ما هو مفهوم الحرب الاهلية عند الامام الصادق المهدي

بقلم : أحمد عبدالرحمن ويتشي.
يري البعض من النشطاء السياسين والمراقبين للاوضاع السياسية الراهنة في السودان ان مجرد ذكر اسم الصادق المهدي زعيم الانصار وحزب الامة يتعبر (عدم موضوع) وهذا طبعآ بعد فبركات (تهتدون ونداء الوطن) واقعة التكريم التاريخية التي جرت . قبل ايام فقط من الان . ولكن ما يجعلني اعيد ذكر اسم السيد الصادق المهدي الآن هو تحذيراته تلك التي ظل يطلقها – من حين الي اخر – محذرآ من اندلاع الحرب الاهلية في السودان ودائمآ ما لاحظت ان تحذيراته هذه يطلقها بعد كل تقدم يحرزه ثوار الجبهة الثورية نحو (وكر الذئب) (محل الرئيس والصادق بنومو والطيارات بقوموا.. عشان يمشوا بضربوا مناطق الهامش بالسلاح الكيميائي) وكأن الذي يجري هناك مجرد (هظار او لعب عيال ) لا يستحق ان يطلق عليه لفظ الحرب الاهلية ولا ادري ماهو نوع ومفهوم الحرب التي ظل يحذر منها الامام ونحن نتابع الابادة الجارية الان في دارفور والنيل الازرق وكردفان بشمالها وجنوبها و قبل ذلك حرب الجنوب اليست هذه حروب اهلية؟؟!! . والحرب الاحدث في السودان هي حرب دارفور التي خلفت نحو (٦٠٠) الف قتيل واكثر من (٤) ملايين ما بين نازح ولاجيء وكذا الآلاف من الجرحي والمعوقين مما يستدعي ان نعيد تعريف مفهوم الحرب الاهلية (يمكن غيرو ونحن ما جايبين خبر ) لان تعريفه واحد فقط ولا جدال فيه وهي تعني: بانه هو القتال الدائر بين الطوائف داخل الدولة الواحدة ويمكن يكون للدولة دور فيه وذلك بتدخلها ضد احد أطراف النزاع من اجل اضعاف الطرف الاخر الغير مرغوب فيه او علي الاقل يستطيع السيطرة عليه فيما بعد، وتتغذي الحرب الاهلية غالبآ بالافكار العنصرية والعصبية ” اما اسباب الحرب الاهلية فهي: ترجع الي ظروف الحياة السياسية في دولة الحرب نتيجة للتهميش والاقصاء لبعض مكوناتها . وهذا بدوره يؤدي الي قتل الروح القومية ويقسم المجمتع الي قسمين لا ثالث لهما ‘انتهي الي هنا تعريف مصطلح الحرب الاهلية كما هو مؤرخ في كل القواميس التاريخية للحرب منذ ا ن عرف البشرية معني الحرب” ومن هنا نلاحظ ان الدولة السودانية ظلت في حالة حرب اهلية منذ استقلالها. فقآ للتعريف اعلاه بداية من توريت والي هذه اللحظة التي اكتب فيهاهذا المقال، يبدو ان الامام الصادق المهدي لا يعترف بالحرب التي تدور في مناطق الهامش باعتبار ان سكان تلك المناطق ليسوا بذات اهمية تذكر لدي الامام لذلك ظل يحذر من الحرب الاهلية (الحقيقية ) التي قد تنتقل الي المناطق الاخري ذات السكان (ربما) الــ (v.i.p) . ويحدث هذا طبعآ بعد اي تقدم يحرزه سلاح المقاومة في طريقه نحو الخرطوم وفي مخيلتنا عملية الزراع الطويل التاريخية بقيادة زعيم الهامش الراحل الشهيد د. خليل ابراهيم الذي وقف فيه الامام بجانب السفاح بل ذاده (بحبتين) مطالبآ بقتل اسري الهامش (ابطال الزارع الطويل) باعتبارهم يريدون ترويع (v.i.p) بكلامه الموثق في الاسافير والمسجل وهو الذي استغل اجداد أباء هؤلاء الاسري اشد استغلال باسم الدين واستخدمهم كإقطاع له ليعملوا في مشاريعه الزراعية حتي من دون اجور يأخذونها . لكن بوعي الابناء الذين درسوا في ذات الاماكن الذي درس فيها الامام ونالوا ما يكيفهم من المعارف ليقلعوا بها ثوب العبودية الذي لبسه الاجداد قرون عددا ، حيث لم يتحمل الامام وهو يري عبيده السابقين ينافسونه في عرشه لذلك يحذر من الحرب الاهلية وهي مشتعلة اصلآ في اجزاء واسعة من (مملكته) والا كمان ماذا سنقول عندما نسمع بالعبارة هذه التي تقول (الصادق المهدي يحذرمن اندلاع الحرب الاهلية في السودان) ولكن في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ السودان الفضل بعد ان فضل البعض من العبيد السابقين (ا لجنوبين السودانيين ) اخذوا حقوقهم والذهبوا بعيدآ عن ( الصادق المهدي). نحن لا نريد اثارة مثل هذه المواضيع لولا ان الامام كرر (تخاريفه) هذه والآن اذا شاء ام رفض هنالك سلاح المقاومة وبقيادة صلبة لا تتواني في دخول الملازمين وترويع الامام الصادق المهدي ذاته لذلك يجب علية التوقف في هذه المحطة دون ان يذهب اكثر من الذي ذهب إليه حتي لا يتفاجأ بما سيحدث .. نواصل ان كان للعمر بقية..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *