كلمة رئيس حركة العدل و المساواة السودانية بمناسبة المؤامرة التي تحاك لشقّ صفّ الحركة
إلى أبطالنا الأشاوس في قوات الحركة إلى قواعد الحركة العريضة في ربوع الوطن العزيز إلى النازحين و اللاجئين في معسكرات الذل و المهانة إلى الثكالى و اليتامى و الأرامل في أرضنا الحبيبة إلى القابضين على الزناد من قوى المقاومة المسلحة إلى الشعب السوداني الأبي في سجن الوطن الكبير و في منافي الشتات أخاطبكم اليوم، كعهد الثورة بكم دائما، لأضع بين أيديكم الحقائق الأساسية فيما يخص المؤامرة التي تحاك ضد حركتكم و ثورتكم المجيدة في عواصم عدة، بعد أن تكشّفت فصولها الأساسية و خطتها العامة، و ما زالت تفاصيلها ترد إلينا في كل لحظة، حتى تكونوا على بينة مما يجري، و حتى يتصدى كل منّا للمؤامرة انطلاقاً من موقعه و مسئولياته التاريخية. أيها الإخوة الأفاضل و الأخوات الفضليات: نشأت حركتكم الفتية و شبّت عن الطوق في خضم مؤامرات دنيئة تحاك ضدها صباح مساء، بأيدي عصابة الخرطوم العنصرية و بأخرى أجنبية. و كان أشهرها المؤامرة الجبانة التي استعانت فيها العصابة بأطراف أجنبية لإغتيال الشهيد الدكتور خليل إبراهيم محمد، مؤسس حركة العدل و المساواة السودانية و قائدها الفذ في جنح الظلام، ظناً منهم بأن الحركة ستنهار باستشهاد مؤسسها، و أن أوار الثورة ستخمد بانتقال قائدها إلى دار الخلود. و لكن خاب فألهم! فقد كان الشهيد على يقين مطلق بأن المؤسسات أبقى من الأفراد مهما بلغ شأوهم، فعمل على بناء مؤسسة راسخة قادرة على الصمود أمام تحديات النضال و معدّة لمجابهة تقلبات الدهور. و ترك وراءه حركة عجمت عودها عاديات الزمان، و تمرّست على الخروج من كل مؤامرة تحاك ضدها و هي أصلب عوداً، و أقوى شكيمة، و أرسخ إيماناً بقضيتها العادلة، و أشد عزماُ على المضي في درب النضال الثوري حتى القضاء على العصابة العنصرية الحاكمة و نظامها الهمجي الدموي الظالم. و عندما استبانت العصابة العنصرية أن استشهاد مؤسس الحركة و رمز ثورة المهمشين لم يحقق لهم مرادهم في القضاء على الحركة أو شلّ فاعليتها في الساحة السياسية و العسكرية، و استيقنوا أن قوات الحركة تقاتلهم بشراسة غير مسبوقة و بغبينة إضافية ، و بدلاً من البحث عن سلام حقيقي يخاطب جذور المشكل السوداني و يستجيب لمطالب الشعب المشروعة في الحرية و دولة القانون و المشاركة العادلة و السلطة و الثروة، عادت حليمة لقديمها، و عمدت إلى حياكة مؤامرة جديدة بالاستعانة برأس نظام دولة تشاد، و شرزمة ممن ينتسبون إلى المقاومة، و زمرة من سماسرة الثورات الوالغين في دماء الشهداء الثملين بدموع الثكالى واليتامى و الأرامل، بهدف شقّ صفّ الحركة و الثورة، و بناء مليشيا جديدة من مكونات الثورة العسكرية لا تحمل مشروعاً سياسياً للتغيير، و إنما ينحصر همّها في الارتزاق من العمل لصالح النظامين، كما يراد لقيادة هذه المليشيا التوقيع على وثيقة الدوحة تيسيراً لانسياب المال للنظامين. و اعتمدوا في هذه المكيدة الجديدة – كعهد عصابة الانقاذ دائماً – على شراء الذمم، و إثارة النعرات القبلية المنتنة، و بثّ الأكاذيب و الإشاعات المغرضة، و تلفيق التهم الباطلة ضد الشرفاء من قادة الحركة، و الوعد بمشروعات تنموية هي سراب بقيعة، و طريق الانقاذ الغربي خير شاهد على خطل وعود العصابة الجوفاء. أيها الإخوة الأفاضل و الأخوات الفضليات: و أنا أدعو، في هذا المنعطف الدقيق من تاريخ وطننا و ثورتنا، قواعد الحركة و قواتها البواسل إلى استحضار عهدنا الذي قطعناه مع الشهداء الذين رووا شجرة ثورتنا الباسقة بدمائهم الزكية الطاهرة، و التمسّك بوحدتهم التي فيها مصدر قوّتهم و مهابتهم، و التحاكم إلى مؤسسات الحركة و نظامها الأساسي (دستور الحركة) للفصل فيما قد ينشأ بينهم من خلاف، و أن يحافظوا على مكتسبات الثورة و آلياتها و سلاحها التي قدمنا في سبيل الحصول عليها أرتالاً من الشهداء و الجرحى من أن تطالها يد الغدر و الخيانة؛ كُلّي ثقة في وعي قواعدنا و قواتنا و قادتهم بما يحاك ضد ثورتهم من مؤامرات، كما أؤمن بقدرتهم على التمييز بين الحق و الباطل و تفويت الفرصة على الأعداء، و متيقّن من ثباتهم على مبادئهم و قضيتهم التي ضحّوا من أجلها بكل مرتخص و غال. و أناشدهم أن يستقوا المعلومات من مصادرها المأذونة بدلاً من الأخذ بالإشاعات المضللة. و أبشّر شعبنا الصابر، بعد تهنئته بعيد الفطر المبارك و بمناسبته، بأن ثورتنا و قضيتنا أكبر و أرسخ من أن تنال منها المؤامرات الرخيصة، و الفرقعات الاعلامية السمجة، و أبشرهم بقرب زوال غُمة الانقاذ و ليلها البهيم، و بدنوّ انبلاج فجر دولة الحرية و الديموقراطية و العدل و المساواة بين شعوب السودان. فالجبهة الثورية السودانية عاقدة العزم على الانقضاض على عصابة الانقاذ العنصرية و ذلك بدعم الانتفاضة الشعبية السلمية و حمايتها، و العمل على انجاحها بكل الوسائل، و إن غداً لناظره قريب.