صلاح سليمان جاموس
في العشرين من سبتمبر عام 1982م نقلت شاشات التلفاز في الوطن العربي وكل العالم صور شهداء ما عُرِف لاحقاً بـ (مذبحة صبرا وشاتيلا) وهي المذبحة التي نُفِذت في مخيمي صبرا وشاتيلا لللاجئين الفلسطينيين في 16 سبتمبر 1982م واستمرت لمدة ثلاثة أيام على ونُسِبت للوزير الإسرائيلي آنذلك آرييل شارون، غير أن الحقيقة التي لا يعرفها كثير من مواطني الدول العربية هي : أن هناك عِدّة أطراف شاركت في تنفيذ تلك المجزرة وأن العنصر الأساسي المُكون للمنفذين هم جماعات عربية وهُم المجموعات الانعزالية اللبنانية المتمثلة بحزب الكتائب اللبناني وجيش لبنان الجنوبي بجانب الجيش الإسرائيلي . رغم أن كل الاحصاءات لم تذهب بعدد الشهداء لأكثر من ثلاثة ألف ونصف ، إلا أن إعلام الوطن العربي وصفها ومازال يصفها بالمجزرة ،
(وكذلك نصفها نحن ونعترف بأنها مجزرة في حق أبرياء)، إلا أن المفارقات تظهر في الحالة السودانية التي إرتكب فيها السفاح البشير وجنوده ومازالوا يرتكبون المجازر منذ أكثر من ربع قرن من الزمان.. ولم يصفهم إعلامنا العربي بالسفاحين رُغم أن أعداد الأبرياء الذين أزهق أرواحهم جنود السفاح تضاهي النصف مليون شهيد.!!!.
السفاح وبعد أن أصابه الله بسرطان الحنجرة ، بدأ بدعُ (الناس كل الناس) للحوار في خطاب وثبته الشهير. الغريب في الأمر أن الحوار الذي دعي له البشير تبعته إجراءات أمنية قمعية تجعل من الحوار (خواراً) ، حيث تم قفل جامعة الخرطوم، وأُطلِق سراح عصابة مكتب والي الخرطوم، إضافة إلي تكبيل الحريات بمنع صحيفة الصيحة من الصدور.. وإعتقال كثير من السياسيين علي رأسهم الإمام الصادق المهدي .. وعن إعتقال المهدي حدثني أحد القلائل الذين أثق في كلامهم من بعد الله فقال: إعتقال الصادق المهدي دا مسئول منو الرئيس شخصياً وهو (البشير) القال بعضمة لسانو أمشو إعتقلوا الصادق دا . الغريب في الأمر كما يضيف محدثي أن هناك كثير من القيادات بحزب السفاح ترفض إعتقال المهدي إلا أنهم لا يستطيعون الجهر بهذا أمام البشير .. وعلِمت أن مدير جهاز أمن البشير الفريق محمد عطا من ضمن التيار الرافض للإعتقال.!!!. ومن المعلوم أن كل أحزاب المعارضة التي لبّت نداء الحوار قد رفضت الإعتقال ، بل أنها تطالب بإيجاد الحريات لتلطيف الأجواء للحوار.
بعد أن حاول البشير (لملمة) كل أطراف اللعبة بيده بممارسة مزيد من الفرعنة علي الغير بإنجيازه للمجموعة الأمنية.. أقعدته آلام الركبة الحادة مما أضطره لاجراء عملية إستبدال مفصل ركبة .. يقول أهل الطِب أن عملية استبدال مفصل الركبة تهدف الى علاج تاكل الغضروف في مفصل الركبة، الذي يحدث غالبا نتيجة لالتهاب المفاصل المزمن (Arthritis)، على اختلاف انواعه، خصوصا الفصال العظمي (Osteoarthritis)، الذي يؤدي الى تحديد قدرة المريض على تحريك مفصل الركبة، وتعتمد العملية على استبدال المفصل المصاب بمفصل ركبة اصطناعي.( يؤدي هذا الأمر وفي حال نجاح العملية إلي تحديد حركة السفاح وأيضاً سيتوقف عن الرقص الخليع الذي كان يمارسة). عن مسببات مثل هكذا حالات نجد أن نسبة الاصابة بالفصال العظمي تزداد مع التقدم بالسن، حيث يحدث تضيق في الحيز المفصلي السليم، وتنكشف العظمة الى تجويف المفصل. مع مرور الوقت تظهر الام كثيرة، تصلب مفصلي وتقييدات ملحوظة في الحركة، والتي لا تتيح للرِجل ان تتحرك بشكل سليم اثناء المشي.. يتم اجراء هذه العملية للمرضى الذين لا تتحسن حالتهم بمساعدة العلاج المحافظ (conservative) (ممارسة الرياضة، المعالجة الفيزيائية (physiotherapy) او استخدام الادوية المضادة للالتهاب)، وعندما لا يكون بوسع المريض مزاولة نشاطاته اليومية, مما يؤثر سلبا على جودة حياة المريض.
يقول أحد الأطباء أن المريض يمكنه وضع رجله علي الأرض في اليوم الثاني للعملية إلا أن النجاح الحقيقي للعملية لا يتم التأكد منه إلا بعد مرور حوالي الشهر من يوم إجراء العملية.. في حالة السفاح مازال الأطباء غير واثقين حتي الأن من نجاحها ، بل أنهم متخوفون من ظهور خلايا سرطانية مكان إجراء العملية وسيقرر الأطباء بشأنها الأسبوع القادم.. بعدد (تزريع) العينات التي أُخِذت للكشف..
الآن معظم فئات الشعب السوداني في حيرة من الأمر.. بل وأن كثير من منسوبي حزب السفاح لا تعلم بصيرورة الأمور في أضابير حزبهم وأصبحوا مغيبين أكثر من عامة الناس .. آخر التطورات فيما يختص بركبة السفاح البشير ، أن الأطباء باتوا يضعون نسبة 30 في المية لنجاح العملية وبالتالي خروج السفاح لمزاولة نشاطاته في الحياة وفق محازير وإرشادات طبية صارمة تُحِد من حركته كثيراً.. أما في حال تحول الأمور لصالح نسبة الـ70 في المية وبالتالي فشل العملية أو تعرضها لالتهابات سرطانية سيستدعي ذلك تدخل جِراحي عاجل ينتهي ببتر اِجل السفاح.
[email protected]