الان عصر ((التراجيات))

عصمت محموووووووووووود
الان عصر ((التراجيات))
…………………
لم يتركوا لك ما تقول
والشعر صوتك
حين يغدو الصمت مائدة   وتنسكب المجاعة فى العقول
الفيتورى
………
تتلفت حولك فتجد نافع على نافع ومن خلفه جامعة الخرطوم ومن امامه حريق الوطن وكلماته المترعات بالسخف
تتلفت حولك فترى غازى صلاح الدين وترى الحاج ادم وترى صلاح قوش وترى العشرات من قيادات الانقاذ
وترى فشل الدولة والقاب علمية دون جدوى فى الاقتصاد والاجتماع وادارة الدولة
يقودون الوطن من هاوية الى هاوية ويغنون للجميلة المستحيلة
القضية ليست الجامعة وانما معدن الفرد وقيمته هو لا انتماؤه للمؤسسة وانما انتماؤه لنفسه والجماهير
ذات الجامعة التى علمت المرحوم محمد عثمان المكى كيف ينهض فى وجه دوله كيف يقف فى وجه دبابة كيف يصادم من لم يدعى يوما انه جاء حاملا لمشروع الاخلاق والحرية والقيم … ليحكم كل السودان وهو ((طالب جامعة)) لايام طوال من دار اتحاد جامعة الخرطوم وهم يصدحون ((الجامعة جامعة حره العسكر يطلع بره))
ثم تكر الليالى والاعوام لتصبح للجامعات ((شرطة))

وتصبح بواباتها مداخل لسجن الافكار حينما يصبح العسكر هو الحامى وليس العقل العارف وتحتفى جامعة الخرطوم بالعسكر وتطارد الاحرار
ما قيمة الفلسفة ان لم تجعلك مدركا لمعانى الحرية
ما قيمة الاستاذ الجامعى ان لم يعلم طلابه كيفية الثورة وايصال الصوت وادراك الذات
ما قيمة الفلسفة ان لم تكن ضد الكبت والظلم ولم تنحاز الى العقل والضمير
ما قيمة الفلسفة عندما يبيت ابناء الناس فى زنازين الامن وبروفيسورات ودكاترة الجامعة يمضون الى حضن زوجاتهم ويداعبون اطفالهم ويمضون قرارات الفصل للطلاب وهم معتقلين تحت ضغوط اجهزة الامن
ما قيمة الفلسفة ان لم تقل لمن يفترض ان يكون قائدا للامة عقلا واستنارة ثم يرضى لنفسى ان يكون ((رباطا فى بوت)) عسكرى الامن او ((قاشا)) لبنطلون حميدتى او منديلا ورقيا يتمخض عليه الجهاز الحاكم ان لم تقل له هذا ((سخف))
ما قيمة الفلسفة ان لم تكن كما ينتهجها الاخ الدكتور عصمت محمود وهو يتحول الى مراهق مع المراهقين يخاطبهم بلغتهم يرقص معهم ويصبح مدربا لكرة القدم وكبير المشجعين ويتغنى ب(كلية الاداب) وهو يتحول ايضا الى اخ اكبر ووالد مشفق وام حنون ومعلم موجه ومربى ومقوم
ما قيمة الاستاذ الجامعى ان لم يكن منارة واستقامة وصمود
عندما تصبح تراجى شخصية قومية برصيد وافر من ((الردح)) والانحطاط اللفظى يصطف لها حضورا وزراء وولاة وعمم وجلاليب وتياب
عندما يصبح طه عثمان متنفذا فى الدولة وتصديرنا سهى الدابى وعشكوبى
عندما يصبح حميدتى دولة داخل الدولة والحاج ادم ساطور قياديا وحاويات المخدرات واردات للدولة
عندما يصبح العصر عصر التفاهة … ما بين فنيلة ميسى وبردة اديس ابابا واشعار الناها هى منجزات الديبلوماسية او ((الديبليو سى)) فلا فرق الا فى الاحرف
الفلسفة لا تقاتل فى جامعة الخرطوم لا تقاتل سوء ادارة الجامعة فهى ليست الا جزءا صغيرا فى ادارة دولة من خطط لتعليمها ابراهيم احمد عمر رئيس برلمانها الان ولا قوانين الا ((تمام سعادتك وتأمر يا عمنا)) و ((تصفييييييييييق))
عصمت محمود يقاتل وعى زائف يقتات بعقل الدوله واجهزتها
يقاتل ابو قردة وهو وزيرا للصحة و((لا اعرف اسمها)) وزيرة للاتصالات وقتلة طالب بالجامعة واجهزة امن متواطئة وخضار مسرطن وعشرات الوزراء لا يعلمون لماذا استوزروا ومؤسسات دولة تباع ((تخصيصا )) لاهل السلطة
يقاتل اغانى الهيبز ورا ورا وابو شرة والبريدو شطة خضراء ولاقيتو بى غادى بين السينما والنادى
يقاتل بنطلون السيستم وحبيبي شطفنى وشغلنا بالهلال والمريخ ما بين جمال الوالى رجل الدولة وعبد الله البشير شقيق الرئيس
يقاتل مصادرة الصحف والدولار الذى يهرول الى الامام ورئيسنا يهرول الى الرقص والضحك والناس يبكون
عصمت محمود
فى ظل سيل الغثاء الذى يضربنا بقوة من كل مكان …تجعل للفلسفة حضور وللذات قيمة وللطهر والاستقامة الق
تجعلنا ونحن نرى الجامعات تتهاوى تحت احذية الشرطة والعسكر واساتذتها يهرولون فى زفة الوهم نعرف ان للارواح فضاءات وللعقول اتساع
وان الحرية ان تكون انت حرا وان تنظر لوجهك فى المرإة وتحترم ذاتك
حينها ستقاتل حتى يتم فصلك من رجال يظنون غاية الشرف والكرامة صورة مع ((تراجى))
كاتب الوجعة: راشد عبدالقادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *