استقبال التيس

حسن اسحق
في احدي روايات احد كتاب امريكا الجنوبية المشهورين تسمي حفلة
التيس للروائي ماريو بارغاس يوسا ،يصور فيها يوسا الحياة السياسية في
جمهورية الدومنيكان الصغيرة،وقائدها الديكتاتوري تروخييو في فترة
الثلاثنيات وحتي نهاية حكمه في الستينيات،وقبض علي حكم البلاد بالحديد
والنار.رسم لنا يوسا حياة سياسية معقدة وشائكة وصورة فيها لهيب السلطة
الحارق والقبضة الامنية التي افزعت حتي المقربين من
تروخييو.فالديكتاتورية لاتحدها حدود جغرافية ،فالحاكم المستبد يظل مستبدا
ودموي سواء في افريقيا واسيا وامريكا اللاتينية ودول البحر
الكاريبي.فرواية حفلة التيس ليوسا تنطبق علي وضعنا السياسي والاجتماعي
والثقافي رغم اختلاف الامكنة والازمنة والقارة،فالاغتصاب والتعذيب
والتحرش بالناشطين وسجنهم يظل فكري موروث لكل حاكم مستبد،لايري الا نفسه
الحاكم الاوحد.ان الحاكم الرئيس البشير لا يختلف عن تروخييو الدومنيكاني
الذي حكم ثلاثة عقود،ويظل حكم البشير عقدين ونصف،اذا رشح من حزبه لخوض
انتخابات العام المقبل ستكتمل عقوده الثلاثة.فرئيس المؤتمر الوطني في
تجمع جماهيري يزعق بالكلمات السوقية،واللامسؤولة،وفي خطاب له في القضارف
بعد استقلال الجنوب تاني مافي حاجة اسمها تعدد ولا دغمسة والشريعة
الاسلامية هي مصدر التشريع في البلاد،وفي كسلا دعا لعدم الالتفات لدعاوي
الفرقة التي يتبناها من سماهم بالعاطلين والطامعين الذين يحملون اجندة
خارجية،واي زول رفع راسو دقو فيهو ،فهذه الفوضي التعبيرية للرئيس لاتخرج
من سياسة خط حزبه المؤتمر الوطني،وقال في خطاب موجه الي اوكامبو بعد صدور
قرار القبض عليه،قرار المحكمة تحت كراعي ويبولو ويشربو مويتو.ان
الديكتاتور عمر البشير لا يضع احترام لانسان السودان ،وممسك بالبندقية
مصوبة تجاه الجميع،اذا صمت يعتبرها مكيدة ضده،واذا تجرأت بالكلام توضع
علي خانة المحرضين ضد النظام وتلفقك حولك تهم العلامة وتهديد الامن
القومي،هي الحيل التي يرجع اليها،اذا شعر بالضغوطات ضده.فالفرق بين
تروخييو الحاكم الا سبق للدومينيكان والرئيس البشير السوداني،فالاول ازل
شعبه في البحر الكاريبي والثاني انتقم منه في القارة الافريقية.فدارجية
دقو في راسو ،وتحت جزمتي،تجسد التسلط البشيري علي شعبه ،ويحتفل معهم ويصر
علي انه لم يكذب عليهم،وكما يقول الدكتور حيدر ابراهيم علي احدي مقالته
التي نشرت علي مجلة الدوحة القطرية،عشرون عاما علي حيونة الانسان
السوداني،والشعب يسير بعصا النظام .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *