تواجد جيش السودان خلال تحقيق في جريمة اغتصاب جماعي يثير الشكوك

من لويس شاربونو

الأمم المتحدة (رويترز) – قال مبعوث استراليا في الأمم المتحدة إن تواجدا كبيرا للجيش السوداني خلال تحقيق لقوات حفظ السلام الدولية في واقعة اغتصاب جماعي مزعومة في دارفور بغرب السودان أثار شكوكا كبيرة في مجلس الأمن.

وعززت هذه الشكوك تصريحات مسؤول بالأمم المتحدة تحدث عن أجواء ترهيب تعرضت لها ضحايا الاغتصاب المزعوم جراء تواجد قوات سودانية أثناء استجوابهن بشأن عنف جنسي محتمل.

وقالت الأمم المتحدة الاسبوع الماضي إن قوات سودانية رفضت السماح لقوات حفظ السلام التابعة لها وللاتحاد الافريقي بدخول قرية تابت في دارفور حيث أرادت التحقيق في تقارير عن جريمة اغتصاب جماعي مزعومة لنحو 200 إمرأة وفتاة.

وأصدرت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي (يوناميد) بيانا يوم الاثنين قالت فيه إن فريق التحقيق الذي أرسلته إلى تابت سمح له بدخول القرية بعد تأخير دام نحو أسبوع. وقالت يوناميد إن كل من جرى استجوابهن لم يؤكدن تعرضهن للاغتصاب كما لم يتوصل فريق التحقيق إلى أي دليل لتأكيد المزاعم.

وناقش مجلس الأمن القضية. وقال السفير الاسترالي لدى الأمم المتحدة جاري كوينلان إن زينب هوى بانجورا ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة المختصة بالعنف الجنسي في مناطق الصراع وعددا من أعضاء مجلس الأمن أبدوا قلقهم إزاء تواجد جنود سودانيين أثناء استجواب ضحايا الاغتصاب المزعوم.

وقال كوينلان وهو رئيس مجلس الأمن خلال الشهر الحالي “أضافت السيدة بانجورا… انه كان هناك تواجد عسكري كبير خلال زيارة الفريق وأكدت على أنه بالرغم من أنه لم يجر التأكد من مزاعم الاغتصاب فانها تعتقد أنه يستحيل ان نخلص الى عدم حدوث عنف جنسي.”

وتابع “أبدى عدد من أعضاء المجلس قلقهم البالغ إزاء هذا الأمر” مضيفا أن بانجورا تخشى أن يكون هناك “جدار صمت” مما يهييء لأجواء انتقام.

وقال مسؤول من الأمم المتحدة على صلة بيوناميد غير مصرح له بالحديث لوسائل الاعلام إن الوضع خلال التحقيق الذي جرى يوم الأحد لم يفض إلى استجواب مناسب لمزاعم وقوع اغتصاب جماعي.

وتابع “كانت أجواء تهديد واضحة” مضيفا أن الجنود السودانيين كانوا متواجدين في كل منزل زاره فريق قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي (يوناميد).

وقالت واحدة من ضحايا الاغتصاب المزعوم لأعضاء في الفريق إن مسؤولين بالجيش السوداني أمروهن بعدم الحديث مع فريق يوناميد وإن لجنة يرأسها قائد الجيش ستتحدث مع يوناميد نيابة عنهن.

وأضاف المسؤول بالأمم المتحدة أن بعض الجنود السودانيين كانوا مخمورين وهذا ما زاد من أجواء التهديد التي تعرضت لها ضحايا الاغتصاب المزعوم. وأشار إلى أن بعض الجنود كانوا يرتدون الزي الرسمي وآخرين كانوا يرتدون ملابس مدنية.

ولم ترد بعثة السودان لدى الأمم المتحدة على الفور على طلب بالتعليق.

(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *