تعقد في العاصمة المصرية القاهرة الثلاثاء، ورشة عمل تشارك فيها حركات مسلحة موقعة على اتفاق جوبا للسلام لمناقشة الأوضاع الأمنية في دارفور وإمكانية التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار وخفض التوتر في الإقليم.
وكان مقررا أن يشارك في الورشة قادة من الجيش وقوات الدعم السريع لكن مسؤولين في الدعم السريع أكدوا لـ “سودان تربيون” عدم الحضور بينما لم تتأكد مشاركة حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي فيما نفت حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم حضور الورشة.
وتسيطر قوات الدعم السريع على أربع من أصل خمس ولايات في إقليم دارفور، بعد أن قادت معارك ضارية خلال شهري أكتوبر ونوفمبر الماضيين ضد الجيش السوداني تمكنت من وضع يدها على قواعد الجيش في كل من جنوب ووسط وشرق وغرب دارفور، فيما لا تزال القوات المسلحة تحتفظ بوجودها في ولاية شمال دارفور.
وقالت مصادر لـ “سودان تربيون” إن “منظمة برومديشن الفرنسية، وبالتعاون مع وزارة الخارجية الفرنسية والخارجية المصرية قدمت الدعوة للأطراف الفاعلة في إقليم دارفور وهي الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا والجيش السوداني وقوات الدعم السريع للمشاركة في ورشة عمل تعقد في القاهرة لمدة ثلاث أيام”.
وأفادت أن الجيش تحفظ على المشاركة في الورشة بينما ابدى الدعم السريع طبقا للمصادر الموافقة لكن لم يتأكد حتى وقت متأخر من مساء الاثنين وصول ممثليه للقاهرة.
وابلغ مسؤولان في الدعم السريع “سودان تربيون” بعدم المشاركة في ورشة القاهرة.
وأوضحت المصادر أن الورشة المنعقدة ستناقش موضوعين أساسيين هما “وقف إطلاق نار في إقليم دارفور وتشكيل لجنة مشتركة بين الجهات العسكرية في المنطقة لتخفيف التوتر والتنسيق فيما بينها”.
ويشارك في الملتقى كل من أمين شؤون الرئاسة في حركة تجمع قوى تحرير السودان العميد مبارك بخيت، ونائب رئيس حركة العدل والمساواة مجموعة سليمان صندل، جبريل آدم بلال، علاوة على مستشار رئيس تحرير السودان المجلس الانتقالي سيف الدين عيسى.
من جهته أكد حسن ابراهيم فضل المتحدث باسم حركة العدل والمساواة السودانية – قيادة جبريل ابراهيم- تلقيهم دعوة من منظمة برو مديشين الفرنسية للمشاركة في الورشة التي تبحث اتفاق جوبا للسلام في ظل الحرب.
وتابع في بيان ليل الاثنين “اكدت الجهة المنظمة عدم مشاركة مليشيا الدعم السريع ردا على استفسار تقدمت به حركة العدل والمساواة ، لكن تأكد ان الدعوة وجهت للدعم السريع وهو ما تعتبره الحركة اخلالاً بشرط مشاركتها”.
وأعلن المتحدث اعتذار الحركة عن حضور الورشة، كما لفت الى أن مخرجات اعلان جدة لوقف العدائيات الموقع في الحادي عشر من مايو المنصرم والقاضي بخروج الدعم السريع من الاعيان المدنية يمثل الاساس لوقف الحرب وان الالتزام بتنفيذها يمثل الشرط الاساسي للجلوس معها في أي محفل.
ويعاني إقليم دارفور من الاستقطاب الأهلي الحاد، تعاظمت معه مخاوف انزلاقه في اتون حرب أهلية في ظل انتشار السلاح بكثافة خاصة وإنه كان مسرح لنزاعات مميتة لعقدين من الزمان.