كشف رئيس حركة تحرير السودان، مني اركو مناوي، عن ان السبب في خروج حركته عن الحياد الذي أعلنه في بداية الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، هو الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع، والتي يمكن أن ترقى إلى الإبادة الجماعية.
وأوضح مناوي، في مقابلة مع تلفزيون السودان في 24 يناير الجاري، أن قرار اتخاذ جانب الحياد تم التوافق عليه بعد نشوب الحرب بثلاث أسابيع بتأييد من رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم ورئيس الحركة الشعبية مالك عقار وتم طرحها على الآخرين، لكنها رفضت من الهادي إدريس رئيس حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي والطاهر حجر رئيس تجمع قوى تحرير السودان وخميس أبكر رئيس التحالف السوداني حيث عارضوا التوقيع على البيان الثلاثي.
وأكد مناوي أن الغرض من الحياد كان تحجيم النزاع وقصره على الجيش والدعم السريع. وأشار إلى أن تكوين القوة المشتركة لحماية المدنيين والاسواق في دارفور تم بناء على هذا الحياد.
وأضاف: “لكن بعد ثمانية أشهر وجدنا أن الانتهاكات تجاوزت الحد وصارت أكثر من اللازم ويمكن أن ترقى في بعض الحالات إلى الإبادة الجماعية مثل الذي حصل في الجنينة عاصمة غرب دارفور، وما تم ايضا في مدينة كتم في شمال دارفور حيث تم قتل أكثر من 60 شخصاً بطريقة انتقائية”.
وأوضح أن الحركات المسلحة حددت منذ البداية أن الحياد غير مطلق، وأن التزامها به يتوقف على عدم الاعتداء على المدنيين وممتلكاتهم أو المرافق العامة المدنية.
ووجه مناوي نقدا حادا لقوات الدعم السريع، وقال إنها لا تستطيع لومه على عدم تأييدها، مضيفا: “لا يمكن لأحد أن يزايد علينا ويقول لي انت لم تؤيدنا. نعم، انا لست معك لأن سلوكك غلط وهذا هو ما قادنا إلى الخروج عن الحياد”.
ونوه إلى أن الخروج عن الحياد لا يعني أنه مع الجيش ضد الدعم السريع، بل أنه والجيش معا يدافعان عن السودان في هذه الظروف الحرجة وفق تعبيره.
وطالب مناوي الدعم السريع بوضع حد لهذه الانتهاكات حتى تتم معاملتهم “معاملة مواطنين”.
وفي 29 نوفمبر الماضي، كشف مناوي عن اتصالات بينه وبين قائد الدعم السريع، وقال إن التواصل بينهما لم ينقطع.
وفي 16 نوفمبر 2023، أعلن كل من مناوي وجبريل إبراهيم ومصطفى تمبور قائد احدى فصائل حركة تحرير السودان الخروج عن الحياد والوقوف مع الجيش السوداني.