ماذا ستطرح الحركة الشعبية في هذه الجولة وهل تتعرض لضغوط من الجبهة الثورية وهذه رسالتنا للصادق المهدي.
قبل ساعات من انطلاقة الجولة الثانية التقينا كبير مفاوضي الحركة الشعبية ياسر عرمان بعد وصوله اديس ابابا وسالناه عن استهداف صحف المؤتمر الوطني له بعد انتهاء الجولة الاولي وهل تتعرض الحركة الشعبية على ضغوط من حلفائها في الجبهة الثورية وعن الحملة العسكرية التى يخطط لها المؤتمر الوطني للهجوم على مناطق الحركة اثناء التفاوض وعن رده على الصادق المهدي في رسالته للحركة الشعبية عبر تابو امبيكي موقفهم من الجولة الحالية التى ستنطلق بعد ساعات بعد ذيوع معلومات عن موافقة المؤتمر الوطني على ورقة امبيكي الاطارية وعن تقيمهم لمبادرة المؤتمر الوطني المسماة (الوثبة) وقدم مرافعه عن تمسك الحركة الشعبية بالحل الشامل ورفض حصرها في قضايا المنطقتين فالي مضابط الحوار
لندن: عمار عوض
لماذا هذه الحملة العنيفة من المؤتمر الوطني ضد قيادتكم لوفد الحركة الشعبية ؟
المؤتمر الوطني هو الذي يجب ان يعطي الاجابة على هذا السؤال فهو صاحب الحملة التى تصل حد الاساءة والتجريح ولكن الزعيم ماو تسي تونق قد قال اذا غضب منك خصومك فيعني ذلك انك تؤدي واجبك جيدا وتمضي في الاتجاه الصحيح وربما تكون هنالك اسباب عديدة ومن الناحية الشكلية سبق ان قلت ان كمال عبيد ليس من (طروجي) او(باو) ومع ذلك هو رئيس الوفد الحكومي وربما من اسباب الحملة ان مواقفي الواضحه خلال خمسة وعشرين عام من حكم المؤتمر الوطني لاتروق لهم وهذا امر طبيعي والاهم من كل ذلك ان المؤتمر الوطني وسدنه مركز السلطة في الخرطوم يتوجسون خيفة من اي محاولة جادة لبناء حركات ديمقراطية منطلقة من هامش السودان لاسيما وان تجربة الدكتور جون قرنق والذي من معطفه خرجت حركات الهامش كانت تجربة كادت ان تعصف بالدولة القديمة واستخدم المركز والمؤتمر الوطني كل ترسانته من الاسلحة والدعاية المسمومة ضد جون قرنق ومع ذلك لم يصدقهم الشعب السوداني وخرج على نحو غير مسبوق لاستقبال قرنق في الساحة الخضراء. والان كما الامس الحركة الشعبية في الشمال تشق طريقها بوضوح لتصبح قوة فاعلة في السياسة السودانية ,والحملة الحالية موجهة في الاساس ضد الحركة الشعبية ولا تقتصر على شخصي ,فهم يتخوفون من ان تتحول الحركة الشعبية الى حركة وطنية ديمقراطية ذات شان في السياسة السودانية ,وهذا مصدر فزع ووجع لهم, كذلك طرح الحركة الشعبية للحل السلمي الشامل المفضي للتغيير يشكل تحدي لمحاولات انتاج المركز القديم في قناني جديدة .
لماذا لاتركز الحركة الشعبية وتحصر نفسها في قضايا المنطقتين ؟
كل ماتطرحة الحركة الشعبية وعلى راسه الحل الشامل متعلق بالمنطقتين ,فقضايا المنطقتين هي قضايا السودان في المنطقتين ,كذلك عزل قضايا المنطقتين عن التحول الديمقراطي واعادة هيكلة المركز سيؤدي الى انتاج الحرب مرة اخرى في المنطقتين ,ورفض المؤتمر الوطني للتحول الديمقراطي وسعيه لفصل الجنوب للحفاظ على السلطة هو الذي جدد الحرب في المنطقتين ,ولانريد ان ان نجرب المجرب حتى لاتحيق بنا الندامة
ثانيا ماهي قضايا المنطقتين هل هي التنمية؟! فالتنمية ميزانياتها ترصد في الخرطوم . هل هي قضية الارض التى تنهب بواسطة الطفيليين والسماسرة ؟!فالارض سلطة حصرية في الدستور لمركز السلطة في الخرطوم ولايمكن استفادة اهالي المنطقتين من اراضيهم الا بدستور جديد. وخزان الرصيرص مثلا مثل شجر الدليب لايعطي ظله لمن هو اقرب وسلطته حصريا للمركز واراضي جبال النوبة – جنوب كردفان والنيل الازرق تستثمر لمصلحة الطفيلية المرتبطة باجهزة الدولة وفق قوانين ودستور الخرطوم ,والابعد من ذلك ان قضية المواطنه وهي ام القضايا لاتحل في كادقلي او الدمازين, وشعب النوبه مثلا الموجود في انحاء السودان المختلفة ربما كان اكبر من اعداد النوبة المتواجدين في جبال النوبة وجنوب كردفان واقامة دولة مواطنة بلاتمييز هي التى تحل قضايا النوبة وليس وضعهم في (كونتونات) مثل (كوازولو) في عهد الابارتيد في جنوب افريقيا . ايضا الاتفاقيات تبرم مع المركز وينفذها المركز وبامكان غندور ان يوقع على اى اتفاق ولكن تنفيذ الاتفاقيات في اطار السودان الواحد دون تحول ديمقراطي مستحيل, وراجع الاتفاقايات منذ اتفاق الشريف زين العابدين الى بخيت دبجو ,وستجد ان ذلك صحيح ,بالامس القريب وقعنا اتفاقية مع الدكتور نافع على نافع وضرب بها عرض الحائط ,والدكتور غندور يرتدي جلابية الدكتور نافع (فهل تغيرت الكنيسة بعد ما ارتدى المطران زيا عسكريا) المطلوب هو تحول حقيقي في صناعه القرار واعادة هيكلة المركز باحداث علاقة متوازنه مع الاقاليم . لاتوجد حرب اهلية داخلية في النيل الازرق وجنوب كردفان بل حرب تخوضها جيوش ترسل من الخرطوم لقتال اهل المنطقتين ودارفور, وكل من يطالب بالتغيير يصطاده الرصاص حتى في قلب شوارع الخرطوم كما حدث في سبتمبر واكتوبر الماضيين . لاتوجد مشكله سببها اهل المنطقتين بل مشكله سببتها الخرطوم وقيادة المؤتمر الوطني ولذا الحديث عن المنطقتين في الحقيقة قصد منه زر الرماد في العيون وهو رفض صريح لاتفاق 28 يونيو 2011 الذي نص على عملية دستورية شاملة يرفضها المؤتمر الوطني ويريد التهرب من قرار مجلس الامن واستغفال الحركة الشعبية واهل المنطقتين والحركة الشعبية ترفض ذلك ووفد الحركة به تمثيل كافي ووافي لاهل المنطقتين والقضايا الرئيسية الانسانية والسياسية والامنية هي في صلب قضايا المنطقتين واخيرا فان الراحل محمود حسيب ابن المنطقتين قال في احدى انتباهاته الرائعه في ندوة بعد ثورة اكتوبر 1964 في ميدان الحرية بكادوقلي : ان قضية جبال النوبة شديدة الشبه بقضايا دارفور والنيل الازرق فصدق محمود حسيب وكذب المؤتمر الوطني.
ان المؤتمر الوطني يريد اهل المنطقتين كمواطني منقوصي الحقوق ,ويريد حركة شعبية مفصله على مزاجه لاتخرج من المنطقتين الا باذن المؤتمر الوطني ,وهذا مرفوض اليوم وغدا . والاستمرار في هذا النهج ماهو الا دعوة لفصل المنطقتين ,فان لم تكن مواطن كامل الحقوق في السودان فالبديل هو ان تبحث عن المواطنه الكاملة خارج السودان مثل مافعل الجنوب. ان طريق الحلول الجزيئه هو طريق تمزيق السودان في سبيل الحفاظ على السلطة , فتبا للسلطة التى باسمها يمزق السودان ,ولتذهب السلطة وليبقى السودان .
ولماذا يناقش المؤتمر الوطني قضايا السودان عند كل صلاة مغرب وكوب شاي في الخرطوم مع بعض الزعماء, ويرفض مناقشتها مع مالك عقار وعبدالعزيز الحلو وكلو عندو راي ,وهذه ايضا قضية متعلقة بقضايا المواطنة بلا تمييز.
كيف تقيمون رسالة السيد الصادق المهدي للرئيس تابو امبيكي حول حصر التفاوض في قضايا المنطقتين ؟
قبل اسبوع من هذه الرسالة ارسلنا في الحركة الشعبية رسالة للسيد الصادق المهدي اقترحنا ان تتفق القوى السياسية المعارضه على خريطة طريق واحدة تقدمها للمؤتمر الوطني والرئيس امبيكي , وبدلا من ذلك قدم السيد الصادق المهدي رسالة لنا عبر الرئيس امبيكي متطابقة مع مايقوله المؤتمر الوطني في الحل السياسي ,وقد كنا نتمنى ان نعمل في صف واحد مع السيد الصادق المهدي في مواجهة المؤتمر الوطني, ولكننا يبدو اننا نقف في مواجهة المؤتمر الوطني والسيد الصادق المهدي .
ويبدو ان هنالك تحالفات سياسية تتشكل في الساحة السياسية علينا وضعها في الحساب , ورسالة السيد الصادق المهدي لامبيكي ماهي الا دعوة لمؤتمر كنانه الثاني وتسليم العملية السياسية للمؤتمر الوطني ,وللسيد الصادق المهدي خياراته ,ولكننا سنقف ضد هذا الطرح وهذا من حقنا ونحن على استعداد للتعامل مع السيد الصادق المهدي متى ما اختار الوقوف في صف القوى المعارضة والراغبة في التغيير ,ان هذه الرسالة لن تجني ولن تحصد افضل من جيبوتى واتفاق التراضي ,والمكان الطبيعي هو مع قوى التغيير وانقلاب المؤتمر الوطني اخذ السلطة من السيد الصادق المهدي وليس من الجبهة الثورية وجماهير حزب الامة في الهامش, وكنا نعتقد ان حزب الامة يقف حيث ماتقف جماهيره التى تم استهدافها من قبل المؤتمر الوطني ,وعلينا فقط ان ندرك ان هنالك خمسة ملايين من النازحين واللاجئين معظمهم من دارفور وشمال وجنوب كردفان حتى ندرك ضرورة ان ينحاز حزب الامة للمناطق التى كانت تشكل ثقل جماهيره ونحن على استعداد للعمل مع السيد الصادق المهدي متى ما اتخذ موقفا مغايرا .
هل ستكون لقاءات السيد تابو امبيكي مع الدكتور حسن الترابي وغازي صلاح الدين وغيرعم من الزعامات السياسية في الخرطوم اضافة ام خصما على موقف الحركة الشعبية الداعي للحل الشامل ؟
في لقاءاتنا مع الرئيس امبيكي طلبنا منه الالتقاء بكافة القوى السياسية والمجتمع المدني وهذا مفيد للعملية السياسية وللحل الشامل ولدينا افكار جديدة تبادلنا فيها الراي مع عدد من قادة القوى السياسية والناشطين, ونحن مع هذه اللقاءات ومع اشراف امبيكي على عملية سياسية شاملة تحت رعاية الاتحاد الافريقي والامم المتحدة وبمشاركة المؤتمر الوطني لا ان تكون تحت سيطرته, وماهو مطلوب عملية تحظى باجماع وطني يكون الكاسب فيها هو السودان وتنقل السودان من الحرب الى السلام ,ومن نظام الحزب الواحد الى نظام ديمقراطي وفق مشروع وطني جديد قادر على تحقيق الاجماع بين كافة السودانيين بما في ذلك المؤتمر الوطني نفسه, وعلى المؤتمر الوطني ان يراجع تجربة (نيكاراغوا) حين ماسلم دانيال اورتيقا السلطة في انتخابات ديمقراطية خسرها ثم عاد الان الى الحكم بعد 16 عام فيكفي المؤتمر الوطني انه حكم السودان لمده 25 عام ويكفي ماحدث , ونحن كذلك نرحب بالنداء الذي وجهه اليوم عدد من المثقفين والناشطين وقادة الراي العام من اجل الحل الشامل .
وماذا عن الجولة الحالية بعد ذيوع معلومات عن موافقة المؤتمر الوطني على ورقة امبيكي الاطارية ؟
موقفنا واضح سنتمسك بالحل الشامل, وسنقدم مقترحات عملية ,وسنعطي الاولوية لوقف عدائيات انساني ,ونحن مع الحل السلمي المفضي للتغيير ,لن نقبل باعادة انتاج النظام ولن نرمي بامال شعبنا في التغيير على قارعه الطريق.
هنالك حديث عن تحركات للقوات المسلحة اثناء المفاوضات لاسترداد مناطقكم المحررة ؟
هذا صحيح وهذا يؤكد ان المؤتمر الوطني يؤمن بالحل العسكري ونحن ندرك ان هذه اخر محاولات النظام هذا الصيف وسيتم القضاء على هذه المحاولة كما حدث لسابقاتها وسيزيد هذا من فرص التغيير.
كيف تقيمون مبادرة المؤتمر الوطني المسماة (الوثبة) بعد مرور عده اسابيع على اعلانها؟
المؤتمر الوطني حزب يمتلك ماجستير في شراء الوقت وبمبادرته الاخيره ربما اراد ان يتحصل على درجة الدكتوراة في شراء الوقت فهو مثل الباشوات المصريين في القرن الماضي الذين كانوا يرددون ( مصر والسودان لنا وانجلترا ان امكنا ) فالمؤتمر الوطني بمبادرته اراد في الحد الادنى ورغب في شراء الوقت والسطو على شعار التغيير, وفي الحد الاعلى اراد تجميد الحرب وكتابة دستور جديد لشرعنه الانتخابات القادمة واعادة انتاج نظامه واراد المؤتمر ان ياكل الكيك ويحتفظ به في نفس الوقت وارتدى قادته شعار التغيير وهم يريدون ان يطبخوا لنا (اومليت) دون كسر البيض وليس كل مايتمنى المرء يدركه نحن نرى ان امام المؤتمر الوطني فرصه لتحقيق مصالحة مع الشعب السوداني وعليه ان لايضيع هذه الفرصة ربما لن يجدها مرة اخرى .
يرى البعض ان الحركة الشعبية تدخل هذه الجولة من المفاوضات وهي تتعرض لضغوط هائلة من الجبهة الثورية في ظل تصريحات بعض قادتها كيف تقيمون ذلك ؟
هذه دعاية من المؤتمر الوطني لماذا تتعرض الحركة الشعبية لضغوط وهي التى اصرت على الحل الشامل في اتفاق 28 يونيو 2011 قبل قيام الجبهة الثورية نفسها, والحركة الشعبية هي التى طرحت الحل الشامل في كل جولات التفاوض السابقة, وموقف الحركة الشعبية متسق في ماطرحته سودانيا واقليميا ودوليا, اننا لا نكترث لمثل هذه الترهات مواقنا مستمدة من قناعتنا ومبادئنا وليست مجاملة للاخرين والكيد للحركة الشعبية لامستقبل له وعلاقتنا بالجبهة الثورية وقوى المعارضه استراتيجية مدروسة ولا تتقلب كاسعار البورصات .