تقرير حول مجازر مليشيات البشير ضد المواطنين العُزل بشمال دارفور
من 16 مارس 2014 حتى 31 من مارس 2014
__________________________________________
لقد تابع الجميع عبر الوسائط الاعلامية المختلفة تلك المجازر البشعة التي يتعرض لها الشعب السوداني في دارفور من قبل القوات الحكومية و مليشياته منذ اندلاع الحرب في دارفور , تحت سمع و بصر المجتمع المحلي و اقليمي و الدولي منذ فبراير2003م .
تسبب هذا النظام في مأساة بشرية وصف بأنه الأسوة في القرن الواحد والعشرين وأول إبادة جماعية في القرن الواحد والعشرين و خلال أكثر من ربع قرن مارس النظام عملية تطهير العرقي و تهجير و تمييز البشر على اساس اللون و العرق و الجنس و المنطقة الجغرافية واستخدام الإغتصاب كسلاح والجوع والعطش وتدمير مصادر المياه و نهب و السرقة الأموال وحرق القرى و قطع الاعضاء بالاستمرا ر , بهدف إبادة البشر إلي قتل جماعات او مجموعات بشرية ذات أصول زنجية بوسائل مختلفة ,وبهدف تغييرالتركيبة السكانية في دارفور لصالح عناصر عربية ومرتزقة تم استجلابها من مالي ونيجر وتشاد هذه السلوك تعتبر من افعال الخطيرة التي تهدد أمن و سلامة المجتمع الاقليمي والدولي لانها تؤدي الي إبادة و إضطهاد كائنات بشرية كلياً او جزئياً بسبب طبيعتهم الوطنية او العرقية او السلالية او الدينية و هي ترتكب بصورة ممنهجة وبتخطيط وتمويل من الدولة .
أعادة حكومة البشير نفس المليشيات العربية السيئة السمعة المتهمة بارتكاب التطهير العرقي والإبادة الجماعية (الجنجويد) المسمى القديم ,تسمى حالياً بأسم (قوات الدعم السريع ) بأشراف مباشر من جهاز امنه السوداني لزعزعة الامن في دارفور من جديد بأرتكاب جرائم قذرة وهي ابشع جرائم ضد الانسانية على مستوى العالم هي مجازر عديدة و تهجير قسري لاعداد كبيرة المواطنين العُزل الى معسكرات في اطراف المدن بأقليم دارفور أو إجبارهم على القيام بأعمال بدون مقابل والاختطاف والحجز وفك مقابل فدية , و هو ذات سيناريو و حمامات الدماء التي حدثت من قبل و التي خلفت وراءها اكثر من 350 الف قتيل , و ملايين المشردين , و اللاجئيين , و نازحين داخل الديار و خارجها حوالي2.5مليون شخص.
………………………………………………………………
بتاريخ 16 مارس 2014 من شهر الماضي هاجمت قوات الدعم السريع بقيادة المدعو احمد حمدان (حمتي) بقوة تقدر باكثر من 271 عربة لاندوكروزر مدججة باسلحة ثقيلة و خفيفة مختلفة الانواع المواطنيين الابرياء في مناطق غرب مليط (ملوي , الجمامة , طلدوا , أدار , اولاد هبيس , جيك , فووده , عمار جديد , كومه توفه , ام شرينا , خور داقا , هشابة الدونكي , شموطة , كريكر , ام سدر , كربب , درقاي , خضيرة , بقرة براو , حلة سالم , حلة شريف حنو , قوز نقارة , خشم وادي , حلة دبي , حلة بورو , حلة اركو وساني هيا) هذه المناطق تم حرقها كلياً و حتي يوم 17 و 18 من مارس تواصل المليشيات حرق القرى ليلاً و نهاراً و نهبت آلاف الأموال ومارست الاغتصاب و قتل كبار السن بلغت مجموعة القتلى هذه المناطق 23 شخصاً اما البقية فرو الي جبال و الغابات و نهبت أموالهم و هنالك عشرات منهم في إعداد المفقودين غالبيتهم أطفال .
…………
و بتاريخ 23 من مارس 2014 هاجمت نفس القوات بقيادة المدعو حمتي كبرى المناطق (منطقة دونكي بعاشيم) تبعد 65 كيلو متر شمال شرق كتم هجوم عنيفة و تم حرق المنطقة بأكملها و قتل فيها 18شخص و 6 جريحى و 8 شخص مفقودين حتى الان جاري البحث عن بعض القتلى و المجروجين و المفقودين اما البقية فرو الي جبال و الوديان , هناك تقريباً 7 الف مواطن من نازحي بعاشيم يهيمون على وجوههم في صحراء شمال دارفور و ان طرق الي المدن الرئيسية مثل مليط , كتم , الفاشر , مغلقة بقوات الدعم السريع و ان النازحين يعيشون ظروف إنسانية قاسية , يحتاجون الماء و الغذا , حيث اتخذ بعضهم من الجبال مأوى لهم خوفا من قوات الدعم السريع و نهب عشرات الآلاف من الماشية والممتلكات كثيرة من قبل قوات الدعم السريع, اما المنطقة اصبحت معسكر رئيسي للمليشيات و تتحرك منها لمناطق المجاورة من اجل جلب مذيد من الماشية وحرق القرى المجاورة ومنع المواطنين من استخدام مصدر ماء الوحيد بالمنطقة الدونكي .
………..
في يومي 28 , 29 , من مارس الماضي واصلت قوات الدعم السريع هجومها العنيف الي مناطق أمراي 36كلم غرب دونكي بعاشيم و حرقت كل بالمنطقة منها قرية قيدبا و قتل شخص واحد يدعى ادم التوم سبيل يبلغ من العمر 38سنه , ثم قرية قربوصلت , و نقوجورا , و وحلة ادم خاطر و قدارة , وحلة فكي سالم، وحلة حامد ضحية وخشم وادي وحلة علي جدو ومدرسة أمراي الأساسية المختلطة وكجو وقدارة وضل الصيف وحلة نورين ودبة فرتي وتم حرق هذه القرى و تدميرها بالكامل و سرقت ألاف من البهائم تقدر بحوالي 8 رأس من الإبل 350 رأس من البقر و3600من الضأن والماعز و7حمار رفاعي.
وقال شهود عيان ان عدد الفارين حوالي (3) الف شخص فرو من منطقة (أمراي ) الي قوز (يومين) , و حوالي (2) الف و 500 شخص فرو من منطقة (كجو) الي غابة (حما بوس) , و حوالي (3) الف شخص فرو من مناطق (قدارة , عد القرض , و نورابي ) الي جبال (ترو بورو) , و حوالي (2) الف شخص من مناطق (شقارقلي , تيماء , و دبة نايرة ) الي غابات (قسانة) و قال شهود ان الفارين يواجهون خطر الموت عطشا و جوعا لانهم هربو بملابسهم فقط . و ان المناطق التي لجا اليها الفارين تفتقر لمصادر المياه , و ناشد الفارون الأمم المتحدة و المنظمات الانسانية الاسراع لانقاذهم و توفير الغذاء و المياه و الدواء و الغطاء لهم , و خاصة ان غالبية الفارين من النساء و الاطفال و العجزة . و بعدها مباشرة داهمت قوات مليشيا حمتي منطقة نورابي شمال غرب أم سدر و قتل ادريس بشير خميس و احمد سليمان خميس و جرح أحمد ضوالبيت وفقدان أحمد دقاش و نهب حوالي 3 الاف راس من الماشية (الغنم ) ومئات من الإبل.
……………….
و يوم 30 مارس واصلت القوات الدعم السريع هجماتها وقتل ثلاثة شخص و جرح امراة في 60 من عمرها في طريقهم الي الفاشر , و كان القتلى النازحين قد فرو من منطقة ام سدر التي تبعد 60 كيلومتر شمال مدينة الفاشر , و ذكرت مصادر من المنطقة انه بعد ان تم ضرب منطقة ام سدر وحرقها فر سكان المنطقة الي جهات مختلفة حيث قصد بعضهم مدينة الفاشر و اعترضت عليهم قوات الدعم السريع التي وصفوها بالجنجويد طريق النازحين و اطلقت عليهم النار حيث لقي في الحالة ثلاثة منهم مصرعهم وجرحت امراة و ثلاثة شهداء , قد رصد الناشطين من المنطقة عدد القتلى بلغ عدد القتلى 27 قتيل من مناطق الثلاثة , ( دونكي بعاشيم , امراي , ام سدر ) وعشرات الجرحى والمفقودين و بنفس التاريخ واصلت نظام الابادة الجماعية والداعم الرئيسي للقوات الدعم السريع بقصف الجوي شملت كل مناطق الابرياء عبر طائرات ( الانتنوف , الميج , ……..الخ) , امطرت بوابل من دانات الانتنوف في وادي تيماء مما اصيب الاسرة باكملها في قرية شقارقلي و قتل فيها امرأة في 53 من عمرها وطفلتان في 7، 11من العمر وجرج عدد من النساء و الأطفال و12من الإصابات خطيرة للغاية أصيبوا جراء القصف في مكان كانوا يحتمون فيها أثناء الهجوم على القرية.
.
____________________
هذا التقرير تستنتج الي ان إنتهاكات حقوق الانسان جسيمة و ممنهجة وبتخطيط من نظام الخرطوم بواسطة مليشيات (قوات الدعم السريع بقيادة احمد محمد حمدان (حمتي) ) التابعة لجهازه الأمن السوداني و هي تستهدف بشكل مباشرة جماعات أفريقية ( قبائل افريقية في مناطق محددة مسبقاً من الخرطوم للهجوم عليها ) إنها تطهير العرقي و الإبادة الجماعية . نطالب الاسرة الدولية و الامم المتحدة و كل المنظمات الحقوقية و الانسانية لمواجهة هذه التطورات الخطيرة التي بدات تأخذ أبعاد أكثر تعقيداً من الوضع الذي كان عليها الصراع السابق ربما يمتد إلى دول أفريقية أخرى وتحصد مذيد من الأرواح ويعيد للذاكرة مجازر الإبادة الجماعية التي شهدتها القارة في رواندا في القرن العشرين و نناشد الاسرة دولية للقيام بدورها والمساعدة لتقديم مرتكبي هذه الجرائم للعدالة لعدم الإفلات من العقاب وإنصاف الضحايا.
الجدول التالي يوضح كل المناطق المحروقة واعداد القتلى و المفقودين و الجرحى و الأموال المنهوبة …..
الحاج بخيت
[email protected]