في الذكرى السادسة عشرة لعملية الذراع الطويل ..قصة صمود واباء أخرى يسطرها أخلاء الخليل

بقلم حسن إبراهيم فضل

تمر علينا هذه الأيام الذكر السادسة عشرة  لعملية الذراع الطويل المجيدة والتي أصبحت سابقة ورواية وانس سير القاصي والداني في العفة والشرف وطهر اليد وفي الصمود والايمان بالقضية والمصير .

لم تكن عملية الذراع الطويل  التي نفذتها  أبطال حركة العدل والمساوة السودانية في العاشر من مايو 2008 في العاصمة الخرطوم في خضم اوج نضالها ضد النظام وقتها  محطة عابرة ,بل كانت قصة بسالة وايمان بالهدف والقضية وتجسيد لأسمى قيم مؤسسة العدل والمساواة في إرساء قيم السلام والعدالة وتحقيق الأمان والعيش الكريم للمواطن العزيز.

وما بين صباح السبت العاشر من مايو 2008 وظهرالجمعة العاشر من مايو 2024 قصة صمود واباء وشموخ سطرها التاريخ على صحائف من نور وكبرياء لأولئك الابطال الذين خلدوا ذكرى عطرة في عفة اليد واللسان , دخلوا ام دمان واشتروا الماء والمأكل  وقسموها حلالاً زلالاً  بينهم ,لم يمتد يد احد منهم   على بيت احد ولا متجره ولم يمسوا مرفقا عاما ولا مؤسسة خدمية بسوء , ادوا الرسالة التي أرادوا ايصالها للجهة المستقبلة لها  بدقة وجسارة واقتدار , فكانت  عملية الذراع الطويل سابقة  ووسام شرف  في هامات أولئك الأسود سطرها التاريخ وستظل مضيئة الى يوم الدين.

وكانت تلك العملية هي الكوة التي  فتحها ابطال العدل والمساواة عندما كشفوا زيف قوة النظام وقتها , بل ان تلك العملية كانت مقدمة لكل للحراك المدني والعسكري بمختلف  مسمياتها ومهدت الطريق للجميع  وأعاد الامل في ان التغيير ممكن ولعبت العملية  دوراً محوريا في عملية التغيير  فيما بعد وفي إنجاح ثورة ديسمبر المجيدة التي نجحت بفعل النضال التراكمي العسكري منها والمدني , وليس كما يريد البعض تجييرها.

ولم يكن خروج أولئك الابطال عن الحياد ترفا ولكن الامر مس أسمى قيمة امنوا بها ودافعوا عنها وقدموا من اجلها المهج والارواح ,من اجل  وشرف المواطن وصون كرامته وحقه في الحياة والعيش الكريم  والحفاظ على وحدة تراب الوطن ,وعندما مست تلك القيم كان الأسود على قدر العهد بهم  هبوا نصرة له ودفاعا عن تراب الوطن ووحدته وصون سيادته فسطروا  قصصا من البسالة والاقدام  في امدرمان  الإذاعة  ومناطق أخرى والجزيرة فكانوا هم بذات الملامح والشبه والقيم.

وفي يوم الجمعة العاشر من مايو2024 في فاشر السلطان  كان الأسود  من قوى الكفاح المسلح والجيش على موعد مع عملية ذراع طويل أخرى وفي واحدة من المعارك  المهمة والخاصة لأنها تمثل رمز وقيمة ,فمعركة فاشر السلطان التي استبسلوا فيها ايما استبسال وسطروا فيها  قصة  صمود أخرى ترويها الأجيال جيل بعد  جيل في الاقدام فكان النصر حليفهم  فدحروا المليشيا التي لا تعرف لليوم ولا الزمان ولا المكان ولا لدماء المدنيين العزل من الأطفال والعجزة  قدسية فكان القصف العشوائي الذي خلف العشرات من الضحايا والجرحى ودمرت  بيوت فوق رؤوس ساكنيها, غير ان ابطال الذراع الطويل على العهد بهم وبذراعهم الطولى كانوا في الموعد والموقف  قدموها رخيصة بكل كبرياء فالتحية لاشاوس عملية الذراع الطويل وهم يقدمون لنا قصصا  من الصمود  والاباء.

حلم ومحاولة المليشيات اليائسة في اسقاط الفاشر والتي  حطمها الأسود سوف لن تكون الأخيرة وستكرر بلا شك لان الامرة ليست بيد المليشيا ولا قادتها الذين تواروا عن الأنظار لذلك ستكرر مثل هذه العمليات الانتحارية والتي تهدف الى احداث حالة ارباك وفوضى شاملة لكون ان الفاشر يضم الالاف بالملايين من السكان والنازحين اليها وهو هدف رئيس لها ولمن يقفون خلف تلك المليشيات والممولين لها لتفتت تراب الوطن وإعلان انفصال دارفور كمقدمة بعد ان فارقت المليشيا حلمهم الكبير( ﻓﺮﺍﻕ ﺍﻟﻄﺮﻳﻔﻲ ﻟﺟﻤﻠﻮ) وبالتالي  اليقظة مطلوب حماية للمدنيين العزل.

بقي ان نحي كل الاحرار من أبناء الوطن العزيز وهم يخوون معركة الكرامة لارساء  السماحة وصون تراب السودان والتحية للشرفاء من أبناء المكونات التي انخرط بعض ابنئها مع المليشا وهم يستنكرون تلك الأفعال وعبروا عن ذلك صراحة ان الذي يجري وتقوده المليشيا مخطط  يستهدف الوطن في بنيته ونسيج مجتمعه لصالح أعداء السودان, فالتحية لهم جميعا ولكل الاحرار من أبناء وطننا حول العالم وهم يقدمون  الجهد والمال من اجل فضح مخطط تفتيت وطننا العزيز.

والرسالة التي يجب ان يعيها الواهمون بتكوين دولة جهوية على انقاض دولة 56 المتوهمة ان السودان يسع الجميع ولا يستطيع احد مهما بلغ من جبروت وقوة الغاء الاخر مهما بلغ وبالتالي الطريق الوحيد الموصل لدولة المواطنة بلا تمييز هو الحوار السوداني السوداني بعيدا عن أي املاءات او تدخلات  إقليمية او دولية صارخة  تهدف الي تمزيق هذا الوطن المعطاء بابنائه.

أجدد التحية لأخلاء الخليل الشهيد الباقي الذي رحل عنا جسداً لكنه باقٍ فينا روحاً ,الخليل الذي أرسى قيم الثبات على القضية بكلمات  خالدة “سنتمسك بالقضية كما هو ما نقول تعبنا وما نغشكم وما نقول ليك الا الصاح, واذا حكمنا نحكم بالعدل” ونحن اقسمنا على المسير على خطاه ووعدناه شرفا أننا سوف لن نقول تعبنا سوف نمسك بالقضية كما هي ولم نغش الناس وسنحافظ على وحدة تراب عزة  فوحدته خط احمر وفي هواها وحبها نموت, فالتحية للأسود في كل مسارح العمليات وهم يزودون عن شرف الحرائر وعزة وكبرياء السودان ووحدة أراضيه.

حسن إبراهيم فضل

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *