الخرطوم : : شرق تشاد : 26 نوفمبر 2023 : راديو دبنقا
لا تزال الكثير من الشهادات المروعة تتوالى عن العنف ضد النساء والفتيات السودانيات في ظل الحرب التي دخلت شهرها الثامن.
وبمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، الذي صادف يوم امس السبت، اصدرت عدة دول ومنظمات سودانية واقليمية بيانات نددت فيها باستمرار العنف ضد النساء السودانيات في ظل استمرار الحرب في البلاد.
وروت لاجئة سودانية من معسكر بريجن للاجئين السودانيين بشرق تشاد لراديو دبنقا شهادات مروعة نقلا عن فتيات التقن بهن.
ووفقا لتلك الشهادات فقد تعرضن اولئك الفتيات للاغتصاب في الاحياء الشرقية من مدينة الفاشر مثل حي المصانع الجوامعة والصفاوالظلط وغيرها خلال الفترة بين شهري مايو ونوفمبر.
واكدت اللاجئة التي فضلت عدم الكشف عن اسمها، ان هناك العديد من حالات الاغتصاب التي وقعت في الاحياء الشرقية من الفاشرفي مناطق وجود الدعم السريع.
وتبدو جهود المنظمات والمبادرات السودانية حتى الآن عاجزة عن وقف هذه الانتهاكات أو الحد منها.
لكن منسقة منظمة “نساء ضد الظلم” احسان عبد العزيز تقول انهن اطلقن برنامج لستة عشر يوما بالتزامن مع اليوم العالمي لوقف العنفضد المرأة في محاولة للحد من العنف الجنسي ضد النساء في ظل الحرب.
نساء ضد الظلم
وقالت احسان في مقابلة مع راديو دبنقا ان برنامج الستة عشر يوما سيحتوي على ندوة اسفيرية عن مناهضة العنف ضد المرأة اضافة الى ورشة تدريبية وزيارة للاجئات سودانيات في دولة جنوب السودان للوقوف على مشاكلهن.
واضافت احسان انه ليست لديهن احصائيات دقيقة عن عدد النساء اللاتي تعرضن للعنف الجنسي والانتهاكات المختلفة خلال الحرب، لكنهم يستعدون الآن للتعاون مع مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة في هذا الصدد.
ادانة امريكية
وشهد يوم السبت كذلك بيانا اصدرته السفارة الامريكية بالخرطوم بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة العنف ضد المرأة، حيث ندد البيان -الذي نشرعلى صفحة السفارة في موقع اكس- بأعمال العنف الجنسي المرتبط بالصراع.
وقال البيان ان مصادر موثوقة نسبت افعال العنف الجنسي هذه بصورة كبيرة إلى قوات الدعم السريع.
لكن احسان عبد العزيز قالت إن الانتهاكات تقع من طرفي الصراع وليس من الدعم السريع فقط.
واضافت في هذا الصدد انه لم يعد هناك طرفان فقط في الحرب الحالية في السودان، مشيرة الى ان لدى الجيش “مليشيات تدعمه” مثل كتائب البراء وكتائب الظل، مثلما أن للدعم السريع مليشيات تدعمه كذلك، حسبما قالت.
شهادات مروعة
ووفقا للشاهدة التي تحدثن لراديو دبنقا دون ان تكشف عن هويتها، والتي تقيم حاليا في معسكر للاجئين في تشاد، فقد اخبرنها سيدات وفتيات قدموا من الجنينة بانهن اغتصبن قبل فرارهن من هناك، ثم تعرضت لهن قوات الدعم السريع مرة أخرى خلال فرارهن إلى تشاد.
وأشارت الي أنها التقت بنساء وفتيات تم إغتصابهن، الأم أمام بناتها والبنت أمام أمها، مضيفة أن الكثير من الحالات لا يبلغ عنها خوفا من “العار” الذي يمكن ان يلحق بالضحية، وذلك بسبب الثقافة السائدة في المجتمع.
ومع اخفاء تلك الحالات وعدم التبليغ عنها وخوف الضحايا من اللجوء إلى القضاء، يبدو تحقيق العدالة أمرا صعبا إن لم يكن شبه مستحيل.لكن على الرغم من ذلك، دعا المركز الافريقي لدراسات العدالة والسلام، وهو مؤسسة غير ربحية وغير حكومية مقرها نيويورك، دعا السلطات السودانية للتحقيق في حادث اغتصاب واختطاف جماعي لعشرات النساء في ولاية جنوب دارفور.
اغتصاب جماعي
وقال المركز، في بيان اصدره يوم الاحد ان 43 امرأة وفتاة تعرضن للاغتصاب الجماعي وحوالي 26 اخريات تعرضن للاختطاف.وطالب بتعيين محقق خاص لهذه الحادثة إذا رغب الضحايا في فتح قضية جنائية، داعيا كذلك السلطات إلى ضمان حماية الضحايا من الانتقام.
لكن منسقة منظمة “نساء ضد الظلم” قالت انها تسأل أولا عن وجود هذه الاجهزة العدلية في السودان، قبل الحديث عن التقة فيها من عدمه.وتابعت قائلة إنهم بوصفهم ناشطين في مجال حقوق الانسان كان لهم رأي في الاجهزة العدلية السودانية منذ عهد الرئيس السابق عمر البشير،مؤكدة عدم ثقتهم فيها في ظل الظروف الراهنة.
لكن عادت واكدت أنهم سيلجأون إلى تلك الأجهزة العدلية لتقديم قضاياهم من اجل “تثبيت حق الضحايا”.