بعض فضائح الرئيس البشير بجلاجل ؟
الحلقة الاولى ( 1- 3 )
ثروت قاسم
Facebook page : https://m.facebook.com/tharwat.gasim
Email: [email protected]
مقدمة .
نحاول في هذه الحلقة الاولى من المقالة كشف النقاب عن بعض البعض من فضائح الرئيس البشير وهي بجلاجل … آيات لقوم يتفكرون .
لا نعمد إلى الإثارة ، ولا إلى تعظيم سفاسف الأمور ، ونتجنب الولوغ في الامور الشخصية والفبركة ، ولا نتحدث من فراغ ، وإنما نتوكأ على معلومات صلدة ، يمكن للمتابع ان يتحرى صدقيتها .
نستعرض في النقاط ادناه ، ومثالاً وليس حصراً ، بعض البعض من فضائح الرئيس البشير ، التي يندى لها الجبين :
اولاً :
1- الفريق طه عثمان ؟
تناقلت بعض الوسائط الإعلامية ، نقلاً عن صحيفة القارديان البريطانية ، تحويل الفريق طه عثمان ، مدير مكاتب الرئيس البشير في القصر ، ومجلس الوزراء ، ومجمع كافوري ، وبيت الضيافة ، وقاعة الصداقة ، ومكاتب اخرى لم نقصصها عليك … تناقلت هذه الوسائط تحويل الفريق طه عثمان لمبلغ 10 مليون دولار ، و30 مليون دولار في حسابه الشخصي في بنك نوفا سكوتيا في دبي ، وبنك أكبكترس في أسطنبول ، وإدعت جهلاً ، إن هذه المبالغ تخص الفريق طه عثمان شخصياً .
هذا ليس صحيحاً ، والصحيح هو ان هذه المبالغ ، وعشرات غيرها لم تظهر بعد ، تخص الرئيس البشير شخصياً ، رغم انها في حسابات الفريق طه عثمان الشخصية . الرئيس البشير يتابع حسابات الفريق طه عثمان متابعة يومية ، ويعرفها كما تعرفون ابنائكم . ليس على الفريق طه عثمان إلا اجر المناولة ، ولا يستطيع التصرف في دولار واحد منها ، وإلا كان مصيره كسنمار .
لو تم وضع هذه الاموال باسم الرئيس البشير ، فسوف يتم تجميدها ، ومعاقبة البنك المعني ، لان الرئيس البشير مطلوب للعدالة الدولية . وقصة البنك الفرنسي بي إن بي باريبا الذي دفع حوالي 9 بليون دولار كغرامة عقابية علي خرقه للمقاطعات ضد السودان ليست ببعيدة عن الأذهان . ولو حول الرئيس البشير هذه المبالغ لبنك السودان كما يلزمه القانون ، فسوف تضيع عليه في بالوعة السودان التي ما لها من قرار . وفي هذه الحالة ، لا يمكنه استعمالها لبناء مجمع كافوري ، وشراء فاخر المجوهرات لمدامتيه ، والتمتع بالنظر اليها كأرقام في حسابات حواره الفريق طه عثمان .
يعاني الرئيس البشير من شهوة المال ، بعد حرمانه من شهوة البنين ، كما جاء في الاية 14 في آل عمران :
﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ َ… وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ) .
والمال اصل كل الشرور ، كما جاء في العهد الجديد :
( المال أصل كل الشرور… لا تقدرون أن تخدموا الله والمال ) .
الفريق طه عثمان قرموط ، وزمبلك بل بيدق من بيادق شطرنج الرئيس البشير يحركه كيفما ومتى شاء . يطلب الرئيس البشير من الفريق طه عثمان ان يتلفن لسمو الامير ولي ولي العهد فيمتثل ، ويخبره بقطع السودان علاقاته مع ايران . يطلب منه ان يصرف مليون دولار لحميدتي ، فيمتثل ! ماعون الفريق طه عثمان الفكري جد ضيق ، ولا يسمح له بالقيام بمبادرات او خيانات ، فهو اسعد ما يكون وهو ينفذ التعليمات ، وبالطبع الرئيس البشير يراقبه ، فهو بأعينه .
نعم … لا يعدو ان يكون الفريق طه عثمان واجهة للرئيس البشير . المذنب الاول والاخير هو الرئيس البشير ، والسارق هو الرئيس البشير . ليس الفريق طه عثمان سوى آلية من آليات الرئيس البشير . ولو حاول الفريق طه عثمان اللعب بذيله على سيده الرئيس البشير ، فسوف يحترق كما احترقت غيره من المجرات .
الاموال المنهوبة من خياشيم اطفال السودان العطشى هي من سرقات الرئيس البشير ، وليست من سرقات الفريق طه عثمان . وبالتالي الفضيحة هي فضيحة الرئيس البشير ، وليس فضيحة الفريق طه عثمان .
وثالثة الاثافي ، إن الرئيس البشير قد تبرع من هذه الاموال المنهوبة من جياع السودان بمبلغ 700 الف دولار لتغطية تكاليف حج 103 حاج يوغندي هذه السنة ، بينما الجياع ومشردو السيول والامطار في الخرطوم ، دعك من الاطراف ، لا يجدون ما يسد رمقهم ، ويقيهم غائلة بعوض الملاريا ، بالإضافة إلى ان الحج مفروض على من استطاع اليه سبيلاً ، ثم إن أولي القربي في السودان احق بمالهم المنهوب … خمج إجرامي ؟
لذا لزم التنويه .
ثانياً :
2- الرئيس البشير واسرائيل ؟
في يوم الخميس 8 سبتمبر 2016 ، نشرت صحيفة هاارتس الإسرائيلية خبراً مفاده إن إسرائيل توسطت لدى إدارة اوباما ودول الإتحاد الأوروبي لتطبيع علاقاتهم مع نظام البشير ، لأنه صار يسمع الكلام الصهيوني ، واوقف دعمه لحماس ، وقطع علاقاته مع ايران ، وبدأ في شيطنة حزب الله ، وشيطنة من يفكرون في مقابلة قادة حزب الله . ولكن وبحسب صحيفة هاارتس ، رفضت ادارة اوباما تطبيع العلاقات مع دولة ، رئيسها مطلوب للعدالة الدولية ، ولا يزال يرتكب الابادات الجماعية ، والجرائم ضد الإنسانية ، وجرائم الحرب ضد شعبه في دارفور والمنطقتين .
كررت دول الاتحاد الاوروبي نفس مواقف ومقولات إدارة اوباما .
خلصت صحيفة هاارتس إلى ان العقبة امام التطبيع الدولي مع دولة السودان ، وإعفاء ديونه التي تجاوزت حاجز الخمسين مليار دولار ، وشطب اسمه من قائمة الدول الداعمة للإرهاب ، ورفع العقوبات والمقاطعات الدولية ضده … هذه وتلك وغيرهما من العقبات امام التطبيع سببها الحصري ( شخص ) الرئيس البشير ، الذي يستمر في تسبيب الكثير من العنت لشعبه .
في المقابل ، في اكتوبر 2014 ، مثل الرئيس الكيني اوهورو كينياتا امام محكمة الجنايات الدولية في لاهاي ، وبرر مثوله بأنه يرفض ان يكون سبباً في توتير العلاقات بين بلده والمجتمع الدولي ، وسوف يضحي في سبيل وطنه حتى بالذهاب للسجن ، ويرفض ان ياخذ كينيا رهينة معه .
اما الرئيس البشير فيصر على اخذ السودان رهينة معه في حرب المجتمع الدولي ضده ، ويرفض اللجؤ لبلد ثالث كما فعل غيره من الطواغيت … مثالاً وليس حصراً ، عيدي امين دادا ، ومنغستو هايلي مريم ، وزين العابدين بن علي ، تجنباً لمصائب قد تصيب بلادهم نتيجة كنكشتهم في السلطة .
إذا لم تكن هذه ( صداقة البشير مع اسرائيل + اخذه السودان رهينة بكنكشته في السلطة ) فضيحة ، فماهي الفضيحة ، يا حبيب ؟
ثالثاً :
3- تقسيم السودان إلى قسمين ؟
في يوم الاثنين 7 ديسمبر 2009 ، اشتكى القائد سلفاكير للقس فرانكلين جراهام بان المجلس التشريعي القومي في الخرطوم يرفض اجازة قانون الاستفتاء . هاتف القس فرانكلين صديقه اوباما لكي يتدخل . اتصل اوباما بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ، الذي تربطه باوباما علاقة شخصية قوية ، بعد انحناءة اوباما وتقبيله يد جلالة الملك عبدالله في قمة العشرين في لندن في ابريل 2009 . بعد تدخل جلالة الملك مع الرئيس البشير ، اجاز المجلس الوطني قانون الاستفتاء ، حسب رغبة القائد سلفاكير .
إشتكى القائد سلفاكير مرة اخرى للقس فرانكلين جراهام بأن الخرطوم ربما تدخلت في عملية اجراء الاستفتاء في الجنوب في يوم الاحد 9 يناير 2011، لتضمن فوز خيار الوحدة . اتصل القس باوباما مرة اخرى ، الذي إتصل بجلالة الملك عبدالله لكي يقنع الرئيس البشير بان تتولى الحركة الشعبية الاشراف الحصري على عملية الاستفتاء في الجنوب .
بدعوة من الملك عبدالله ، زار الرئيس البشير الرياض في الفترة من الاربعاء 30 ديسمبر 2009 الي يوم الجمعة اول يناير 2010. كانت يوم الجمعة اول يناير 2010 المرة الاولى في تاريخ السودان التي لم يشارك راس الدولة في احتفالات عيد الاستقلال .
تم استقبال الرئيس البشير في الرياض استقبال 6 نجوم بمشاركة جميع الامراء الكبار .
اقنع الملك عبدالله شقيقه الرئيس البشير بان يترك للحركة الشعبية الاشراف على عملية الاستفتاء ، ولا يتدخل في مراقبتها . وافق الرئيس البشير على طلب الملك عبدالله تنصيب المجرم شرطياً ، ورجع إلى الخرطوم محملاً بشنط الشرهات الملكية ، مقابل موافقته الكريمة .
استعمل الرئيس البشير بعض هذه الشرهات في بناء مجمع كافوري ، وتم تحويل الباقي لحسابه الشخصي في بنك بي إن بي باريبا الفرنسي .
وفي يوم الاحد 9 يناير 2011 ، التزم الرئيس البشير بوعده للملك عبدالله ، وتمكنت الحركة الشعبية من ( خج ) عملية الاستفتاء في الجنوب ، لتكون النتيجة حوالي 99% للإنفصال ، في مبالغة غير ذكية لعملية الخج .
سوف يسجل التاريخ للرئيس البشير إنه قسم السودان إلى قسمين في مقابل شرهة لا تغني ولا تسمن من جوع ، بل تخرج مع فضلات الطعام .
إذا لم تكن هذه فضيحة ، فما هي الفضيحة يا حبيب ؟
اواخر سورة ابراهيم تصف حال الرئيس البشير ، وكأنها قيلت فيه :
وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ . سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ . لِيَجْزِي اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ .
نواصل في الحلقة الثانية …