19 ديسمبر بين حلم التجانى سيسي واوجاع دارفور

                      19 ديسمبر بين حلم  التجانى سيسي واوجاع دارفور

                                    محمد ادم فاشر

                                             [email protected]           

علي مدى  الشهور الاربعة من عمر المفاوضات بين الحكومة وحركة جيش التحرير والعدالة  في وجود كبير للحركة  بالدوحة تحت الضيافة  الكريمة  للامير صاحب السمو سبقت عملية التفاوض ترتيبات خاصة بالتنظيم  واخري فترة اعداد اوراق التفاوض استمرت نحو شهرين وتشرفنا بالحضور جزءا منها  واحطنا علما  وبشكل جيد عما دارت في كل اللجان وكانت قناعتنا  ان تتجه الحركة نحو الحركات الاخري  بعد هذه الوحدة ولكن الاندفاع الاعمى نحو الخرطوم خلقت مواقفا متباينا لعضوية الحركة فان الجميع الاعضاء الذين انضموا للحركة  في الدوحة  وكانوا جزاء من المجتمع المدنى وبعض قادة الحركات المسلحة الذين اعياهم النضال  وبالرغم من الروح الثورىة العالية  لحركة الجيش التحرير والعدالة الا ان  الحكومة تمكنت من التسلل الي الحركة منذ التكوين عبر الريئس وفصيلة كاملة من الخابرات وبعضهم لا يرون حتى سببا في اخفاء هويتهم الوظيفية لحصولهم كلما يريدونه بجهد اقل من المتوقع وقد كانت الاقامة  مع وفد الحكومة في فندق واحد لمدة تقرب من نصف العام  وان تخلها بعض ايام العطلات منحت الحكومة الفرصة الكافية  لدراسة  الظروف الخاصة والطموحات  الشخصية وقاعدة المبادى لاى شخص وقبل نهاية التفاوض تأكد الدكتور التجانى والحكومة معا قائمة باسماء الذين يريدون السير للامام  حسب المخطط وعلي راسهم تاج الدين نيام وبدات  الحكومة  وسيسي تطالهم الشك في عدد من الذين كانوا  علي الخط بسبب تشوية الذى اصاب سمعة الحركة  والتراجع القادة الميدانيين  من عهدهم  مع التجانى  لاحساسهم  بان  ما يسعي اليه التجانى اقل من طموحاتهم مما دفعت الحكومة والتجانى معا بذل مذيد من الجهد لاقناع باساليب مختلفة وتطلب بعض الاحيان اداء القسم لتجديد الولاءواساليب اخري لضمان عدم التنصل عند التوقيع الاتفاق  او اللتزام بالبرنامج المطروح

  المحصلة النهائية هناك مخططا بالغة الدقة  لتصفية الحركات المسلحة في دارفور وبعض الاطراف الاقليمية  والدولية طرفا فيها  والعمل الي تحويل الكفاح الدارفورى الي عمل سياسي مدنى  تتبناه المجتمع المدنى وتسحب البساط من يد الحركات المسلحة  لتعيش في عزلة  من المجتمع الدارفورى وتواجه مصيرها منفردا  عبر عدة مراحل منها

(1) تصفية العمل العسكري

      في عملية غير مسبوقة تتم نقل عدد كبير من القادة الميدانيين الي الدوحة  بدعوى لتشاور علي مدى ثمانية اشهر في شكل اقامة دائمة في فندق فاخر وبالرغم الحاح هؤلاء القادة  للعودة الي مواقعهم وسط جنودهم الا انهم لم يتمكنوا  لان قيادة الحركة وقتئذ الدكتور التجانى تدعي بان الوساطة لم تستطيع الحصول علي موافقة الحكومة لاعادتهم ومع ذلك يستمر في استدعاء الذين مازالوا في الميدان وهذه الخطوة  كانت الغرض منها توفير الاجواء الملائمة للحكومة بغرض الاتصال بهولاء الضباط ومن ناحية قتل روح النضال بزراعة اليأس واقناعهم بعدم الجدوى من الكفاح  وتقليل شان العمل الميدانى  وفي اكثر الاحيان يتم استدعاء القادة الميدانيين للترويض

  الى جانب الترتيبات الادارية السيئة التى اتخذتها الحركة  قصدت حرمان بعض القادة الميدانيين من مواقع متقدمة  بسبب مواقفهم  من التشدد  اما الوجود الميدانى  لم تخطو الحركة   اية خطوة ايجابية  بشأن تجميع  قوات فصائل التى اتحدت  وبل سكتت الحركة من الاعتداء التى تعرضت مواقع الحركة من طرف الحكومة بالرغم من اتفاقية وقف اطلاق النار وبشكل متكرر وكان الاحساس العام ان الحركة تمنح الفرصة اللازمة للقضاء علي ميدانها لانها لم تكن في حاجة اليها مما دفع القائد العام اعلان تنصله من كل التزاماته مع الدكتور التجانى وكان في نظره ان كل حلقات المؤامرة ضد الميدان قد اكتملت  وقد صدق  

(2) قتل المشروع السياسي للثورة الدارفورية

  نعم ان اوراق التفاوض  تم اعدادها  وتحضيرها بطريقة جيدة ومنهجية علي كل محاورها  الخمس ومهما يكن ان ما جاءت في هذه الاوراق لم تكن  سوى امنيات  اعضاء الحركة كما تقولها الحكومة ولان مجرد التفاوض حولها لن يكن مكسبا  لاحد مالم يتم الاتفاق حولها ولذلك ضمانات التنفيذ ولكن التى حدثت في هذه الورقة الامنية  فشلت  اطراف التفاوض حتى الاتفاق علي تعريف الجنجويد ناهيك من تجريدهم من السلاح اواعاده انتشارهم خارج الاقليم وهذه وحده كافيا بنسف الاتفاق من الاساس والفشل طال مشروع اصلاح المؤسسة العسكرية وكان في ذلك عجب العجائب وفي الورقة العدالة والمصالحات الحكومة تتحدث عن   المصالحات  وحاكمات تطال صغار المجرمين عبر المحاكم المحلية وفي ورقة الثروة فشلت  حركة التجانى في وضع يدها  علي صناديق الاعمار  هو ما نجح فيه ابوجا  واخفق سيسي ووضع الحركة  في موقع المحصل وتضع العائدات ايا كانت مصدرها في يد الحكومة لتكرار نموذج طريق المسمى بالانقاذ  اما موقف الحكومة في ورقة السلطة كان مدهشا للغاية اولا تم ابعاد  اية قضية لدارفور خارج الاقليم ورفضت التفاوض حول مشاركة الحركة في السلطة الاتحادية لتكتفي  بعرض غير قابل للتفاوض  وفي احسن الاحوال مستشار  او مساعد للرئيس اما المشاركة علي مستوى الولايات  رفضت مجرد التفاوض حول الاجهزة التشرعية وحكام الولايات باعتبارها  منتخبة  وحتى العرض المقدم علي الجهاز التنفيذى لمساهمة الحركة  يقرره حكام الاقليم  اين والكيفية ومن وهذه حصيلة جهد ىالدكتور سيسي والسلام العادل الذى يريد ان يوقع عليه واخر الجهد هنالك من يريد ان يضع ناتج كل هذه النضالات في يد مدعو عثمان كبر وصاحبيه من جملة السفاحين والشيئ الوحيد تم الاتفاق عليه معاعير تقاسم السلطة  وتراجعت عنها الحكومة  اخيرا

   وبالرغم من توقفي من العملية التفاوضية في وقت مبكر لقناعتى بان ما جرى يمكن تسميته كل شئ الا التفاوض حول قضية ضحايا لاتحصي عددا الا ان المعلومات الكاملة حتى اخر السطر متوفرة اذا دعت الضرورة اما موضوع الاقليم خط احمر  هذه يذكرنا  القصة الشائعة في دارفور ان رجلا تعرض للسطو وتم تجريده من كل شئ حتى ملابسه ولم يبق لديه سوى طاقية صغيرة علي مؤخرة رأسه لم يراها اللصوص وعندما ظهر للناس بهذا المشهد البائس سألوه  لماذا ترك اللصوص هذه الطاقية واجاب قائلا  لا اسمح مطلقا باخذ الطاقية  ودونه الموت وهو  قول يستحضرنى كلما اسمع عن الاقليم والخط الاحمر لا يا الدكتور  ان الاقليم علي اهميته وضرورة التمسك به ولكن لا ينبغي ان يكون الخط الاحمر الوحيد لان بدون استعداد الحكومة  التخلي عن مشروع الدولة الظالمة والعنصرية لا تنفع الاقليم  وبدون استقلال القضاء  والديموقراطية لا قيمية  للاقليم لان الحكومة ما كانت مستعدة  مجرد التفاوض حول هذه القضايا وبل لم تطرح  في الاساس سوي قضايا عابرة وفي المبادئ العامة نصوص منقولة من دستور السودان  الحالى

  وان كل ما تقدم لا يوفر الاساس الجيد للثقة والشفافية فيما يدور في الدوحة بين الحكومة والدكتور التجانى واذا كان  من يعتقد غير ذلك ( اذا ضاع فضل الفاضل بينه لسان حاسد) هذا امين حسن عمر يقول علنا في تلفزيون الجزيرة ان بينه وبين حركة التحرير والعدالة (التجانى سيسي) شراكة السلام قبل توقيع الاتفاق وهذه الشراكة لم تكن معلومة في العرف السياسي وعجز حتى التعليق عليها  والمفهوم انها المشاركة لتصفية العمل النضالى في دارفور في انتظار المكافأة وربط هذا العمل سياسيا بمشروع صلاح الدين قائم علي

1- المحور الامنى –مسك الختام

2- بلورة المجتمع المدنى بديلا للحركات المسلحة

3- اجراء مصالحات بين بعض القبائل واستهداف البعض

4- الاغراءات التنموية لبعض المناطق

5- تفكيك معسكرات اللاجئين والنازحين

6- الدوحة(التجانى) ليستخدم  في البند الثانى والخامس

 وياتى اخيرا المدعو نافع ويقول علنا في تلفزيون الجزيرة انه سوف يهزم العمالة والخيانة في دارفور  عن طريق ما يجرى في الدوحة والمقصود به مشروع التجانى سيسي والمعلوم ان مصطلح العمالة والخيانة في دارفور هو النضال المستمر  ونحن في انتظار  من يفسر لنا كيف  للدوحة ان تهزم هذه الخيانة والعمالة والتأمر  وفي كل الاحوال  ان الدفاع المستميت من الحكومة  لمشروع الدكتور التجانى  هو ما يعيبه وان كان لقاء الاخير للدكتور سيسي لم يترك ما يستحق قوله في الدور السيئ الذى يريد ان يلعبه ولكننا بالمرصاد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *