الفاشر الصمود ، دروس وعبر / شاكر عبدالرسول
قدر الفاشر ان تنضم بكل جدارة الى قائمة المدن العظيمة الصامدة ، المدن التي تؤرخ تاريخها بنفسها من وسط الحصار والمقاومة .
اليوم في تلك المدينة لا يوجد شخص نكرة ، كل انسان يعيش فيها معروف بالاسم الكامل ، بالعائلة ، وبالقبيلة وبالمنطقةً.
١٣٥ تحية للفاشر ولكل مواطن يسكن فيها .
لقد صمدت المدينة امام حيل ودهاء الطامعين للسيطرة عليها وكانت هي المعركة الحقيقية .
قدموا اقترح انسحاب قوات القوى المشتركة من المدينة وترك المواجهة مفتوحة بين قوات الفرقة السادسة مشاه والمليشيات ،لقد رفضت المدينة وتمسكت بالمقاومة .
قدموا اقتراح انسحاب قوات الفرقة السادسة المشاه ،والقوى المشتركة، وتسليمها لقوات عبدالواحد نور، رفضت المدينة تلك الحيلة وتمسكت بالصمود .
على لسان حاكمها أعلن بان يغادر المواطنين المدينة بحجة انعدام الامن وفتح ممرات امنة لهم لكن المدينة رفضت ذلك وتمسكت بالبقاء .
الفاشر كانت اكبر شاهد أعيان لمأساة شقيقاتها ، الجنينة ونيالا وزالنجي والخرطوم ومدني وغيرها من المدن المكلومة .
صمودها اليوم يجسد صمود وبقاء الوطن ، صمود وبقاء السودان كدولة موحدة.
صمودها رفعت رؤوسنا و رؤوس كل الشرفاء بعد ان كان قاب قوسين او ادنى من الانكسار .
١٣٥ تحية لكل سكان الفاشر ، ١٣٥ رحمة ومغفرة لشهداء الحصار .
صمودها قدمت للبشرية دروسا مجانية نختار منها اربع دروس ؛
الدرس الاول ،أكدت المدينة بان في نهاية كل نفق مظلم تلوح في الأفق صخرة بيضاء ،تتحطم فيها طغيان الطغاة وغرور المتعجرفين ، الفاشر هي تلك الصخرة .
الدرس الثاني ،علمت المدينة البشرية، بان الحاضنة الاجتماعية المتماسكة والجندي المقاتل هما اللذان يحددان النتيجة النهائيّة للمعركة، وليست كثرة الآليات والحشود البشرية التي تجمع بلا اهداف سوى القتل والنهب والاغتصاب .
الدرس الثالث ، قدمت للبشرية بان الوطن ليس مجرد خارطة و علم وأغاني ورقص يحمله الانسان فقط في داخل الصالات والقاعات المكيفة ، الوطن في المقام الاول لمن صمد ودافع عنه في اوقات الشدة.وفي هذا المكان تؤرخ المدن العظيمة تاريخها بنفسها وتؤرخ لبنيها المناضلين .
الدرس الرابع ، قدمت للسودانيين بان صمودها اليوم بمثابة صمود السودان كلها كوطن وكدولة وكشعب .
١٣٥ تحية لقوات الشعب المسلحة ، أبطال الفرقة السادسة
١٣٥ تحية لابطال القوى المشتركة
١٣٥ تحية للمقاومة الشعبية بمختلف مسمياتها
١٣٥ تحية لكنداكات الفاشر .