عذراً استاذي بركة ساكن على إقتباس لفظ الأشوس الذي إستخدمته في احد روياتك التي كشفت لنا عن التركيبة السايكلوجية لاشاوس الجنجويد الذين أبدعت في وصفهم عبر كتابك ، ومن ضمن تلك الصفات التي يتسم بها الاشاوس هي الغدر و الخيانة و اللهث إلى الإغتنام دون تميز و لا تأنيب ضمير ، ومدينة نيالا البحير التي يعشقها بنوها حتى الثمالة إبتلاها الله بأحد الاشاوس الذين خدمتهم الصُدف بقيادة قاطرتها التي لا تعرف التوقف عند المحطات الصغيرة تجاوز اهل جنوب دارفور ضعف والي الغفلة هنون و ساندوه بإعتبار أن هذه الأرض لنا ، بيد أن الوالي هنون يمتاز بمقاومة عالية لأي حالة سقوط حيث سقط في أول محطة كسقوط يافع من اجل الحصول على قطعة حلوى ملقاة على الرصيف ، سقط الأشوس حامد التجاني هنون كي يملئ جيبه المقدود من رُفات ما تبقى من جسد اليونميد الذي نهشته كلاب الإكتساب ، همست المدينة الوادعة أنذاك لأن ادب و طباع اهل نيالا التجاوز عن الصغائر عل الاشوس تساوره صحوة الضمير ، لكن كما يقال من شب على شيئ شاب عليه الأمر الذي جعل من سقطات الجنجويدي تتوالى حيث سقط تارة أُخرى في قضية هزت أركان ولاية جنوب دارفور حينما سولت له نفسه بأن يتلفظ لأحد الزملاء الصحفين بقول يؤكد مدى جهل الاشوس هنون و تركيبته العنصرية فهو قد نهل من مدرسة بُرمة ناصر و بذات القالب قد تشكلا، وحينما شبت حرب الخامس عشر من ابريل ظل موقف المليشي هنون ضبابياً حيث ظل يعطي النُقارة عصا و الحٍلة عيطة في عملية تمويه حربائية لا نجدها إلا لدى عرابي المليشيا لأنهم اعدوا لإبنلاع السودان عِدته لا سيما نظرهم لكافة إنتهاكات الجنجويد بطرف خفي او دعم اي مبادرة تسعى لحقن دماء المدنيين الذيت اتخذهم الجنجويد كدروع بشرية لهم ، لم يرمش للاشوس لحظتئذ جُفن و لا حتى مُجرد إدانة بإعتباره والياً لولاية شهدت أعنف المعارك التي كثيراً ما تمتد لأيام و ليالي و هنون لم يحرك ساكناً ، بالتالي ليس بغريب أن تلتقط الكاميرا هنون و هو يوزع إبتسامات الخيبة و الهوان في نيروبي التي كتب لمولودها المزعوم الموت و هو في اول مرحلة من مراحل التكوين ، ظهر هنون عبر وسائل التواصل الإجتماعي على مقربة من مهديهم المنتظر محمد حسن التعايشي الذي وعدهم بقيام دولة الحرية و العدالة و الديمقراطية ( العطاوة ) التي يمثلون فيها ( بو ) و البو هو عبارة عن عجل مات بعد ولادته حيث يتم سلخه و يعبئ الجلد بالحشائش حتى تظن امه أن إبنها بالقرب منها و تقوم بإدرار اللبن بالتالي هنون و التعايشي ورهط حزب الأمة بمثابة ( بو ) لتلك الدولة التي شُيعت إلى مثواها الاخير يوم ان حررت قواتنا المسلحة ذاكرة الأمة هنا ام درمان .
إن ظهور الاشوس هنون يُعد سقوط اخر قطرة من ماء وجهه إن كان لوجهه ماءٌ في الأصل ، لأنه لم يُراعي لحسن إستقبال بورتسودان له بعد أن خرج من نيالا خائفاً يترقب على ظهر احد البصات فإستصرخه الاشاوس و أتمروا به و أخذوا منه كل ما يملك كأول والِ تنهبه المليشيا و هنا إنطبق فيه مثل اخر التسوي كريت في القرض تلقى في جلدها لأن ما حدث لأهل نيالا من إستباحة بفعل المليشيا قد حدث له نهاراً جهاراً ، على خلفية ذلك يتحمل هنون تبعات كافة الإنتهاكات التي حدثت لمواطني نيالا علاوة على سقوط الفرقة السادسة عشر التي تجمع الجنجويد لأجلها من كل فج عميق و هو ينظر و يرى و يخطط معهم ليلاً و يلتقي بأعيان نيالا نهاراً و هم يمنون النفس أن تتجنب مدينتهم خطر الحرب و الدمار ، ظهر الاشوس هنون في نيروبي ليُنبهنا بالهمس في أذن الحكومة بأن الاشاوس الان يتنعمون الان بنعمة الأمن و رغد العيش في بورتسودان عبر بعض المؤسسات الإقتصادية القومية و ما شركة الحبوب الزيتية عنا ببعيد فالاشوس حامد التجاني هنون تربطة صِلة بتلك الشركة فهل يا ترى ستُراعي الحكومة ذلك ام تترك الحبل على القارب ..