ألتغيير فرض عين ..

اسماعيل عبد الله
[email protected]
اضراب الاطباء و جهود قاعدة وقيادة حزب المؤتمر السوداني وبعض الاحزاب والطلاب والشباب في الاحياء و الحواري يعتبر اشراقات في طريق التحرر و الانعتاق و بناء وطن حر وديمقراطي يسع الجميع , الوصول الى الهدف المنشود الا وهو ازاحة هذا النظام الباغي يتحقق بمثل هذه البدايات الطيبة , ما دام الوطن الحبيب به مثل هؤلاء النبلاء الشاربين من عتيق ماء تراب السودان , سوف لن يكون هناك قنوط من وصول سفينة الخلاص الى آخر موانئها , ما قدمه الشرفاء من ابناء بلادي طيلة هذه الرحلة الطويلة من التضحيات أمر يثلج الصدر و يزيح غشاوة التضليل التي مارسها اعلام النظام الفاشيستي على البسطاء من الناس , لقد اثبت لنا هذا النظام ان شعبنا ما يزال يحتفظ باصالة المنبت الضارب في الوجود البشري وذلك بتفتح هذه الازاهر و الرياحين التي فاح عطرها من بين تشققات جدران الزنازين و سجون الطاغية.
في هذه الايام المفعمات بنضالات شعبنا تطل علينا بعض اصوات المخذلين و المثبطين , منهم من يفعل ذلك دون دراية بتعقيدات الواقع الاليم , مثل هؤلاء تجدهم يرددون ما ينشره اعلام النظام المقروء و المشاهد من غير فرز وتمحيص, اما النوع الثاني وهو الاخطر , فهذا محنط و متقوقع في أُطر بالية و لا يرى عملية التغيير الا من خلال نظرته المكسية بالتشاؤم , هؤلاء المحنطون هم العائق الاكبر لقطار التغيير لانهم انانيون في نظرتهم لمن هو احق بشرف قيادة هذا التغيير , هم يريدون ان يقاتل الاخر ميدانياً ليتبنوا هم شرف الريادة و القيادة من بُعد , لقد ولى ذلك الزمان الى غير رجعة , اليوم القائد و الرائد يتقدم صفوف التظاهرات و يكتوي بحميم البارود و ويستنشق دخان البنبان , التطور وتجاوز القديم من سنن الحياة , لقد تفتق شعبنا وعياً بمآلات النضال و ضروراته ولم يعد يؤمن بالنضال الانيق والناعم , لهذا ولدت قيادات حقيقية من بين معارك الحياة اليومية ومن بين صفوف الخبز و المواصلات و الغاز , لم يعد محمد احمد يعير وزناً للقيادي الذي ينظر اليه من علٍ , ذلك الذي يأتي الى البرلمان من خلال عمليات بيع وشراء الذمم , المواطن اليوم يريد القائد المتدافع والمتزاحم معه في شارع الكفاح كتفاً بكتف.

التغيير اليوم بمثابة فرض العين ,واجب على الجميع , كل من موقعه , الموظف و الزارع و الطالب و الصانع و التاجر و المغترب و المهاجر , مَن مِن هؤلاء لم تطاله يد الطغيان الباطشة !! , كلمة الحق في وجه السلطان الجائر مفروضة علينا جميعاً بحكم الدين و الاخلاق و(الرجالة السودانية المعروفة) , لم ولن تكن من شيمنا طأطأة الرؤوس عندما يبلغ السيل الزبى , وليس من الجدير بنا ان نتسلى باخبار الصحف و السوشال ميديا التي تطالعنا في صباح كل يوم باخبار اعتقال فلان و تشريد فلتكان , هذا الفلان وذاك الفلتكان هما ابناء هذا التراب الذي نحيا عليه و نمشي فيه ونسكنه و يتربى ابنائنا في ساحاته وندفن فيه, هؤلاء المناضلون ما فعلوا هذا الا لأجلنا و أجل حياتنا القادمة , فالننصرهم بيدنا وان لم نستطع فبلساننا واقلامنا فان لم نستطع فبقلوبنا , لا نطلب من الناس سوى ان لا يرضوا عن هذا الظلم , ومن كان له فضل من المال و النصح و المشاعر الايجابية فاليمدد به الى المصادمين الواقفين في خط التماس , وحدة صف الممانعين ضرورة يفرضها واقعنا الاليم اليوم , لا مجال للشوفونية و التقوقع, الكل يجب ان ينشد التغيير وليس سوى التغيير وعدم الركون الى المفردة السمجة التي يرددها اتباع النظام:(البديل منو) , ان رحم حواء السودان مازال خصباً والدليل على خصوبته وجود هؤلاء الابطال داخل سجون الطاغية , فاليقذف كل واحد وواحدة منا بحجر لنرجم هذا الشيطان الذي اغوى الكثيرين من ابناء وبنات شعبنا و اهلك الاكثرين منهم.

إنّ إيقاد شمعة خير من لعن الظلام كما تقول الحكمة الشائعة , ان لم نستطع قول الحق فيجب علينا ان لا نشجع الباطل وان لا نقول قولاً يصب في مصلحة الطاغوت , فالتضامن في سبيل الخلاص من الطاغية له متطلباته , وان اكثر ما استغله الطغاة هو تراخينا و تكاسلنا وتباطؤنا في مساندة الصادقين منا , اولئك الذين تقدموا علينا درجات بان امسكوا بزمام مبادرة مقارعة الظالم في مواجهة غير متكافئة من حيث العتاد وقوة البطش المادية , لكنه الايمان بحب التراب الذي منحهم قوة الصمود و المواجهة و تحطيم التابوهات , ففي هذه المرحلة الفاصلة من تاريخ الامة السودانية سيقود عملية التغيير هذا الجيل المصادم القادم بقوة و سوف يكون هو الامل المنشود في إعادة الوطن المختطف ..

اسماعيل عبد الله
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *