عقدت بالامس بفندق البصيري ببورتسودان، ورشة عمل حول الآثار الاجتماعية والنفسية للحرب في السودان، ضمن برنامج تصورات الانتقال الذي ينظمه المركز العالمي للدراسات السياسية والإستراتيجية.
وقد خرجت الورشة بمجموعة من التوصيات التي أكدت على أهمية إنشاء مجموعات دعم اجتماعي لمساعدة الفئات المختلفة، وتصميم برامج مخصصة للتعامل مع الصدمات، بالإضافة إلى تعزيز الأنشطة الرياضية تحت إشراف وزارة الشباب والرياضة، وتنظيم احتفالات جماهيرية. كما تم التأكيد على أهمية توعية المجتمع حول كيفية الحصول على المساعدة، وإنشاء آليات للتدخل المباشر.
وطالب المشاركون في الورشة بإجراء إحصاءات دقيقة ضمن برامج الصحة، وتعميم برامج الصحة العقلية. كما تمت الإشارة إلى ضرورة التعريف الدقيق بخطاب الكراهية، والتركيز على برامج السلام المجتمعي وتعزيز الوعي بالحقوق، مع أهمية تحقيق العدالة للضحايا ومحاسبة الجناة، وطرح رؤية شاملة تفضي إلى مصالحة وطنية.
وأوضح عبد العزيز عشر، مدير المركز، أن الحرب قد أظهرت اختلالات في الأمن المجتمعي، خاصة في المناطق التي تعرضت لهجمات الميليشيات، حيث شهدت انتهاكات جسيمة مثل القتل والنهب والتهجير والاغتصاب والتعذيب. وأشار عشر إلى توقعات بزيادة العصبية القبلية في ظل الظروف المعقدة التي أفرزتها الحرب، مثل الفقر والنزوح. كما أشار إلى الآثار المدمرة للحرب على المجتمع السوداني، وبين أن المركز الذي تأسس في عام 2022 يركز على الدراسات المستقبلية ويهدف إلى معالجة القضايا المرتبطة بالسودان، من خلال تقديم تحليلات استراتيجية دقيقة ومعلومات موثوقة تدعم صانعي القرار في تحقيق التنمية المستدامة والاستقرار.
وطالب ممثل مجلس الطفولة، د. ادريس لقمة، بإيجاد حلول لقضايا 24 ألف طفل تأثروا بالحرب، مؤكدًا على ضرورة عدم تحميلهم مسؤولية ما حدث بسبب ظروفهم. كما أشار إلى ارتفاع عدد الأطفال فاقدي السند بسبب العنف، محذرًا من أن عدم التدخل قد ينجم عنه جيل مشبع بأفكار العنف. ودعا إلى ضرورة تبني الأطفال ورعايتهم في بيئات أسرية آمنة، مع التركيز على قضايا الأطفال المعاقين.
وقد قدمت الدكتورة لبنى بت مكلي، ورقة بحثية تناولت الآثار النفسية والاضطرابات الناجمة عن الحرب، مع التركيز على كيفية معالجة تداعياتها. بينما قدم الدكتور حسن محمود من كلية القانون بجامعة البحر الأحمر ورقته حول الآثار النفسية والاجتماعية للحرب في السودان.