حسن اسحق
مرت سنتين علي فراق السيدة عوضية عجبنا في حي الديم بالخرطوم في السادس من مارس/ اذار 2012 ،عندما اطلق عليها ملازم شرطة النار ،بعدها فارقت الحياة التي لم تكن حياة اصلا بمعناها الانساني التي تتوفر فيها حماية روح المواطنة ،والكرامة واحترام المواطنة السودانية . قال القتلة ان الضابط كان يؤدي واجبه المهني ،وهذا علي حد زعمهم ليست جريمة يمكن ان يعاقب عليها القانون الجنائي . وهل حي الديم في العاصمة ، فرض عليه قانون الطوارئ ،واذا فرض عليه هذا القانون، هل يخول القانون هذه العشوائية في ازهاق ارواح المواطنين في داخل احياء العاصمة ، اذا كان العدل يأخد مجراه الطبيعي ، لماذا لا يقدم الضابط القاتل ومعاونوه من الجنود الي الحكم العادل ، بدلا من إطالة فترة المحاكمة وتأجيلها لاسباب غير موضوعية .ان سير العدالة بهذا المنحي ، يوضح ان منظومة القتلة تريد ان يروح دم عوضية عجبنا سدا ، ولا رغبة لديهم في محاكمة الضابط وزملاءه علي الاطلاق ، كما يجري الان مع المعتقلين امثال، سعيد محمد العوض طالب جامعة الخرطوم الذي سيحاكم في محكمة عسكرية في الابيض ،وتاج الدين عرجة الذي اعتقل امام اجتماع الرئيسين ادريس دبي التشادي وعمر البشير في قاعة الصداقة ،وكذلك محاكمة شباب الخوجلاب الذين اعتقلوا في احداث سبتمبر الاخيرة ،وكل مرة يتم تأجيل الحكم اما بسبب مرض القاضي او غياب الشاكي لالتزامه بقضايا اخري ،وغيرهم من القابعين في السجون . ويصادف اليوم الخميس مرور عامين روح الشهيدة عوضية عجبنا. ولا تريد السلطة القضائية اصدار حكمها النهائي ، وكل الادلة تؤكد تورط ضابط الشرطة في قتل الفقيدة ،ان رصاصة الرحمة الاخيرة يجب ان تنطلق من منصة القضاء ، ليس المقصود بها الرصاصة التي ازهقت الروح ، ولكن قرار القضاء العادل النافذ في مثل هذه الجرائم . يبدو ان صورة القضاء في ربع قرن من حكم الاسلامويين ، باتت اكثر تشوها وتقززا ، وتريد ان تلبس قبعة السلطة التنفيذية ، رغبتها في إرضاء الحكومة لا تحقيق العدل بين الناس ، وإنفاذه . ان دم عوضية عجبنا قد يتم التلاعب به من قبل المجرمين ، وسيعهم في لي عنق الحقيقة ، وإيجاد مبرر للضابط القاتل وجنوده ، وتبرير قتله لها ، بانه واجب يحتمه قانون العمل الشرطي . لكن ان القضية وكل القضايا تشبهها لن (تروح) ادراج الرياح ، وتسقط مع مرور الوقت ، مهما حاولوا بتر الارجل التي تسعي لانزال عقوبة بالقاتل ، وافشالها بتدخلات وضغوطات من سلطة اعلي .
[email protected]