قالت نائبة رئيس حزب الأمة القومي مريم الصادق المهدي إن حزبها مستعد للنظر في مخرجات الحوار الوطني بشروط، واعتبرت أن خارطة الطريق الأفريقية أجدى من الحوار الداخلي لتوافرها على ضمانات خارجية وسند سياسي واسع.
وجرت الإثنين الماضي مراسم التوقيع على وثيقة وطنية ناتجة عن الحوار الوطني، ينتظر أن تكون أساسا للدستور الدائم للبلاد، لكن قوى المعارضة والحركات المسلحة الرئيسية في البلاد ما زالت تقاطع عملية الحوار وتشترط للإلتحاق به عقد مؤتمر تحضيري بالخارج.
وقالت مريم في ندوة حول “مستقبل السودان بعد الحوار الوطني” بالخرطوم، السبت الماضي
، “كان الأحدى على الحكومة أن تقبل بخارطة الطريق الموقعة من قوى (نداء السودان) لأن لها ضمانات خارجية وسند حزبي وحركي وهو ما لم يتوفر في مخرجات الحوار الداخلي”.
ووقعت الحكومة منفردة على خارطة الطريق الأفريقية بأديس أبابا في أغسطس الماضي، قبل أن يوقع تحالف “نداء السودان” الذي يضم حركات مسلحة وأحزاب سياسية لاحقا.
وأكدت مريم المهدي أن حزب الأمة على استعداد للنظر في مخرجات الحوار، لأنه ليس عليها خلاف، واشترطت وقف الحرب كأولوية وليس كتابة دستور وإجراء انتخابات وغيره، وأخذ خارطة الطريق في الحسبان، ومكافحة الفساد، إلى جانب إجراء تحقيقات شاملة في دعاوى استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين بغرب السودان.
وعرفت الحوار بأنه عملية شاملة لها أهداف ورؤية واضحة للتوصل إلى نتائج أكثر إيجابية، واعتبرت ما تم ليس حوارا “بل ضياع للزمن والموارد”، مشيرة إلى أنه لا يوجد مناخ للعمل السياسي حاليا في البلاد، والسودانيون يعانون من الملل والغضب والإحباط النفسي من المشهد السياسي منذ عشرات الأعوام.
وقالت: “مهما كان حجم الصرف المالي وإجبار الناس على الحشود والتهويل الإعلامي فهذا لن يجدي نفعا ما لم يحدث التغيير لدى نفسية المواطن المحبطة… الحوار الحقيقي هو القادر على تغيير هذا الشعور السائد ورفع مكانة السودان خارجيا”.
وتابعت مريم قائلة: “الحوار الوطني الذي ينقذ السودان لم يقم بعد ولكن الطريق أمامه معبد بالمضي قدما في خارطة الطريق.. الحوار الذي انتهى لن يأتي بجديد”.
وحذرت نائبة رئيس حزب الأمة القومي من خطورة الوضع في السودان، قائلة “إن البلد وضعها مهدد وتتعرض لأطماع غير مسبوقة وكلنا يدعي أن السودان معرض لخطر”.
وشددت على أن “الحوار ليس (ونسة) وانما عملية شاملة إن لم تستوفى معاييره لن يسمى حوارا وطنيا”. ودعت إلى تهيئة المناخ وإعمال الشفافية والمشاركة والتملك باعتبارها الأهم للحوار، إلى جانب التغيير النفسي للشعب الذي قالت إنه “يعاني من الغضب”.
وأشارت إلى أهمية التغيير الإقتصادي والاجتماعي، لكنها حذرت في ذات الوقت من أن التغيير في السودان “قادم لا محالة لكنه سيكون تغييرا خطرا علينا جميعا”، مبينة أن الغضب والإحباط أكبر خطر يواجه السودانيين.