المهدي يطرح «ميثاقاً» للحوار في السودان
المصدر: الخرطوم- طارق عثمان والوكالات
في تحدٍ صريح للرئيس السوداني عمر حسن البشير، طرح رئيس حزب الأمة القومي المعارض الصادق المهدي ما سماه «ميثاق بناء الوطن.. التنوع المتحد» بديلاً لمبادرة الحوار الوطني التي أطلقها البشير في يناير الماضي.. فيما أعلنت الأمم المتحدة أن سبعة ملايين شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية في السودان.
وان كانت لهجة خطاب المهدي اختلفت عن تلك اللهجة التي أعقبت عملية الإفراج عنه الشهر الماضي بحيث كانت أقل حدة، إلا أن المهدي استطاع خلال خطابه الأخير الذي ألقاه أمام حشد من أنصاره في أم درمان مساء الثلاثاء أن يطرح موقف حزبه بصورة أكثر دقة، حيث أعلن وبوضوح رفضه القاطع الانخراط في حوار تتحكم فيه أهواء شخصية، سيما بعد أن حصرت الحكومة الحوار التي دعت إليه في مشاركة الآخرين في مسيرتها التي وصفها بالعاثرة.
وقال المهدي إنه اضطر إلى طرح بديل بسبب «نهج» النظام الحاكم، الذي تحول من الحديث عن السلام إلى وعيد بالقضاء على المخالفين بالقوة. وأوضح أن مبادرته تسعى لتوحيد كافة القوى السياسية المدنية والمسلحة في جبهة واحدة.
وانسحب حزب الأمة القومي من مبادرة الحوار عقب اعتقال السلطات الأمنية للمهدي ورئيس المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ، بسبب انتقادهما لقوات الدعم السريع التابعة لجهاز الأمن والمخابرات.
نظام جديد
واتهم المهدى الحزب الحاكم بحصر مقاصد الحوار بمشاركة الآخرين في مسيرته، وأشار إلى أن نظام البشير حوّل الحديث عن عملية السلام إلى وعيد بالقضاء على المخالفين بالقوة. وقال المهدي: إن «كان النظام مصمماً على هذا النهج، فلا سبيل سوى إقامة نظام جديد يحقق السلام العادل والشامل، عبر العمل على توحيد كافة القوى السياسية المدنية والمسلحة في جبهة واحدة تلتزم بميثاق وطني، والقيام بتعبئة داخلية وخارجية تتخذ كل الوسائل عدا العنف لإقامة النظام الجديد».
ضبط الحوار
واستدرك زعيم حزب الأمة قائلاً: «إذا أدركت الحكومة حقيقة الموقف، واتخذت خطوات استباقية تحقق المطالب الشعبية المشروعة، فإن ذلك يتطلب ضبط عملية الحوار الوطني، عبر الالتزام بسياسات محصنة من التقلبات ومجسدة في قوانين أهمها قانونان: قانون بناء الوفاق الوطني، وقانون بناء السلام».
وأوضح المهدي أن «أهم معالم قانون بناء الوفاق الوطني هي تحقيق تحول ديمقراطي كامل، وديمقراطية تراعي التوازن المطلوب لاستيعاب التنوع، عبر نقاش مجتمعي يساعد في إدارته إعلام قومي يشرف عليه مجلس قومي للإعلام وحوار وطني عبر منبر للحوار، فضلاً عن نقاش مجتمعي مفتوح يقوده منبر قومي في جامعة الخرطوم».
مساعدات عاجلة
أعلنت الأمم المتحدة أمس أن عدد الذين يحتاجون إلى مساعدة إنسانية عاجلة في السودان ارتفع إلى نحو سبعة ملايين شخص، بسبب تصاعد حدة الصراع في إقليم دارفور، وتدفق لاجئين من دولة جنوب السودان التي تشهد حرباً.
وذكرت الأمم المتحدة، في بيان، أن «القيمة الإجمالية التي تحتاجها منظمات الإغاثة في السودان تقدر الآن بـ 982 مليون دولار، وذلك بشكل عاجل لمساعدة 6,9 ملايين نسمة من الذين هم في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية»، أي «نحو عشرين في المئة من السكان».
وكانت الأمم المتحدة تحدثت العام الماضي عن 6,1 ملايين شخص بحاجة إلى مساعدة عاجلة في السودان.