بسم الله الرحمن الرحيم
نظام المؤتمر الوطني ، سبب انهيار الامن في السودان ( 1 ـ 3 )
عامر اللكه كوكو النور
الأمن كما يعرفه البعض حاله نفسيه تستوجب الشعور بالهدوء والطمأنينه والامآن ، والمولي عز وجل يقول في كتابه الكريم ( ان الذين آمنوا وعملو الصالحات اؤلئك لهم الامن وهم مهتدون ) والمولي ربط الامن بالصلاح والممارسه الرشيده اي الهدايه وهي سبب الامن والهدوء والاستقرار . والمولي عز وجل يقول كذلك في محكم تنزيله ( الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) توضح الآيه ان من اهم مقتضيات الاحساس بالامن عدم الاحساس بالخوف وعدم الاحساس بالجوع ، اي من دواعي تحقيق الامن توفير المأكل والمشرب وكذلك عمل الاجراءات التي تمنع كل ما يجلب الخوف . فالانسان يلبس الملابس الثقيله مخافة البرد والمطر ، وكذلك يجتهد في بناء مسكنه ليشعر بالامان واذا كان في فلاة وداهمه الظلام يشعل نارا ليطرد الحيوانات المفترسه من الاقتراب منه وفتراسه .
لكن في وطني الحبيب السودان صارت كل المعايير مقلوبه ، فالامن الذي يعني الهدوء والطمأنينه والسعي في تحقيقها وازالة منقصاتها صار يعني الخوف والهلع والبطش والتنكيل والمطاردات والقتل حتي الاغتصاب والاساءة ، يكفي ان تنطق بمفردة امن ليسكت الجميع وتنفض المجالس وارتبطت المفردة بالتعتيم وتكميم الافواه … لا حول ولا قوه . بل حتي في وطني السودان من الصعب التفريق … من هم الاشرار ومن هم الاخيار ،من كثرة الدخن والضبابيه والتشويه وتغيير حقائق الاشياء الذي يقوم به نظام المؤتمر الوطني والذي يسمي نفسه الانقاذ ويري في نفسه كل الخير والاخرين من الوطنيين السودانيين الاشرار ويغالط في ذلك كل الاعراف الدوليه وحتي الطيبه السودانيه الموروثه بالبداهه . وندخل في مسأله الامن القومي للبلد والامن القومي يقصد به تهيئة الظروف والمناخ المناسب للانطلاق بالاستراتيجيات التي تهدف الي التنميه الشامله ،وتأمين البلاد من الداخل والخارج ، وتشخيص وازالة مهددات البلاد بكل انواعها مما يكفل حياه مستقره للشعب والتقدم للبلد . وفي هذا الخصوص مسألة الأمن القومي يستحضرني مصطلح الامنوقراطيه الذي ذكره الدكتور حيدر ابراهيم في احدي كتبه الرائعه ، ومصطلح الامنوقراطيه يشخص تماما وضع السودان الحالي ، القبضه الامنيه الشامله للدوله في كل مجالاتها تحت غطاء خادع يماثل الشكل الديمقراطي من انتخابات زائفه ومؤسسات ديمقراطيه هلاميه وقوانين تمثل فقط حبر علي ورق ورجال الأمن هم الوزراء والسفراء و مدراء المصالح والمؤسسات وهذا الوضع في السودان بين ظاهر لا يختلف فيه اثنين مهما حاولوا التزييف واخفاء الحقائق ( مثل النعامه تخفي رأسها في الرمال ومؤخرتها في عنان السماء ) ، في مثل هذا الحال يكون الهم الامني الاول هو بقاء النظام الحاكم وحمايه مصالح رموزه الذاتيه دون اي اعتبار للمصالح العلياء للبلاد حسب مقتضيات الأمن القومي كما اسلفت بل ان مصالحهم هي المصالح العلياء للبلاد حسب الجدليات والمغلطات التي تمثل واقع السودان الحالي كما اسلفت ايضا وبدلا من تحقيق الرفاهيه وتقدم الانسان السوداني يكون التسلط ونهب الاموال بطرق ممنهجه ، وبدلا من العلاقات الخارجيه والتحالفات التي توفر الاستقرار للسودان ومصالحه الامنيه واقع سودان اليوم يشهد علاقات خارجيه بجماعات ودول مشبوهه ادخلت البلاد في نفق مظلم وجر السودان لخندق العداءات لكثير من الدول ادت لضرب الكثير من مؤسساته العسكريه والصناعيه في وضح النهار ولا يستطيع الرد ، ضرب مصنع الشفاء ومصنع اليرموك وتصفيه الكثير من السودانيين داخل السودان نفسه ولا يستطيع حتي الشجب والاستنكار هذا كمثال بسيط وهناك الكثير الكثير من الامور التي هزت كرامه السودان والسودانيين ، استطيع القول ان نظام المؤتمر الوطني هو المهدد الاول للامن القومي السوداني … وللحديث بقيه ….
عامر اللكه كوكو النور
19 ـ 1 ـ 2014