الخرطوم – «الحياة»
تظاهر مئات الصحافيين في الخرطوم أمس، احتجاجاً على اعتداء مسلحين ملثمين على رئيس تحرير صحيفة «التيار» السياسية عثمان ميرغني الذي فقد الوعي. ونهب المسلحون هواتف وأجهزة كمبيوتر للمحررين.
وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للعنف من بينها: «صحافة حرة أو لا صحافة»، و «لا حريات مع العنف»، وساروا في موكب من مقر الصحيفة حتى مقر مجلس (نقابة) الصحافة حيث سلموا مذكرة إلى رئيسه علي شمو تطالب بتوفير الحماية للصحافيين، والقبض على الجناة وتقديمهم إلى المحاكمة.
وكان المسلحون وصلوا إلى مقر الصحيفة وسط الخرطوم، بسيارتين لا تحملان لوحات، واقتحموا المقر وطلبوا من الصحافيين الاستلقاء على الأرض، ثم توجهوا إلى مكتب رئيس التحرير وانهالوا عليه ضرباً بأعقاب بنادقهم الآلية وعصي حتى أصيب بنزيف وفقد الوعي، كما حطموا محتويات مكتبه. وسمع الصحافيون العاملون في المكان، المهاجمين وهم يرددون على مسامع الرجل كلاماً يبدون فيه غضبهم حيال مواقفه من غزة، وقالوا له وهم يضربونه: «أين الذي تحدث سلباً عن غزة؟».
وكان عثمان ميرغني دخل في سجالات حول التطبيع مع إسرائيل عبر برنامج تلفزيوني وعلى زاويته في الصحيفة، وردّ على منتقديه بأن الحلقة التلفزيونية جرى تسجيلها قبل حوالى ثلاثة أسابيع لكنها بثت فى توقيت وصفه بـ «الغريب»، تزامناً مع الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، مبدياً قناعته الشديدة بما طرحه.
ودان إبراهيم غندور، مساعد الرئيس عمر البشير ووزير الدفاع عبدالرحيم حسين الاعتداء على ميرغني، وشددا في تصريحات على أن الحادث لا يمت بصلة للأخلاق والقيم السودانية، وتعهدا بملاحقة الجناة.
وكانت هيئة علماء السودان، أفتت في بيان الجمعة الماضي، بحرمة الدعوة إلى التطبيع مع إسرائيل معتبرة أن مثل هذه الدعوات للتعامل مع الكيان الصهيوني تصدم مشاعر المسلمين. وحذر الأمين العام لهيئة علماء السودان محمد عثمان صالح من خطورة الدعوة إلى التطبيع في هذا التوقيت.