التهنئة الخالصة لأبناء الشعب السوداني قاطبة بذكرى الاستقلال المجيد , وخالص الاعتذار لجيل الأجداد على خيبتنا في أننا لم نحافظ على التراب الذي أورثوه إيانا , والأمنيات الصادقات لوطننا العزيز أعني ما بقي من ترابنا التماسك والسلام والاستقرار , وجمع كلمة أبنائه , وللجزء العزيز الذي ذهب بعيدا الاستقرار والتنمية.
يغمر المرء فينا الخجل ونحن نقف اليوم في مثل هذا اليوم لنستذكر مواقف الاجداد وهم يبذلون الغالي والنفيس من اجل وطن حلموا ان يكون دوحة وأم حانية لابنائه , ورحل الاجداد وهم اكثر ثقة بحفاظنا الى تراب الوطن ولكن..!!! ثقتهم ربما كانت اكثر تفاءلا من قدرة الذين خلفوا الاجداد.
ولكن يظل التفاءل سمة كل مؤمن وغيور على الوطن.
ثمانية سنوات بعد الخمسين هي عمر السودان بعد الاستقلال ، وثلاثة أعوام على الانتكاسة السودانية والانشطار الذي وقع كالصاعقة على محبي هذا الوطن والحادبين على وحدة ترابه ومجتمعه , وكما مر ذكرى الاستقلال في العام الماضي أكثر ألما ومرارة نتيجة لجريمة الانفصال الذي حدث وجعل السودان سودانين والأطراف تتآكل بفعل الحروب القبلية وحروب النظام التي تفتعلها بسبب السياسات الخاطئة في التعامل مع الاستحقاقات الوطنية، تأتي الذكرى هذا العام والوطن يمر بمرحلة غاية في الخطورة من العام الذي مضى , حيث يضاف لفضيحة الانفصال الذي حدث بفعل الفشل في ادارة التنوع الذي يتمتع بها هذا الوطن , وسقطت معها كل ترهات التضحية بالتراب الوطني من اجل السلام ,ليدخل البلد في دوامة الحروب التي يفتعلها الساسة السودانيون الممسكون بدفة السلطة , فضلا عن الفساد الاداري , والانهيار الاقتصادي الذي لم يرى السودانيون له مثيلا.
يمر ذكرى الاستقلال هذا العام والوطن على مفترق طرق والنظام ممعن في سياسته التفتيتية والإقصاء الممنهج والانفراد بالسلطة واحتكار الثروة الوطنية والتنمية غير المتوازنة , والاصطفاف القبلي و الإثني أبرز صور المشهد السوداني اليوم , مما ينذر بعام جديد أكثر خطورة من ذي قبل ,وفي خضم هذا المشهد القاتم لا بد لأبناء السودان المخلصين من دور ولا بد من وقفة لوقف هذا العبث الذي يجري , والحفاظ على وحدة هذا الوطن سوف لم ولن تحققه هؤلاء الممسكين بامر بلادنا والا ما سمحوا بتشظيه , فالحل الأساسي هو التغيير , وبكل السبل من اجل وطن ننشده.
فعذرا ايها الوطن في يوم عرسك وعذرا ايها الاجداد …وعذرا ايها الجيل لقد فرطنا في عزة الشامخة وحصدنا اخرى تتقوقع ابنائه حول القبيلة والجهة.
دعوتنا لكل أبناء الوطن التحرر من عقدة التقوقع والأجندات الضيقة والمحاصصات الجهوية وان نتجه جميعا نحو وفاق وطني يحفظ تراب هذا الوطن .
وكل عام وانتم بخير وليكن العام الجديد عام وفاق ومصالحة شاملة.
حسن ابراهيم فضل