لم أكن أتوقع وكثيرون مثلى بأن يتحول أحمد كبر جبريل الذى حمل البندقية فى وجه نظام الخرطوم من أجل قضايا عادلة لشعب عانى من التهميش الممنهج والمتعمد وواجه جرائم القتل والتشريد والإغتصاب والإعتقالات التعسفية إلى أرجوز وإنتهازى كبير فى أول محطة إختبار بريق السلطة والمناصب والإمتيازات ويصبح دمية تحركها الإنتهازية والأمنجية (زينب داؤد) التى تربت فى كنف المؤتمر الوطنى منذ أن كانت طالبة فى جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا , وأصبحت تديره بالريموت كما تشاء وتكتنز الأموال والعقارات والسيارات من حر مال الشعب السودانى المحروم الذى كان يدعى زوراً وبهتاناً القتال من أجله. إن الحال الذى وصل إليه المدعو (أحمد كبر جبريل) يدعو للرثاء والتعجب , فقد تنكر حتى لرفاقه الذين قاتلوا معه فى الأحراش بعد أن أوصلوه إلى السلطة التى يبحث عنها ورمى بهم فى الرصيف كما ترمى أكياس النايلون فى براميل القمامة , فكان مصيرهم مناطق تعدين الذهب والراعى والزراعة وسوق الله أكبر وتجمعات العاطلين عن العمل , بل حتى المعاقين وجرحى العمليات لم يسأل عنهم أو يمد يده لهم ولو بكبسولة دواء ناهيك عن التكفل بنفقات علاجهم. إنّ ما يندى له جبين كل صاحب ضمير وقيم وأخلاق موقفه من الشهداء الذين وهبوا حياتهم مهراً لقضايا الشعب العادلة ومشروع التغيير , فلو لا جهدهم ونضالاتهم لكان المدعو (أحمد كبر جبريل ) نكرة لا تعرفه إلا عشيرته وسكان الحى الذى يقطن فيه , مثله مثل كل النكرات الذين باسم الثورة والشعب ودماء الشرفاء تبوءوا مناصباً لا يستحقونها فى غفلة من الزمان ولم يحلموا بها فى يوم من الأيام , فلم يكلف نفسه بزيارة أسر الشهداء لأداء واجب العزاء أو حتى الإتصال عليهم تلفونياً , ونزكر من هؤلاء الشهداء/ مقدم آدم تيراب وعبدو آدم مطر وغيرهما العشرات الذين وهبوا حياتهم فداءً للثورة والتغيير. إن أحمد كبر جبريل كان سبباً فى تصفية وإغتيال رجال الإدارة الأهلية المناوئون للنظام ويدعمون الثورة والثوار سراً وعلانيةً فطالتهم رصاصات الغدر والخيانة , العمدة/ موسي كبور فى منطقة ياسين 2005م , والعمدة/ أمين عيسى عليو فى ضواحى نيالا 2007م. هكذا حال كل ضعاف النفوس والإنتهازيون الذين يستثمرون فى دماء الأبرياء ويسلكون مسلكاً شريفاً (الثورة) لينتهى بهم الحال فى براثن الفساد (نظام الخرطوم) , وفى سكرة السلطة يتخلون حتى عن إنسانيتهم والذين ناضلوا معهم من الشرفاء . إن الثورة ماضية والتغيير آت لا محالة , وسيتحاسب كل المجرمين والقتلة وطلاب السلطة والإنتهازيون الجدد أمام محكمة الشعب , وسنرى حينها أى منقلب ينقلبون؟!.
محمد مختار المحمودي
16 اكتوبر 2014م
[email protected]