حسن اسحق
الدم المهدور في السودان صار شئ عادي من كثرة مانسمع به في وسائل الاعلام ،الدم المسفوك في اراضي السودان ، اصبح تداوله كالقصص اليومية التي يرويها المواطنين فيما بينهم ، صارت عناوين واخبار مرغوب سماعها وعادية ، وترسخت عقلية القبول بثقافة الموت الجماعي والابادة ضد الوجود في البشري في السودان . لم تتوقف الة حصد ارواح السودانيات/السودانيين، وتزداد يوميا في المنطقتين ودارفور وغيرها من المناطق، والطيران الحربي وعربات الدفع الرباعي والجمال يمارسون هوايات القصف والحرق والاغتصاب والاختطاف، وكارثة جنوب شرق دارفور، سيناريو يعيد اطلالة القتل والابادة الجماعية، لذاكرة وتاريخ بداية الصراع المسلح ضد الحكومة قبل اكثر من 10سنوات في دارفور، واتباع الحكومة منهج إستبدال الانسان بأخر، إما بطريقة التهجير القسري واستجلاب مواطنين جدد من دول مجاورة، لتغيير الوضعية السكانية لصالحها، واعادة توطين السكان الاصليين في قري نموذجية، كما تفكر الحكومة والتجاني السيسي الذي وقع اتفاق الدوحة، لم يحصد السلام ولا الاستقرار، وساهم في زيادة لهيب نار الحرب الاهلية وتغاضيه عن انتهاكات الحكومية التي بدأتها منذ الصراع المباشر ومواجهة الة الحرب الفتاكة. رغم ادانة المجتمع الدولي عن ماجري في جنوب شرق دارفور وواشنطن، ومطالبة الحكومة بوقف الاعتداءات وفتح تحقيق في الجرائم المزعومة، والتي تراها الحكومة ان الذي بدأها هم مجموعات مسلحة تعبث بأمن المواطن في دارفور. ان الحكومة انعدمت رغبتها في وقف الحرب، وتدرك ان الصراع في دول الربيع العربي جعلت المجتمع الدولي يوجه انظاره واهتمامه اليها، واستغلت فرصة الا نشغال والتواطوء الدولي بمزيد من إكمال مابدأته، والقوي الدولية حركت قواتها عبر مجلس الامن عندما رأت ان مالي ستتحول الي إمارة اسلامية، وتدخل المجتمع الدولي ليبيا عندما خرج الشعب الليبي ضد الرئيس المقتول معمر القذافي، وتدخلت قوات افريقية وفرنسية في افريقيا الوسطي، بعد سيطرة سليكا الاسلامية المدعومة من تشاد والخرطوم، وتحول الصراع الي صراع طوائف دينية. ان المجتمع امتلك قرار التدخل لانقاذ ارواح في هذه الدول، ولماذا لا يتدخل في السودان لحماية ارواح السكان في جبال النوبة، والنيل الازرق،ودارفور، وحتي ثورة سبتمبر الاخيرة، خرج السودانيين، وحصدتهم الة النظام، ولماذا لم يتدخل المجتمع الدولي، وهو يدرك ان السودانيين رافضين لسياسة الحاكم،وهل يفضل المجتمع الدولي وجود البشير علي الحكم، حتي لو اباد الجميع .
[email protected]