حسن اسحق
قال الناطق الرسمي باسم السلطة الاقليمية لدارفور دكتور عبدالكريم موسي يوم الاربعاء عقب اجتماع رئيس السلطة دكتور التجاني السيسي مع ادارة صندوق دعم الطلاب،ان السلطة الاقليمية تدعم كافة المعالجات والبدائل السكنية حتي تساهم في استقرار المناخ الاكاديمي.وطالب بعدم الالتفات للشائعات التي تخرج من ناشطي الحركات المسلحة بالخارج ،وتروج لها احزاب المعارضة بالداخل لاغراض سياسية..
هناك مثل صيني يقول،عندما يشير الانسان باصبعه الي القمر،فالاحمق من ينظر الي الاصبع،هذه المقولة تنطبق علي السلطة الاقليمية التابعة للتجاني السيسي المشارك والمتعاون مع حزب المؤتمر الوطني في سدة الحكم.وقضية طالبات داخلية البركس،وهن من منطقة دارفور، والجميع يعلم الجميع ذلك ،وماتعرضن له من انتهاك في ثاني ايام عيد الاضحي في الشهر الماضي،من اعتقال وقبض وتحقيق عشوائي،وتعدي عليهن من قبل السلطة الامنية،وكل المقابلات الصوتية التي تمت مع بعض الطالبات،اكدن للرأي العام، ما لحقن بهن اثناء فترة الاستجواب والتحقيق والاعتقال،وتدهورت حالت بعضهن الصحية،ونقلت احداهن الي المستشفي لتلقي العلاج.والوقفات التضامنية المطالبة باطلاق سراحهن قبل فترة،وماقام بهن طلاب دارفور في الخرطوم من تضامن ورفع مذكرات الي الجهات العليا،ولا لقهر النساء،وهيئة محامي دارفور،وكذلك المنظمات الحقوقية الاخري المستنكرة للموقف الحكومي وسلطاتها تجاه طالبات عزل،كن في الداخلية فترة اجازة العيد،ولم يكن هنالك احداث عنف او توتر يقتضي مثل هذا السلوك، وصفته العديد من الجمعيات والمنظمات الحقوقية بانه استهداف عنصري واضح من قبل سلطة الامن.وكل الافادات التي ادلين بها التي نشرت في كثير من مواقع التواصل الاجتماعي اشارة الي انهن مورست ضدهن اساليب استفزازية وجهوية اقليمية والفاظ نابية.وطالب الكثيرون بفتح تحقيق حول هذه القضية كي لاتكرر مرة اخري،ومحاسبة من قام بذلك،رغم المبررات غير الموضوعية لحلفاء النظام في صندوق رعاية الطلاب،بان ايادي خفية تقف وراء تعنت الطالبات للخروج من الداخلية الآيلة للسقوط،والمزمع اصلاحها ،وهو اتجاه لاعطاء هذا الفعل مشروعية الاعتقال والاحتجاز والتحقيق،ويشبه وصف اعلان باريس من قبلهم، تقف من وراءه ايادي صهيونية، انه فرار من الحقائق..
ان صمت السلطة الاقليمية لم يكن غريبا علي الاطلاق علي كل مهتم،وهي جاءت من الدوحة لتستر عورة حقوق الانسان المتدهورة في المنطقة،وثمرات السلام ستحصد استقرارا وتنمية واخراج النازحين من معسكراتهم والعودة الي المناطق الطوعية.ساقت نفس خط المؤامرة لتآزرهم لمصالح سيسية وسياسية بحتة،ان حركات مسلحة تروج ان الطالبات عذبن،سؤال للسيسي السوداني الذي يختلف عن السيسي في شمال الوداي،ما الحركات التي حرضت الطالبات، هل حركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد احمد النور،ام حركة تحرير السودان بقيادة مني اركو مناوي،ام العدل والمساواة بقيادة دكتور جبريل ابراهيم؟،وهذه هي الحركات التي لديها قاعدة في الاقليم الغربي،رغم وجود السيسي السوداني الموقع علي الدوحة القطرية الجالبة للدعم المالي بعد الفجوة الكبيرة في الاقتصاد الحزبي،وفشلت في استجلاب السلام لدارفور .
عندما تقرأ خبر سلطة التجاني حول ماحدث للطالبات،ستصلك رسالة عاجلة،لا اهتمام ولا متابعة،ولا اكتراث من السيسي السوداني،وابو قردة وغيرهن من الناظرين للاحداث من ابراج الوزارات والمكاتب،تجنبوا عدم الكلام للحفاظ علي ماتبقي من كراسي،والكراسي الشاغرة والمملؤة قريبا باذن المؤتمر الوطني،والمرتقب تبديلها، كلهم آثروا جعل الاذان تتدعي الصمم،والعيون تمارس العمي،وعقولهم اغمي عليها لحظة اعتقالهن وضربهن واهانتهن،وعندما استيقظوا رأوا امامهم كابوس الحركات المسلحة،والمسرح الحر للتحريض،حتي تصل رسائل سالبة عنهن،ويفقدن التعاطف من المجتمع،وعندما يصرح مسؤول بالسلطة الاقليمية حول الحدث المحرج،ليهرب من مواجهة الفاعل المشارك له في كرسي الحكم،ويخشي فقد المزايا علي حساب قضايا يجب ان يكون هو الاول من يبادر بالسؤال ليعرف الاسباب،وهل هي خطيرة ليتعرضن لهذا العذاب الذي يلاحقهن في كل المدن الدارفورية،وفي العاصمة يطاردهن شبح الاشتباه وتهمة التحريض،والموالاة لكارهي النظام.
ولم يتوقف الناطق الرسمي للسيسي علي اتهام شباب الحركات المسلحة وناشطيها،بل تعداه الي احزاب سياسية في الداخل، وتقوم بهذا العمل للكسب السياسي فقط. فالاحزاب التي اوضحت موقفها من اعتقال الطالبات وضربهن بصورة مهينة،لم يكن الغرض منه الكسب، كان الغرض الاساسي هو توضيح الانتهاك من قبل السلطة الامنية في الخرطوم،وهي خطوة شجاعة افتقدها كل المشاركين في السلطة مع حكومة المؤتمر الوطني،وهذا ليس ترويجا ،هي حقائق يهرب من مسؤوليتها السيسي واعوانه،وليس هناك وجه حسن يظهرون(الفيهم انكشفت،ونواياهم بانت).لم تكن الوقفات الرافضة لهذا السلوك امام المفوضية القومية لحقوق الانسان الغرض منه الكسب،بل كشف مزيدا من العراقيل التي تعترض حق المواطن السوداني الصغار منهم قبل الكبار،الذي يعيش في الريف او المدينة،في مناطق الحرب ،ومواقع النزوح،والضغط المتكرر قد يجني ثماره القادمين،احتمال ان يجدوا بيئة تحترم حقهم في العيش الكريم،ولا تعتدي عليهم تحت اي مسمي من القوانين،وهذه الارضية لن تصمد ويحدث لها انجراف،الا اذا كرر الناس الاحتجاجات والوقفات،وكشف الانتهاكات المتكررة لكل من تعرض للضرب والاعتقال والارهاب والتهديد،وغيره من الطرق المستخدمة.
ان حديث عبدالكريم موسي رسالة صمت وخوف،ورسالة رفض للحقائق الممارسة في الخرطوم،وليست هناك حتي يدعي ان الاتفاقية حققت عودة طوعية والناس تمارس الزراعة ومستعدة للحصاد،في زمن حصاد الارواح،وجني حبوب الاعتقال،ان الناطق يمثل الرأي الرسمي الناكر لحقائق الواقع،والمستجير بفكر السدنة،واولياء الفساد الناهبين،يتدرب علي الكذب،كأحد اولئك حتي اطلق عليه مسلمية الذي يجيد فنون تزييف الحقائق،والدعوة الي عدم الالتفات لمن يروج لبروبوغاندا الكسب السياسي،ولما لا تكسب السلطة الاقليمية سياسيا،وتوجه نقدها للجهاز الامني،وهذا مستحيل طبعا بحكم الواقع والمصالح المشتركة،والاقرب الي الذم هم الاحزاب السياسية الداخلية وشباب الحركات المسلحة في الخارج،اما طالبات البركس،فرئيس السلطة الاقليمية دكتور التجاني السيسي(ماعندو ليهم حاجة)..
[email protected]