من سكان القرية “حزمت امتعتي الان لمغادرة القرية.. الشباب والاثيوبيون قريبون من بعضهم البعض وعلى شفا الانخراط في قتال.”
من عبدي جوليد