سعادة الرئيس ثامبو أمبيكى
رئيس الآلية الرفيعة للإتحاد الإفريقى
سعادة الرئيس عبد السلام ابوبكر
السيد هايلى منكريوس ممثل الأمين العام للأمم المتحدة
ممثل الإيقاد والحكومة الأثيوبية
السادة المراقبون
رئيس وفد حكومة السودان
ابراهيم غندور
السادة والسيدات أعضاء الوفدين
السيد منى مناوى رئيس مجلس التنسيق لعملية السلام بالجبهة الثورية
السيدات والسادة من الصحافة والإعلام
السيد الرفيق ثامبو أمبيكى
إن كلماتى ستكون مختصرة ومباشرةً فى الموضوع.
هذه الجولة من المفاوضات سوف تسجل فى تاريخ النزاع كأحد أهم الجولات إن لم تكن أهمها. وأهميتها ليست للأطراف فقط، بل للسودان كله ولأجندته المستقبلية. هذه ربما تكون الفرصة الأخيرة لإنقاذ السودان عبر مؤتمر دستورى ذا مصداقية. وذلك هو الطريق الوحيد لإحداث إجماع وطنى وبرنامج بناء وطنى حقيقى.
ستفضى هذه الجولة من المفاوضات الى طريقين لا ثالث لهما. الطريق الأول أن نختار الطريق الذى سيجيب على السؤال ” كيف يجب أن يحكم السودان”؟ وأن نصل معاً للإجابة المشتركة كأساس لإجماع وطنى والإتفاق على الأجندة المستقبلية لسودان جديد يبنى على الإرادة الحرة لكل المعنيين. لأننا ربما لا نستطيع أن نصلح الماضى، ولكن قطعاً نستطيع تشكيل أجندتنا المستقبلية المشتركة.
أما الطريق الثانى فهو الطريق الذى نعرفه كلنا، وهو الإستمرار فى الحرب التى شهدتالإنتهاكات والإبادة الجماعية وأدت إلى إنفصال الجنوب، ومتأكد أننا لن نصل الى نتيجة تختلف كثيرا عما حدث فى الماضى. إما إن كان هنالك طريق ثالث فلن يتم نقاشه هنا.
لهذا تعتبر الحركة الشعبية هذه الجولة فريدة وعلينا جميعاً أن ننتهزها، لكى تفضى الى حوار وطنى ذا مصداقية ليعبر بوطننا الى فصل جديد فى تاريخه. فصل فيه المواطنة المتساوية، الديمقراطية، سيادة القانون، التنمية المستدامة والعدالة الإجتماعية.
هنالك علاقة عضوية بين إتفاق السلام الشامل وبين المواطنة المتساوية، ولا يمكن تحقيق أحدهما دون الآخر، وفى تحقيق الأثنين معاً سوف يكون للسودان مستقبلاً ناصعاً يحافظ على وحدته بأسس جديدة. لذلك فالطريق الى إتفاق سلام شامل هو الطريق الى المواطنة المتساوية.
إن الشأن الإنسانى وتوفير المساعدات الإنسانية هو حق من حقوق السكان المدنيين ومنعها يعتبر جريمة حرب فى القانون الانسانى الدولى، وكذلك عمليات القصف الجوى المتواصلة ضد السكان المدنيين فى المنطقتين وفى دارفور وكذلك الهجوم على المدنيين وايضاً إغتصاب مئات النساء كما ورد فى الحوادث البشعة فى قرية (تابت) فى دارفور.
إن معالجة الأزمة الإنسانية هو نقطة الدخول الصحيحة لإيقاف الحرب حتى نتمكن من خلق مناخ مؤاتٍ للحوار الوطنى حول الدستور.
هنالك أيضاً ترابط وتداخل بين قضية الانتخابات والحوار الوطنى، ولا يمكن أن تجرى انتخابات مقبولة ، أو أن يتم تبادل سلمى للسلطة إلا بعد إكتمال الحوار الوطنى. من أجل تحقيق ذلك، يتوجب على حكومة السودان الإلتزام بعملية حوار وطنى حقيقية، وأن تتم إنتخابات مقبولة تحت حكومة قومية إنتقالية.
لقد حضرنا الى هنا للبحث عن تسوية سلمية شاملة تقوم على المواطنة المتساوية. والتسوية الشاملة والمواطنة المتساوية مكونين لا يمكن الفصل بينهما لكى ندخل بالسودان فى عهد جديد.
إننا نهدى جهودنا فى هذه الجولة من المفاوضات الى ثلاثة من أبناء السودان الشجعان. أولهم على عبد اللطيف قائد ثورة 1924 الذى تنحدر والدته من جنوب السودان ووالده من جبال النوبة، وقد كان أول من أسس منظمة ثورية على أساس المواطنة المتساوية. الثانى الدكتور طه عثمان بلية مؤسس مؤتمر البجا فى شرق السودان فى عام 1958 والذى حلم بالمواطنة المتساوية. واخيراً وليس آخراً، رجلاً أنت تعرفه، وهو الدكتور جون قرنق ديمابيور أتم، الذى إمتلك الشجاعة لقيادة أكبر محاولة لتوحيد السودان على أسس ورؤية جديدتين(رؤية السودان الجديد) وذلك عندما أسس الحركة الشعبية لتحرير السودان عام 1983م.
إننا نحيّ ذكرى أؤلئك الرجال الثلاثة، ومن شجاعتهم نستمد تصميمنا لإنجاح هذه الجولة من المفاوضات.
ياسر عرمان
رئيس الوفد المفاوض
الحركة الشعبية لتحرير السودان/ شمال