حفاظا علي مصلحته ومصالحهم فقط , ولضمان استمرارية نهبهم للمال العام ,كان علي شوري الوطني التشبث بالبشير

 تماما كما في العصابات الاجرامية فان عراب العصابة لابد ان يستمر عرابا حتي ولو صار مقعدا او بلغ ارذل العمر او صار صما بكما عميا. ذلك لان افراد العصابة , خاصة النافذين منهم لايهمهم حال العراب الصحي او الذهني او العمري , يهمهم فقط ان يستمر علي راس العصابة لتستقر الحال العام في العصابة حيث ينعدم روح التنافس الشرس علي منصب العراب مما قد ينتج عنه حربا ضروس بين المتنافسين ومجموعاتهم داخل العصابة وبذلك تتعطل اليات النهب والسلب لاموال الضحايا وهدرها في المعارك الناتجة عن التنافس للظفر بالمنصب او تثبيت فرد من عتاة المجرمين بالعصابة علي حساب اخر اشد منه فتكا او يقل قليلا.
وحتي العراب نفسه لما له من حاشية مقربة من اهل البيت والعشسيرة او الاصهار والنسابة ولاعقي البوت وماسحي الجوخ الذين يجلبون له الاموال والهدايا والغنائم طائعين مختارين او مجبرين مكرهين, فانه , أي العراب زعيم العصابة يحرص كل الحرص ان لايترك منصبه لاحد خاصة ان كان هناك من يتربص به من انداده بالعصابة وبالاخص الذين لقوا منه او من حاشيته شيئا من العنت والاساءة او الاهانة.
وسبب اخير يجعل العراب يتشبث بمنصبه هو عندما يكون هلاكه في تركه هذا المنصب حيث يتجاذبه كثيرون من المتضررين منه ومن طالبي الثار والانتقام منه لما اقترفه وزبانيته من جرائم دخل بسببها الكثير تحت التراب. ولن يترك العراب وزعيم العصابة منصبه ان كان ذلك يجعله حتما مجرجرا في المحاكم خاصة الدولية كالتي في لاهاي وتصبح الفضيحة والمهانة والمذلة علي شاشات العالم اجمع.
هذا حقيقة ما جعل الحزب الحاكم يصر علي اعادة ترشيح عرابه وليس في بال احدهم مصلحة البلاد ابدا , بل ويدركون تمام الادراك ان استمرارية راسهم علي راس البلاد معناه مزيدا من الحصار الدولي ومزيدا من المعاناة للشعب المسكين ومزيدا من تقطيع اواصر البلاد ومزيدا من القتلي والمعذبين في سجون النظام الباطش الظالم الذي ان استمر فلا محالة من ان يكون ماتبقي من السودان في خبر كان.
محمد علي طه الشايقي
ود الشايقي
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *