الافتتاحية – كلمة صحيفة صدى الاحداث
ما زال اعلام نظام الخرطوم يمارس هوايته المفضلة في التضليل للراي العام , حول نيته احلال السلام في الوطن, وظل يجير اي موقف ايجابي تتخذه قوى التحرر السوداني حول الحوار وتعتبره ضعفا ونزولا لمقتضيات الواقع الذي يجري او نتيجة لاحداث اقليمية ودولية ليس لتلك القوى اي صلة بها.
قنوات النظام الاخبارية ومواقعها اخذت تردد وبشكل ببغائي وفي حديث مجتزأ من مصمونه عن تاكيد القائدين الفريق اول دكتور جبريل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة السودانية ونائب الجبهة الثورية والسيد مني مناوي رئيس حركة جيش تحرير السودان ونائب الجبهة الثورية الذين اكدا موقف الحركتين المبدئية في الحوار لاحلال السلام في السودان . هذا موقف معلن ومبدئي من الحركتين , باعتبار ان السلاح فرض فرضا عليهم وبالتالي ان يتحدث القائدين عن الحوار هذا موقف استرراتيجي.
لكن ان تتحدث هذه الابواق عن جنوح الحركتين للسلم جاء نتيجة لضغوط اقليمية او محلية هذا حديث مرفوض جملة وتفصيلا.
الامر الاخر لم يعد الدوحة منبرا مناسبا لحل الازمة السودانية في دارفور لاسباب موضوعية معلومة للجميع والتي افرغت الوساطة من مضمونها.
ولم يعد كذلك ما يسمى بملتقى ام جرس مرجعا للحوار باعتبار ان ملتقى ام جرس هو ملتقى قبلي يعنى بمكون واحد فقط يتوزعو عناصره بين دولتين جارتين واي مخرجات عن ذلك الملتقى لا يعني بالضرورة اي من الحركتين الا على مستوى المواقف الشخصية التي يعبر عنها اي فرد ولا يعني مؤسسات الحركتين, وبالتالي محاولة النظام جعل ملتقى ام جرس الية من اليات الحوار يعتبر محاولة يائسة للتضليل ,واي اعتراف بهذا الملتقى من قبل الثوار او جعله مرجعا للحل يعتبر خيانة لقومية الثورة , ليس فقط على مستوى السودان ولكن ايضا على مستوى دارفور ,فالمطلوب من النظام بدلا عن ممارسة العلاقات العامة ومحاولات كسب الوقت ان يقدم تنازلات حقيقية لحل الازمة.
ان اللقاءات التي تمت بين بعض قادة ذلك الملتقي و قادة الثورة السودانية في دارفور يجب ان يوضع في موقعه الصحيح باعتبار ان الثوار يلتقون مع اي من ابناء السودان لديه رؤية بل ترحب بذلك ولكن ليس من باب الاصطفاف القبلي والجهوي.
ما يجب ان يوضحه قادة الحركتين للراي العام هو ان الحوار موقف مبدئي ويعنى بالمشكل السوداني كله في اطار الجبهة الثورية السودانية.
بقي ان نحي اولئك الذين يقبعون في سجون الطاغية ولاولئك الذين قدموا دمائهم رخيصة من اجل قضية الوطن باكمله لا لجهة بعينها.
فالتحية إلى من هزموا جلاديهم وزنازينهم !!!
ما زال أشاوس الحق والنضال مستمرون في صمودهم بزنازين طاغية الخرطوم ,أباءا وشموخا ورفضا لأساليب القهر والجبن والخزي الذي يمارسه أدوات نظام الراقص في سجن كوبر وسجون السودان الأخرى التي يعذب فيها أبطال العدل والمساواة السودانية وسجناء الرأي من أبناء وطني بأبشع صور التعذيب و اهانة للإنسانية, وهدر لمعنى الكرامة التي يعتبر حقا أصيلا من حقوق الإنسان.
سنوات من الذل والتنكيل لن تلين أو تنكسر عزيمة أولئك الأبطال الذين هزموا جلاديهم وزنازينهم , لن تثنيهم أساليب الترهيب والوعيد والعزل الانفرادي , بل حولوا زنازينهم ومعتقلاتهم إلى منارات للصمود والثبات وقهر السجان , نعم إنهم أبطال الذراع الطويل وأسود ا قفزة الصحراء ,هم الذين عرفتهم ميادين النزال لم يتقهقروا بل قدموا أروع قيم الثبات , فأراد طاغوت القوم أن ينال منهم ليس لذنب فقط لأنهم قالوا لا للقهر لا للفساد.
فالتحية والإكبار لأولئك الأبطال وهم يعلموننا درسا بليغا في الصبر , وحق لنا ان نفتخر بهم أيما فخر.
إن أسرى حركة العدل والمساواة بكل الأعراف هم أسرى حرب وبموجب القانون الدولي يجب أن تصان كرامتهم وإنسانيتهم حتى وفق قانون الغاب المؤتمري هم محتجزون احتجازا غير قانوني لانعدام المبرر لان هناك عفو رئاسي صدر بحقهم وبالتالي ليس هناك أي مبرر أخلاقي أو قانوني لتعذيب هؤلاء أو بقاءهم في زنازين القهر.
إن ما يعانيه أسرى حركة العدل والمساواة السودانية في سجن العار السودانية إنما هي تجسيد صارخ للعنصرية تجاه أبناء الهامش السوداني , وعمليات انتقائية واضحة في التعامل مع أبناء الوطن الواحد يطلق البعض من السجون ويكرموا ويحرم الآخرين حتى من ابسط حقوقهم في العيش والتواصل مع أهاليهم في الزيارة وحق الأسير والسجين في أن يتلقى العلاج المناسب , وهي حقوق عز لدى أولئك الأسرى والمناضلين , بل تمارس ضدهم الترهيب والتنكيل ويساقون إلى عنابر الإعدامات من اجل إرهابهم , ولكن يبدو أن هؤلاء نسوا أو تناسوا أن هؤلاء الأبطال هم دخلوا الخرطوم نهارا فهرب الراقصون ولم يأتوا إليها إلا في اليوم التالي ليطلقوا العبارات الجوفاء عن هجوم أصبح قصة تروى في معنى الجندية الحقة.
حكومة الخزي والعار لديه سادية مفرطة تجاه الضحايا من الأسرى والمشردين ممن قصفت بيوتهم بطائرات النظام او بالفساد حين باعوا للمواطنين كل المنخفضات والمرتفعات والساحات التي كانت متنفس للناس كخطط سكنية فأصابت اهلنا ما أصابهم من سيول جارفة ففقدوا كل ما يملكون وأصبحوا بلا مأوى .
ان أشاوس العدل والمساواة لم يختلسوا المال العام كما فعل النظام ولم يقدموا أموال الشعب لبناء قبر دكتاتور هالك ولا يبنوا قصورا بأموال السحت ,جريمتهم الوحيدة أنهم أرادوا عيشا كريما لأبناء هذا الوطن الشامخ , فواجبنا الوطني تجاههم أن نسعى وبكل قوة من اطلاق سراحهم.
ودعوتنا لكل منظمات المجتمع المدني السودانية والدولية ان حياة الأسرى في خطر , ورسالتنا التالية لشرذمة نظام الطاغية في الخرطوم ان دماء هؤلاء الأشاوس مر فاحذروا.