البيان الختامي : إجتماع فوق العادة للمجلس القيادى للحركة الشعبية لتحرير السودان

إجتماع فوق العادة للمجلس القيادى للحركة الشعبية لتحرير السودان
قاعدة الشهيد يوسف كوة مكى – 31/3 – 3/4 /2014
الأزمة الإنسانية وقضية اللاجئين و الحل الشامل – الجبهة الثورية و وحدة العمل المعارض

بقاعدة الشهيد يوسف كوة مكي بالأراضى المحررة بالسودان عقد المجلس القيادى للحركة الشعبية إجتماعاً فوق العادة فى الفترة من 31 مارس إلي 3 ابريل 2014 خاطبه رئيس الحركة الشعبية ونائب الرئيس والأمين العام وحاكم إقليم جنوب كردفان / جبال النوبة الذي إستضاف الإجتماع، وأعضاء قياديين فى الوفد التفاوضي كما قدم المجلس تنويراً ل (60) من قادة الحركة المدنيين والعسكريين، وقد شملت أجندة الإجتماع الأتي :-
1. تقييم الوضع السياسي
2. الأزمة الإنسانية وأوضاع اللاجئين
3. المفاوضات والسلام الشامل
4. الجبهة الثورية – ووحدة العمل المعارض
5. الوضع فى دولة جنوب السودان
6. بناء الهياكل الجديدة بإقليم النيل الأزرق
7. التحضير لإجتماع المجلس القيادي الدوري
فى بداية الجلسة الإفتتاحية لإجتماع المجلس القيادي فى 31 مارس والتى صادفت الذكري الثالثة عشر لرحيل المناضل والرفيق العزيز والقائد يوسف كوة مكي وقف الإجتماع دقيقة حداد على رحيله وعلى شهداء الحرب الثانية و شهداء إنتفاضة سبتمبر – أكتوبر 2013 المجيدة.
الوضع السياسي :
قيم الإجتماع الوضع السياسي الراهن وتوصل إلي إن نظام المؤتمر الوطني عبر أساليب ماكرة وحرب ضروس يسعى لشراء الوقت وفرض أجندته على القوى المعارضة، والوصول إلى عملية دستورية تعيد إنتاج النظام، وإن ذلك يتطلب عملاً ماهراً وواسعاً من قوى التغيير لتعبئة السودانيين للتصدى للنظام و الوصول إلى تغيير شامل هو مطلب الشعب السوداني، ذلك يستدعي إعمال الذهن ومراجعة تجارب العمل المعارض والمزج بين أساليب العمل المعارض القديمة وتقديم أفكارٍ جديدة وأساليبٍ خلاقة تواكب محاولات الإلتفاف المستمرة على قضية التغيير فى بلادنا والتى تتداخل فيها العوامل الداخلية والخارجية، إن إستراتيجيتنا يجب أن تظل ثابتة وترمي للخلاص النهائي من نظام المؤتمر الوطنى مهما كانت التكتيكات المستحدثة للوصول للهدف.
يتسم الوضع السياسى بتفاقم الأزمة الإقتصادية وتصاعد إنتهاكات حقوق الإنسان لاسيما فى إقليم دارفور والمنطقتيين والصراعات داخل النظام وعقله السياسي، و إتساع دائرة الحرب وتزايد غضب بلدان جوار مهمة من سياسات النظام الخارجية ومن ضمنها بلدان الخليج وإنجرار النظام لمزيد من الصراعات الإقليمية وتحويل السودان إلى ساحة لتصفية الحسابات، وإيواء جماعات التطرف الديني المغضوب عليها إقليمياً ودولياً.
وفي السياق قد أكد المجلس القيادي على الأتي :-
– مواصلة فضح جرائم النظام وإنتهاكاته لحقوق الإنسان فى كافة أنحاء السودان لاسيما مناطق الحرب .
– فضح مخططات النظام وشركائه للإصطفاف على أساس دينى وجغرافى وإثنى مما يضر بمستقبل السودان وعلينا العمل على إعادة طرح الأجندة السياسية التى تهم عيش المواطن وكشف الفساد وتحقيق دولة المواطنة والعدالة الإجتماعية والديمقراطية فى وجه محاولات الإنحراف بالصراع الإجتماعى والسياسى بغرض تضليل المواطن وتغبيش وتغييب وعيه.
– السعى الجاد لتوحيد قوى المعارضة والأقسام الراغبة فى التغيير فى كافة الأحزاب ومنظمات المجتمع المدنى، توحيدها حول قضايا إسقاط النظام والحل الشامل على نحوٍ متسق وجاد .
– تطوير العمل المشترك مع القوى الجديدة و منظمات المجتمع المدنى وكافة التنظيمات التى تعمل لبناء مجتمعٍ جديد لاسيما الشباب والطلاب والنساء.
– الأحكام الصادرة بالإعدام ضد قادة الحركة الشعبية كشفت التسييس الواسع الذى طال الجهاز القضائي والأحكام هدفت لمحاصرة تنامي عمل الحركة الشعبية السلمي و إنقشاع حاجز الخوف عند أقسامٍ متزايدة عملت فى داخل الحركة الشعبية أو صديقة لها قبل قيام الحرب كما إن الأحكام كشفت أكاذيب النظام فى المصالحة والسلام وتتوجه قيادة الحركة بجزيل الشكر للمحاميين الشجعان الذين دافعوا عن المحاكميين حضورياً وتدعوا إلى تصعيد حملة التضامن معهم وقيادة الحركة الشعبية لا تعترف بالأحكام أو بمن أصدرها . وقد باشرت إثارة هذه القضية إقليمياً ودولياً للتضامن مع المحاكمين حضورياً.
الأزمة الإنسانية و أوضاع اللاجئين :
الأزمة الإنسانية فى تصاعدٍ مستمر غير مسبوق طوال السنوات العشر الماضية وقد بلغ عدد النازحيين واللاجئيين بإحصائيات الأمم المتحدة أكثر من (6 ملايين) مواطن فى ظل تصاعد إعتداءات المليشيات الحكومية التى ألحقت رسمياً بالقوات المسلحة وأطلق عليها إسم قوات التدخل السريع وأسندت إلى أحد أقرباء رأس النظام وبدءات غزواتها بجبال النوبة/ جنوب كردفان ثم صعدت حملاتها فى دارفور وكشف ذلك الغطاء عن ما يسمى بقوات حفظ السلام التى لا يوجد سلام حتى تحفظه والغزوات وولائم جرائم الحرب تجرى أمام أعينها.
على الجانب الأخر يواجه اللاجئين فى دولة جنوب السودان حربين واحدة تجري خلف أماكن تواجدهم والأخرى أمامهم مما يستدعي إجراءات أقوى لتفعيل برتكولات حماية اللاجئين وتصعيد حملات التضامن معهم وقد قامت منظمات مجتمع مدني سودانية بدور مقدر فى ذلك ونحتاج إلى مزيدٍ من العمل فى هذا الإتجاه.
إن مناطق النازحين فى المنطقتيين ودارفور تشهد تواصل القصف الجوي والإعتداءات الممنهجة على المدنيين من قبل الحكومة السودانية، ومنع إيصال الطعام ورفض تواجد المنظمات الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية وكلها جرائم حرب تحتاج لمزيد من تسليط الأضواء. يناشد المجلس القيادي السودانيين فى المناطق خارج دائرة الحرب الإهتمام بهذه القضية التى تنتقص من حقوق المواطنة وتضعف فرص العيش فى ظل دولةٍ واحدة.
المفاوضات والسلام الشامل :
ناقش المجلس القيادي على نحوٍ مستفيض مفاوضات السلام ونتائج الجولات السابقة والقرار (423) لمجلس الأمن والسلم الافريقي الصادر فى10 مارس 2014 وأكد على الأتي :
1. رفض الحلول الجزئية جملةً وتفصيلاً والتمسك بالحل الشامل كخيارٍ وحيد وهو الأمر الذى أكده الإجتماع الذى حضره أكثر من (60) من القادة المدنيين والعسكريين للحركة الشعبية والجيش الشعبى فى المناقشات التى أعقبت إجتماع المجلس القيادى، وقد تدارس الإجتماع وقيم الوضع الداخلي والإقليمى والدولي وخلص إلى التمسك بخيار الحل الشامل كخيارٍ وحيد وفى غيابه مواصلة العمل لإسقاط النظام .
2. مشاركة الخبراء فى جولات التفاوض ساهمت إيجابياً واثرت تجربة الحركة الشعبية وخلقت حواراً أوسع بين الوسطاء وقوى فاعلة فى المجتمع السودانى ويجب التمسك بها وتطويرها .
3. ناقشت قيادة الحركة الشعبية على نحوٍ مستفيض فكرة الحوار الوطنى الذى طرحه النظام وأكدت على ضرورة التمسك بفكرة المؤتمر الدستورى كإطار قانونى وسياسى للوصول لدستور جديد قائم على المواطنة بلا تمييز والديمقراطية والإجابة على كيف يحكم السودان.
4. الحركة الشعبية تتمسك بخارطة الطريق التى طرحتها للعملية الدستورية و متطلبات تهيئة المناخ كمدخل صحيح للدخول فى عملية دستورية وطنية متكافئة و ضرورة وجود راعي مستقل عن أطراف الصراع السياسي، وقد إقترحت الحركة الشعبية تكوين جسم لتسهيل العملية الدستورية من جهات مستقلة، يتكون من الآلية الرفيعة الأفريقية ومبعوث الأمم المتحدة بدارفور وممثل الأمين العام للامم المتحدة وممثل رئيس الإيقاد رئيس الوزراء الأثيوبى كآلية مستقلة ولا تزال تتمسك بموقفها .
5. الحركة الشعبية طالبت بإتاحة الفرصة لها بالتشاور مع قادة الحركة فى الداخل وفى المنطقتيين وشركائها فى المعارضة بالداخل و منظمات المجتمع المدنى والتشاور مع كافة القوى السياسية، فى ذلك، طالبت بعقد لقاء تمهيدى فى أديس أبابا ، ولم تجد التجاوب المطلوب من النظام.
6. خلص الإجتماع إلى ضرورة متابعة مطلب الحركة وحقها فى التشاور مع كافة القوى السياسية و منظمات المجتمع المدنى ولاسيما قياداتها وشركائها فى المعارضة و إتاحة الفرصة لها لمعرفة أراء كافة القوى السياسية لما هو مطلوب من إجراءات تهيئة المناخ و خارطة طريق تجعل من العملية الدستورية غير متحكم بها من حزب المؤتمر الوطنى وأجهزته الامنية . وتطلب الحركة الشعبية من الآلية الرفيعة و رئيس الإيقاد و ممثل الأمين العام للأمم المتحدة إتاحة الفرصة للحركة الشعبية للإلتقاء بكافة قوى الداخل للتعرف على أرائها والتشاور معها، أينما وجدت، وبحضور الوسطاء القائمين على منبر الوساطة، وفق قرار مجلس الأمن (2046) وإتفاق 28 يونيو 2011 وقرار مجلس الأمن والسلم الافريقى (423) الصادر 10 مارس 2014 .
7. الآلية الرفيعة ترى إن هنالك فرصة للدخول فى عملية دستورية شاملة بالسودان و طالما قد طرحت قضية العملية الدستورية كجزء من أجندة الجولة القادمة فعليها أن تتيح الفرصة كاملة للقاء وفد الحركة الشعبية والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدنى، ولا سيما شركائنا فى المعارضة بضمانات وحضور وسطاء الآلية الرفيعة والإيقاد و ممثل الأمين العام ، أينما تواجدت هذه القوى المراد التشاور معها .
8. الحركة الشعبية تُجرى مشاورات مع حلفائها وإتصالات مع الآلية الرفيعة والمجتمعيين الإقليمي والدولي لكيفية تمكينها من الإلتقاء والتعرف والتشاور مع المشاركيين فى العملية الدستورية .
9. بعد الفراغ من هذه المشاورات ستعلن الحركة الشعبية للرأى العام عن محتوى ونتائج هذه المشاورات وفق الموجهات التى تقدم بها المجلس القيادي.
الجبهة الثورية – ووحدة العمل المعارض :
إستطاعت الجبهة الثورية أن تحدث توازن قوي لمصلحة قوى التغيير، وإستمرارها وتحقيق أهدافها تعتبر قضية إستراتيجية بالنسبة للحركة الشعبية لتحرير السودان. الحفاظ على وحدة الجبهة الثورية وتطوير أساليب عملها إلى مستويات أعلى وجديدة مع الحفاظ على إستقلالية كل تنظيم فى إطار العمل الجبهوي، وتوسيع دائرة العمل السياسي مع قوى التغيير التى تقف خارج الجبهة الثورية.
الوضع فى دولة جنوب السودان :
ناقش الإجتماع بإستفاضة الوضع فى دولة جنوب السودان وأشاد بالمجهودات الإقليمية والدولية للوصول إلى السلام بدولة جنوب السودان، آخذين في الإعتبار العلاقات التاريخية التى تربطنا بشعبها والذى ندرك إن تقدمه وسلامه وإستقراره أمر فى غاية الأهمية لهم ولنا وللإقليم والقارة الإفريقية. وكذلك إهتمامنا بمستقبل الحركة الشعبية بدولة الجنوب وتجاوزها للأزمة الراهنة فإن المجلس القيادى قد أوصى بمواصلة مجهودات قيادة الحركة الشعبية فى دعم الجهود الرامية لتحقيق السلام والمصالحة بدولة جنوب السودان.
بناء الهياكل الجديدة بإقليم النيل الازرق :
راجع المجلس القيادى ما تم من خطوات ووجه بمواصلة مهام بناء الحركة والإدارة المدنية بإقليم النيل الأزرق و إكمال بناء المؤسسات وفق ما جاء فى موجهات المجلس القيادى .
التحضير لإجتماع المجلس القيادى الدورى :
كلف المجلس القيادي اللجنة السابقة بإشراف الأمين العام على التحضير الجيد لعقد الإجتماع الدورى للمجلس القيادي على أن لايتعدى ذلك شهر يونيو القادم .
دقيقة حداد على روح المناضل الكبير محجوب شريف و الشهيدة سفن كوكو إحدى ضحايا قصف الطيران الحكومى :
طوال إنعقاد إجتماعات المجلس القيادى واصل الطيران الحكومى قصفه على أهداف مدنية بجنوب كردفان /جبال النوبة مستخدماً طائرات السخوى والانتنوف وبتركيز خاص على الاهداف المدنية المجاورة لقاعدة الشهيد يوسف كوة مكى التى ظلت تقصف على مدى شهور وفى يوم الاربعاء 2 ابريل وعلى مرمى حجر من مكان عقد الإجتماع، إستهدف الطيران الحكومى القرى المجاورة مما ادى إلى إستشهاد السيدة سفن كوكو التى خلفت ورائها طفليها الرضيعيين وبعد نهاية الإجتماعات مساء الاربعاء نما إلى علم المجتمعين رحيل المبدع والشاعر الوطنى الكبير الأستاذ محجوب شريف الذى خلف رحيله حزناً عميقاً فى صفوف المجتمعين، وفى بداية الجلسة الختامية التى شارك فيها مايزيد على (60) من قادة الحركة المدنيين والعسكريين وقف الإجتماع دقيقة حداد على إستشهاد السيدة سفن كوكو ورحيل المناضل الإستاذ محجوب شريف الذى وقف دوما فى صفوف الفقراء والمهمشيين، قيادة الحركة الشعبية ترسل التعازى حارة إلى لاسرته وآل الشريف وآل الجزولي وتخص الأستاذة أميرة الجزولى ومريم ومي محجوب شريف .
المجلس القيادي للحركة الشعبية لتحرير السودان
التاريخ 04/04/2014م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *