بقلم / عباس فجار دفاع [email protected]
رحلة زعيم التحرر في القرن العشرين كما اشارة اليها رئيس الامريكي باراك اوباما في خطابه في لحظة تأبين مانديلا ، موت زعيم الاسطوري ترك العالم يعيد ذاكرته لحظات موت قادة من طراز المهاتما غاندي ومارتن لوثر كينج وجفار نفس الكاريزما ونفس الارادة التي لا تنضب والعزيمة التي لا تلين . مانديلا بن ماما أفريقيا البار رجل الحرية والديمقراطية ورسول الانسانية والعدالة والمساواة . مانديلا ناضله من اجل محاربة سياسات الفصل العنصري وقال في مقولته الشهيرة ” حاربت الهيمنة البيضاء كما حاربت الهيمنة السوداء ” قضي مانديلا اكثر من ربع قرن في منفي جزيرة روبن من اجل ترسيخ القيم الانسانية التي آتى بهاء كل ديانات السماوية ولا سيما الرسل والأنبياء ، القيم العدالة والمساواة والحرية والديمقراطية . وقال مانديلا امام المحكمة هو مستعد ليموت من اجل ترسيخ هذه القيم . مانديلا كان يقول إنه ليس ” قديسا ولا نبيًا ” عندما يتم تشبيه صفاته الي صفات الرسل والأنبياء ، بالفعل إذا دققة النظر في سلوك مانديلا ونهجي نضاله السلمي لا يختلف كثير من منهجية الرسل والأنبياء ، مانديلا كان متواضعًا لأبعد الحدود رغم إستقبالة في كل دول العالم ورغم إطلاق اسمة علي آلاف المدارس والجامعات والشوارع والميادين والحدائق والمتاحف رغم كل الأشعار والأغاني التي كتبت من اجله ورغم اجراس الكنائس التي دقت إجلالًا واحترامًا لشخصه، مانديلا كان يطلب من المحيطين به ان يتحدثوا عنه باعتباره كغيره من ألرجال ” مذنبا يتلمس سواء السبيل . الرجل لا يحب السلطة ولا انتهازية بقدرما يريد ترسيخ القيم العدالة والمساواة في جنوب إفريقيا. لكن هل هنالك قائد من المعارض السودانية سوكان سلمي او عسكري يريد ان يضحي بنفسها من اجل استقرار الدولة السودانية وحفظاً لوحدتها ومساواة لشعبيها ؟؟؟ لماذا المعارضة السودانية بشقيها يراهن الوحدة المعارضة بتمثيل السلطة في المعارضة ؟؟ هل المعارضة السودانية مصاب بمرض الانتهازية التي اصابته النظام الخرطوم ؟؟ مانديلا ما كان يبحث عن السلطة ولا الثروة بقدر ما كان يبحث عن التوطين القيم العدالة والمساواة في المجتمع ، وقال في يوم عشرين من ابريل عام 1964 خمس عبارات امام المحكمة ليدافع عن نفسه ، عقب مرافعة استمرت 4 ساعات من محاميه ،وكانت حكومة الفصل العنصري في جنوب افريقيا حريصا كل الحرص علي عدم إذاعة كلمات مانديلا الخمس في الصحف ووسائل اعلام اخرى. جاءت كلماته في قاعة المحكمة علي النحو التالي: كرست حياتي للكفاح من أجل الشعب الأفريقي ، حاربت الهيمنة البيضاء وحاربت الهيمنة السوداء ، تمنيت مجتمعًا نموذجًا يعيش فيه الجمع في وئام وعدل ، ذالك هو ما اطمح اليه وما اتمني ان اعيش من اجله ، ومستعد للموت في سبله لو اقضى الأمر . وكان حكم المتوقع لمانديلا إعدام ، وحكما المحكمة من قبل 8 من رفاقه بسجن مدى ألحياة ، والنضال ليس لها مقابل ومانديلا مؤمن بأهدافه إيمانًا قاطع . للذي يريد ان يكون مانديلا السودان القادم لابد من تحرير عقله من عبودية الجسد والرغبات وينحاز تجاه القيم والمبادي الانسانية بدلًا من انحيازه تجاه السلطة والثروة ويتم تقيم الانسان من حيث الانسان ومحاربة النفس من ميول تجاه الرغبات وهذه هي صفات القائد مانديلا ولمن يريد ان يماندل مفاهيمه لابد من ذالك إذا فعل ذالك سيكون مانديلا السودان القادم