نداء استغاثة من إقليم دارفور منطقة غرابش (خورابشي) إلى اصحاب الضمائر الانسانية أفراداً ومؤسسات على مستوى المحلى والإقليمي والدولي
فكوا الحصار … امنحونا الحياة
إلى من لم تمت ضمائرهم, إلى من لم تصمت حناجرهم, إلى من يؤمنو بحق شعبنا في الحياة والعيش الكريم والأمن من القتل والخوف والنهب والحرق والأختطاف والحصار الممنهج.
نناديكم من هنا, من جنوب دارفور منطقة غرابش (خورابشي) الذي تعرضه ومازال يتعرض لكارثة إنسانية حقيقية على مرأى ومسمع جميع المنظمات المحلية والإقليمية والدولية ودعاة الديمقراطية وحقوق الإنسان وهي شاهدة على المجازر والدماء التي تروي تراب ذلك الارض .
نناديكم عبر حناجر المشايخ من الجيل القديم الذي تذوق ويلات الظلم المنظم من قبل المركز عبر سياساته العرجا ولاسيما القتل والحرق ومصادرة الممتلكات والأموال من اجل الافقار والحبس في السجون ظلمآ، ولم يعرفوا يوماً قط معنى قيمة الانسان والإنسانية .
و نناديكم عبر حناجر الشباب الذي قضى نصف حياته في معسكرات النزوح واللجؤ وأمالهم وتطلعاتهم تتضاءل يومآ بعد يوم.
نناديكم باسم الأطفال الأبرياء والأمهات الصابرات الذين تشردوا في الفيافي والوديان يفترشون الأرض ويلتحفون السماء يبحثون عن جرعة ماء وقطعة خبز وامنآ في بقعة تحفها المخاطر من حدبً وصوب.
نناديكم ونستصرخكم بكل ما تحمله الكلمة من معنى، الألم والمعاناة والهموم, وبكل معاني الحب والوفاء التي يعجز اللسان والبنان فيها عن التعبير والبيان.
نناديكم ونطلب منكم فقط العدالة والإنصاف لشعب يموت ظلمآ وقهراً وفقراً وجوعاً
نناديكم لكي تقفوا وقفة شرف مع الذين ظلوا يقتلون ويغتصبون ويخطتفون على الدوام, وتمطرهم الطائرات بوابل من البراميل الحارقة وقذائف المدفعية السامة من قبل النظام العنصري البغيض الذي لا يفرق بين يشخآ حرم او طفل صغير او امرأة او مريض او عاجز مقعد.
إن الوضع الآن في إقليم دارفور عامةً, وتحديداً في منطقة غرابش في غاية الخطورة ويوشك على الانفجار, فالوضع الأمني متدهور للغاية بعد هجوم مليشيات الجنجويد (الدعم السريع) عزرآ الموت السريع ًواستباحتهم للمنطقة ونهبها ومن ثم حرقها والتنكيل بأهلها واختطاف زعماء الادارة الأهلية على رأسهم العمدة حسين أبكر وبعض وجهاء المنطقة مما ألقى بظلالها على كل مناحي الحياة وتضاءل فرص البقاء فيها مما يعيد للأذهان عملية الاستيطان المنظم إبان أزمة منذ اكثر من عقد من الزمان ، وإزاء هذه الوضع والحصار أصبح أهل المنطقة في حوجة ماسة لمساعدات عينية ومادية عاجلة لتقليل حجم الخطر التي باتت محتمل ان لن تتداركها خطىء سريعة عاجلة .
نناديكم , وسنظل نناديكم, لأننا لا نريد أن نشعر وفي هذا الوقت خاصة بأننا وحيدون و تائهون, وبأننا أصبحنا مبعدين ومفصولين عن المنطقة وبقية إرجاء السودان, لا أحد يجيبنا او يسمع صوتنا.
ندعوكم لتنقذوا العجزة ، الشيوخ ، النساء ، الأطفال ، الأرامل ، اليتامى، شعباً يمارسون بحقهم أبشع حروب التجويعٍ والإبادة التي لم شهدة لها مثيل في طلية سنوات الحرب.
يريدون منها محوه وطمس هوية المنطقة وتركيعي أهلها حتي يصبحوا أذلة يهومون في معسكرات النزوح واللجؤ ويستجدون العون والمساعدة من المنظمات الانسانية كسائر بقية شعب الإقليم الذي نكل بهم نظام الإبادة ولكن هيهات لن يتحقق تلك المبتغى وهيهات لأهلنا ان يتشردو طالما فينا عرقآ ينبض , وفي هذا الظرف العسير العصيب الذي يمر به أهلنا ما أحوجنا ان نمنحهم الأمل وهذا لا يأتي إلا بالعمل, ومن يعمل ويمنح الأمل اليوم يكون كمن منحه الحياة ( ومن أحياها كمن أحيا الناس جميعاً ), قدموا ولو شيئاً يسيراً لأهلنا الذين يكتوون بنار الظلم والفقر والحوجة , انصروا الحق وانصفوا المظلموين واغيثوا الملهوفين .
إننا نتطلع إلى دورٍ إنسانيٍ كبيرٍ ومهمٍ من الجميع حتى نتمكن من فك الحصار وإعادة المخطوفين وإدخال الفرح إلى مئات البيوت التي أُغرقت في بحورٍ من الأحزان التي لا تنتهي، وهذا أملنا لأنهم في أحوج ما يكونون في هذه الأيام وهم محاصرين ثلاثة ايام متتالية لنقف بجانبهم لنمسح دمعاتهم ونخفف من مصابهم وآلامهم ونعزز من صمودهم في وجه هذا النظام الجائر ومليشياته
ندعو الله عز وجل أن يوفقكم و أن يديمكم عوناً وسنداً وزخرآ لشعب الإقليم بصفة عامة ومنطقة غرابش بصفة خاصة
ولكم منا فائقة التقدير والاحترام
أبناء غرابش (خورابشي) عنهم
الصادق بوش سبيل
[email protected]