(سونا)-رأس معالي الدكتور جبريل إبراهيم – وزير المالية والتخطيط الاقتصادي وفد السودان المشارك في اجتماعات المجلس الاقتصادي والاجتماعي بجامعة الدول العربية والذي استضافته العاصمة العراقية بغداد اليوم.
وفي كلمته، قدم وزير المالية والتخطيط الاقتصادي التهنئة إلى جمهورية العراق على استضافتها أعمال الدورة الرابعة والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، والدورة الخامسة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، مشيدا بالقيادة الحكيمة لمملكة البحرين الشقيقة لقمة الدول العربية وجمهورية لبنان على إدارتها الجيدة للقمة التنموية، داعياً لجمهورية العراق بالتوفيق في إدارة و تطوير آليات العمل الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك، وتفعيل دوره في دفع مسيرة التنمية المستدامة.
واكد الدكتور جبريل أبراهيم ان عقد الدورة الاستثنائية والحرص على عملية إعداد الملف الاقتصادي والاجتماعي المعروض على القمة، يعكس طموحات حكوماتنا وشعوبنا في تحقيق التكامل الاقتصادي العربي، مؤكدا ادراك القادة العرب المؤسسون أهمية الوحدة الاقتصادية، وهي اليوم أشد إلحاحًا في ظل التغيرات المتسارعة في منطقتنا والعالم، مما يتطلب التحرك بمرونة وكفاءة لمجابهة التحديات والاستجابة للتطلعات.
وتطرق الوزير في كلمته إلى التحديات التي يمر بها السودان نتيجة العدوان الذي يتعرض له بتدبير خارجي وبأدوات داخلية، مشددا على أن عزيمة الشعب السوداني وإرادته السياسية الصلبة وبسالة قواته المسلحة و المساندة، تمكّنت من تثبيت أركان الدولة ومؤسساتها، مبينا ان الحرب شارفت على نهاياتها وبداية مرحلة جديدة من الإعمار والبناء، تستند إلى تحليل دقيق للفرص وتحديد واضح للتحديات، مع تفعيل جسور التعاون مع الأشقاء العرب والصناديق التنموية.
واستعرض الوزير جبريل ابراهيم، خطط وبرامج الدولة المختلفة، منوها إلى ان السودان قد بدأ في التعافي التدريجي لأداء الاقتصاد الوطني، موضحا ان الفترة الأخيرة قد شهدت تحسنًا ملحوظًا في الأنشطة التجارية، مصحوبًا باستقرار مستمر في سعر صرف العملة الوطنية، وانخفاض في معدلات التضخم مما يعكس بوادر استقرار اقتصادي نسبي.
وعبر عن تطلعه لان يشهد مطلع العام المقبل تحولًا اقتصاديًا نوعيًا، نتيجة العودة المتزايدة للمواطنين إلى مناطقهم المحررة، واستئناف النشاط التجاري والإنتاجي. كما أن الإنتاج الزراعي خلال فترة الحرب تجاوز مستويات الإنتاج التي تحققت في سنوات السلم، وهو ما يدحض المزاعم بشأن احتمال وقوع مجاعة، ويؤكد أن السودان بدأ بالفعل في الانتقال من مرحلة الإغاثة الطارئة إلى مرحلة التنمية المستدامة.
وجدد الوزير في كلمته، قناعة السودان، بدوره في تعزيز الأمن الغذائي العربي، مؤكدا التزامه بمبادرته للأمن الغذائي، والتي أُقرت في قمة الجزائر عام 2022، في إطار الاستراتجية العربية للأمن الغذائي التي تقدمت بها دولة الكويت الشقيقة، مؤكدا ترحيب السودان بكافة الاستثمارات العربية في هذا المجال، مجددا التأكيد على انطلاق السودان من الدراسات الممولة من قبل الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، والتي أنجزتها بيوت خبرة دولية، والتي اثبتت ان السودان مؤهل لسد جزء كبير من فجوة الغذاء العربي في مجالات الحبوب، والزيوت، واللحوم، والسكر.
وأوضح الوزير جهود الحكومة السودانية في اعادة الإعمار، مؤكدا تشكيل لجنة عليا برئاسة وزير المالية والتخطيط الاقتصادي لتقييم الأضرار التي لحقت بمؤسسات الدولة والاقتصاد القومي جراء الحرب، وتقديم رؤية متكاملة لإعادة الإعمار، مشيرا إلى أن اللجنة انهت أعمالها ورفعت تقريرها إلى قيادة الدولة في ديسمبر 2024. حيث ركز التقرير على محورين رئيسيين: بناء الإنسان ورأس المال البشري، وتأهيل البنية التحتية، حيث ترى اللجنة أن النهضة لا تُبنى إلا من خلال الجمع بين الاثنين معًا. و ترى كذلك أن الشراكات الاستراتيجية مع الدول العربية وغير العربية تمثل المسار الأمثل للتمويل والتنفيذ بما يحقق النفع المتبادل للمستثمر والسودان. كما تقدم السودان إلى الأمم المتحدة و البنك الدولي والبنك الإفريقي للتنمية لإرسال فريق فني مشترك لتقديم تقييم مستقل للأضرار التي لحقت بالبلاد وبنيتها التحتية ومؤسساتها الاقتصادية وقد أبدت هذه المؤسسات استعدادها للقيام بالمهمة.
ووجه الوزير الدعوة إلى الأشقاء العرب للدخول في هذه الشراكات التنموية الواعدة، والاستفادة من الفرص المتاحة في مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية. حيث تفرض التحولات المتسارعة في الاقتصاد الدولي، والقيود الجمركية الجديدة، لا سيما من قبل بعض القوى الكبرى، تفرض على الدول العربية ضرورة وضع استراتيجيات جماعية لتعزيز التبادل التجاري فيما بينها، وتفعيل السوق العربية المشتركة، والتوجه نحو أسواق جديدة بشكل منسق وفعال.