تحالف المنبوذين (طهران الخرطوم) لن يصمد امام تحالف المدللين (جوبا واسرائيل)

*تحالف المنبوذين (طهران الخرطوم) لن يصمد امام تحالف المدللين  (جوبا واسرائيل)
*بعد تلويحات الخارجية الامريكية  (سيمر ) بترول الجنوب رغم انف الخرطوم
*الحكومة التى تحارب شعبها فى ثلاث جبهات لا تستطيع مواجهة اى عدو خارجى !!!

حكومة الخرطوم مختطفة امريكيا — منذ 11 سبتمبر 2001 — واحلام امريكا اوامر بالنسبة لحكومة الخرطوم — هذه هى الحقيقة التى صار   يعرفرها رجل الشارع العادى فى السودان ويقرا عليها مستقبل الاوضاع الاقتصادية والسياسية فى السودان — رغبة امريكا هى التى تحدد مسار الامور فى السودان وليست مصالح السودان العليا — وبالطبع تدرك امريكا هذه الحقيقة — لذلك تاخذ كل ما تريده من حكومة الخرطوم المنبوذة المعزولة —  (بالمجان) —  وفى افضل الاحوال تعطى حكومة الخرطوم شهادة (متعاونة جدا) — واستمرارا لهذا المنوال — فقد ابدت الخارجية الامريكية  فى الاسبوع الماضى امتعاضها عن عدم تنفيذ حكومة الخرطوم للاتفاقيات التى ابرمتها مع جوبا فى اديس ابابا فى 27من شهر سبتمبر عام ٢٠١٢ والتى تضمنت اتفاقية عبور بترول جنوب السودان الى ميناء بورتسودان ثم الى الاسواق العالمية .
طالبت الخارجية الامريكية حكومة الخرطوم بالتخلى عن العراقيل التى وضعتها امام تنفيذ الاتفاقيات  مثل اصراصها  على تنفذ الاتفاقيات الامنية اولا — وتعنى بها الخرطوم فك الارتباط مع الحركة الشعبية شمال ونزع سلاح الفرقتين التاسعة والعاشرة ،، وبدلا من ذلك ان تتجه حكومة الخرطوم للتفاوض المباشر مع الحركة الشعبية قطاع الشمال والاتفاق معها على ايقاف الحرب وحل المشكلة الانسانية وتمرير الغذاء للمتضررين من العودة الى مربع الحرب وحل المشكلة السياسية وايجاد معالجة ابدية لمشكلة شعبى (جبال النوبة والانقسنا) — القراءة لمجريات الامور فى السودان تقول ان حكومة السودان (الضعيفة للغاية) سوف تنبرش  — بمعنى انها: اولا سوف تتخلى عن شروطها  المتعلقة بفك الارتباط مع الحركة الشعبية شمال — وثانيا ستوافق على مرور بترول الجنوب رغم علمها انه يذهب الى اسرائيل !!!
 
الحكومة التى تحارب شعبها فى ثلاث جبهات لا تستطيع مواجهة اى عدو خارجى !!!
نعم ،، وبكل اسى ،، سوف تنبرش حكومة الخرطوم ،، وسوف تنفذ التعليمات  الامريكية ،، رغم انها لم تتلق حتى الان اى جزرة نظير تنازلاتها المهينة ،، وغير المتناهية ،، بمعنى انه كلما انبرشت حكومة الخرطوم ،، كلما طلبت منها امريكا تنازلات ( مجانية) مضرة بوحدة البلاد والعباد ،، فقد تنازلت حكومة الموتمر الوطنى عن كل قيمها وسلمت ملفات الاسلاميين للمخابرات الامريكية  بعد 11 سبتمبر ،، ولم تحصل الخرطوم الا على شهادة متعاون ،، واستمرت التراجعات ،، قبلت بنيفاشا وبروتكول ابيي ،، ونفذت نيفاشا دون ان تحصل على اى مكافاة من امريكا سوى اطلاق يدها فى دارفور لتعمل ما تشاء ،، ولازال السودان على قائمة الدول الراعية للارهاب — و فى النهاية كرامات اهل دارفور حملت راس النظام وحاشيته الى لاهاى ،، وقس على ذلك.
، فنحن حين نقول ان وحكومة المؤتمر الوطنى  سوف تنبرش لا نمارس الكهانة ،، وانما نتحدث عن تجربة مع هذا النظام،، فالنظام مهزوم سلفا مع اى عدو قبل ان تبدا المعركة ،، لانه يحارب شعبه فى ثلاث  جبهات ،، لذلك فانه ليس فى وضع يمكنه من حاربة اى دولة عدوة مهما ضعفت ،، حتى لو كانت (افريقيا الوسطى )،، وقد تحولت دولة تمبل باى الى دولة عظمى عندما حاربت حكومة الخرطوم ،، ولا تستطيع حكومة الخرطوم ان تغضب انجمينا — ابدا — ابدا ،، وصار البشير بنفسه يزف السودانيات لحضرة ادريس ديبى ،،حدث كل هذا لان ادريس ديبى  (فى لحظة من لحظات التاريخ) قد استقوى بحركة العدل والمساواة  واستفاد من تفكك الجبهة الداخلية السودانية ،، ونظام الخرطوم هو المسؤول عن كل ذلك لانه عاجز عن التصالح مع شعبه ودفع فاتورة الوحدة الوطنية !!!
 
سيمر بترول الجنوب عبر شمال السودان ( الى اسرائيل) ،، رغم انف الخرطوم !ّ!
 
التاريخ يقول ان الدول الافريقية قد قطعت علاقاتها مع اسرايل فى الزمن الجميل ،، فى زمن كان للعرب رؤية ورعاية للعلاقات العربية الافريقية ،، وبعد كامب ديفيد ،، وبعد ان فتحت اسراييل سفارة فى القاهرة استعادت الدول الافريقية علاقاتها مع اسراييل بدون اى حرج ،، وقد شاهدنا فى عهد المخلوع مبارك كانت مصر تبيع الغاز لاسراييل باسعار زهيدة ،، و بعد الانتفاضة المصرية ووصول الاخوان للسلطة لم يعترض احد على وجود تبادل تجارى ومنافع ومصالح بين اسرايل ومصر (الاخوانية )،، فلماذا تقوم القيامة فى الخرطوم اذا تصرفت دولة الجنوب (الافريقية ) فى حلالها وباعت بترولها لاسرائيل؟!
 
مرور بترول الجنوب عبر شمال السودان له انعكاس على علاقة الخرطوم بطهران!!
 
لقد  برهنت دولة جنوب السودان انها تجيد فن المناورة — والمنارة علم تكتكيك فى الحرب — فكلما احكمت حكومة الخرطوم خطة لمحاصرة جوبا — اوجدت جوبا حلا سحريا ليس فى حسبان حكومة الخرطوم — فحين تقرصنت حكومة الخرطوم على بترول الجنوب ابان فترة الخلاف بين الخرطوم وجوبا حول رسوم العبور — قامت جوبا باغلاق ابار البترول — واقدمت على حل لم يكن فى حسبان الخرطوم — فاضطرت حكومة الخرطوم لترفع اسعار المحروقات — وقامت انتفاضة الاسعار والغلاء — بسبب ذهاب الجنوب بخيراته وبتروله — وظهرت كذبة من يقول ان الجنوب كان حملا ثقيلا على كاهل الشمال .
وعندما وضعت حكومة الخرطوم عراقيل (الحلول الامنية اولا) امام تنفيذ اتفاقية مرور البترول — ذهبت دولة الجنوب للبحث عن (طرق بديلة) لتصدير بترولها — وباعت بترولها لاسرائيل الدولة الاولى المدللة عالميا  — فهل تستطيع حكومة الخرطوم ان توقف صفقة مرور بترول الجنوب الى اسرائيل ؟!!
وتبقى الاجابة سهلة اذا علمنا ان تحفظ حكومة الخرطوم على مرور البترول الى اسرائيل شان ايرانى وليس شانا سودانيا — فالجمهورية الفارسية تستخدم الخرطوم و حماس وحزب الله وتناور بالقضية الفلسطينية فى حربها ضد (العرب) فى الامارات والسعودية وهى معركة  (قومية بين القومية الفارسية والقومية العربية) سابقة للاسلام وسابقة للحالة المذهبية (سنة ضد الشيعة) — وشاهدنا ان تحالف ايران مع الخرطوم هو لقاء المنبوذين على قاعدة المصائب تجمعن المنبوذين — ان هذا التحالف لن يصمد امام (تحاف المدللين — اسرائيل وجنوب السودان) — وسيمر بترول الجنوب الى اسرائيل وخلافها — ولا جميلة الخرطوم — سيمر بترول الجنوب دون ان تتخلى دولة الجنوب عن حلفائها المهمشين — وعلى حكومة الخرطوم ايجاد حل شامل مع جبهة ميثاق الفجر الجديد — وعليها دفع ثمن السلام — ولا مجال للمناورات.
 

ابوبكر القاضى
الدوحة
25 يناير 2013
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *