عذراً رفقاء الدرب والسلاح، صمتكم خيانة عظمى…
إخوتي رفقاء الدرب والسلاح ضباط وضباط صف وجنود الجيش السوداني، صمتكم علي ضياع الوطن بهذه الطريقة العبثية جريمة لا يغفرها التاريخ،
ما معنى.. انكم تحملون شرف الدفاع عن الوطن وشعبه ويتناقص الوطن من اطرافه بسبب التقسيم والاهمال والضعف..!!
ما معنى .. ان يموت اهلكم وشعبكم امام اعينكم بالجوع والفقر والمرض ليعيش الكهنة تجار الدين علي اشلاء وطن كان مليون ميل مربع.. وانتم من اقسم علي حمايته والزود عنه..!!
ما معنى .. ان يتم تسليح مليشيات الجنجويد لقتل شعبكم والتنكيل به وحرق قراه ومدنه وسرقة ممتلكاته وانتم حماته وابنائه الذين اودعكم امانته..!!
ما معني .. ان يموت الطلاب داخل جامعاتهم وكلياتهم ومدارسهم وهم حملة مشاعل امل الامة، يعقدون الثقة في قدرتكم علي حمايتهم وردع كل من يعتدى علي حرمات جامعاتهم ومنابرهم..!!
ما معنى .. انكم تلبسون شرف وطنكم وحرماته مستباحة؛ وكرامة شعبه مهدرة؛ وحقوقه منتهكة؛ من قبل منافقين فاسدين يتاجرون باسم الدين..!!
الاخوة رفقاء الدرب والسلاح الصمت اصبح ممل لدرجة التجمد، لان المسلسل الدامي الذي يتعرض له الوطن وشعبه اصبح من دولاب العادة في تفاصيل حياة شعبنا وامتنا التي تفرقت بسبب العنصرية والجهوية القبلية والدينية التي نخرت في جسد سوداننا الحبيب امام ناظركم، وانتم تحملون راية الدفاع عنه قسماً انكم تحملون ارواحكم علي اكفكم براً وبحراً وجواً؛ فداءاً للأمة السودانية بسيادة كاملة غير..!!
اخوتي الخوف والتردد ليس من صنيع الرجال، ثقوا ان ما يمر به السودان وشعبه لا يمكن لأي جهة او كيان ان يخرجه من هذا النفق غيركم انتم، فانتم ان وقفتم في مسافة واحدة من الجميع؛ وهمكم هو اعلاء مصالح الوطن العليا والحفاظ عليها وامنه القومي لا يمكن ان يُشكك احداً في صدقكم ان اخلصتم النية وتجردتم لأجل امتكم لأنكم خرجتم من رحمها بتنوعها العرقي والديني الثقافي.
اخوتي الاماجد التاريخ لا يرحم وغداً سنتقاعد علي رصيف الزمن وسيذكُرنا من بعدنا بضعفنا وهواننا وصمتنا علي ضياع الوطن بسبب عبث فئة ضالة وفاسدة.
اخوتي الاعزاء انظروا الي خريطة الوطن من حولكم كلها دماء واشلاء ودمار وخراب ومليشيات تقتل وتنهب وتغتصب باسم الدولة وبرعايتها ومباركتها بل وتزودها بالمال والسلاح.
الاخوة الكرام لا يخفي عليكم ما يدور، ولا عذر لكم لأن صمتكم جريمة وخيانة عظمي والوطن يحتضر امامكم، ويناديكم فهل انتم مجيبون ندائه فهو في الرمق الاخير..!!
الاخوة الاشاوس ضباط وضباط صف وجنود الجيش السوداني، ثوروا لكرامتكم فهي من كرامة امتكم وعزتها، انفضوا غبار الذل والهوان الذي اصابكم وشتت قواكم وجعل الوطن يتسرب من بين ايديكم وانتم من يسأل.. عن هذا العبث الذي حصدت طواحينه ارواح واجساد ابناء امتكم الابرياء بلا جريرة.
عهدنا بكم هو قسم الولاء للوطن والامة السودانية بكل كياناتها، فهي الباقية وسيذهب المفسدين الفاسدين بضلالاتهم ونجاساتهم الي مزبلة التاريخ.
عهدكم امام الله.. الواجب .. الشرف .. الوطن
حفظ الله السودان وشعبه
مقدم / خليل محمد سليمان
[email protected]