بسم الله الرحمن الرحيم
السودان واشكال الهويه
الهويه السودانيه كما نراها
عامر اللكه كوكو النور
ـ كثير من الكتاب والمفكريين السودانيين تحدثوا عن موضوع الهويه السودانيه ، ومن وجهات نظر متعدده ، ثقافيه ، اثنيه ، دينيه ، وغيرها …. منهم من صنف السودان كبلد عربي واسلامي ومنهم من اتجه افريقيا في تصنيف السودان وذلك من منظور الجغرافيا والغلبه الأثنيه الافريقيه من حيث التعداد ، ومنهم من استنكر كل من التوجه العروبي البحت للسودان والتوجه الافريقي المتصلب ووصف الهويه السودانيه بالسودانويه وهي نتاج تفاعل الثقافه العربيه والافريقيه والديانات الاسلاميه والمسيحيه والمعتقدات الافريقيه ( مع العلم ان الدين احدي مكونات الثقافه ) .والذين كتبوا في الهويه من الكتاب السودانيين كُثر في المجال الادبي يظهر محمد عبد الحي وحمزه الملك طمبل ، وتحدث فيها محمد جلال هاشم وأبدع والباقر العفيف ودكتور حيدر ابراهيم وأروع ما كتب في الخصوص الدكتور أبكر آدم اسماعيل في جدليته المشهوره ( جدلية الهامش والمركز) وهي تشابه كثيرا كتاب اختلال ميزان العداله والسلطه ( الكتاب الاسود ) ، الذي اصدرته حركة العدل والمساوأة السودانيه . والآراء في هذا المجال كثيرة ومتعددة ومتضاربه تشكل مدارس وتيارات تنظر للموضوع من وجهات نظر مختلفه كما اسلفت ، وتعدد الآراء في هذا المجال يدل حقيقه علي وجود أزمه في الهويه السودانيه !؟ …. واصبحت من كبري المشاكل التي يتفق فيها المعارضين للنظام علي ضرورة حسمها وحلها . والشاهد في الامر ولا يختلف فيه اثنين واقع السودان اليوم الذي يتسم بالتنوع والتعدد في أغلب المجالات حتي في الجغرافيا والمناخ والتراث والاثنيات واللغه وفي الثقافه عموما ، لأن الثقافه تشمل اللغه والدين والموروث . وهذا التعدد والتنوع المعاصر الذي نراه اليوم له جذوره وبعده التاريخي الضارب في القدم .
ومظاهر ازمة الهويه السودانيه متعدده وتشمل جوانب مختلفه ، فمثلا نري الحكومات الفاشله تصر علي توجه السودان العروبي والاسلاموي دون اعتبار للثقافات الاخري رغم كثرتها وتعددها ، فمثلا في مسألة استخراج الجنسيه السودانيه بعض القبائل متهمه دوما في سودانيتها وتجد صعوبه في استخراجها لتوجهها الافريقي وان استخرجوها يجدون صعوبه في استيعابهم في الخدمه المدنيه والعسكريه ( يجب ان يكون سوداني بالميلاد اما وابا ) ،ونجد ان كثير من الأمم تجاوزت هذا الأمر وتشجع الهجرة اليها ويستوعبون المهاجرين في أعلي المراكز المدنيه والعسكريه ولنا في الولايات المتحده الامريكيه خير مثال .( في السودان الاستيعاب في قطاع البترول لا يتم الا ان تكون من اثنيات محدده ) وكذلك في الوظائف القياديه المدنيه والاجهزه الأمنيه .
مثال آخر في مجال التعليم هناك تهميش متعمد لكثير من الثقافات السودانيه في المناهج وليس هناك ادني مراعأة للتنوع والتعدد مما يخرج اجيال لا يعرفون السودان وثقافاته وقبائله وخير مثال لذلك الموجودين علي هذا السلطه أنفسهم !! ….. ويتضح من ادارتهم للسلطه أنهم لا يعرفون السودان ولا أنسان السودان وهناك اصرار شديد في اظهار واقحام السودان في توجهه العروبي في عصبيه شديده مع ان مركز الهويه العربيه نفسها في الخليج وشبه الجزيره العربيه لا يعترفون بعروبية السودان ومن يدعون العربيه يصعب تفرغتهم عن الافارقه الا بال( دي ان ايه ) وقد يفشلوا في اثبات ذلك لانهم أولاد أخوال والحقيقه العلميه في الوراثه واضحه ، وعدم اعتراف مركزيه الهويه العربيه بهم هي اس المشكله كما أوضح الباقر العفيف في كتاباته ، عقدة عدم الاعتراف هذه مبعث التشدد والكره الشديد للاخر ومحاولات اثبات الانتماء بالمبالغه في العداء للاصول التي يستنكرونها ويحاولون اثبات هويه مدعأة . والمعروف ان ايَ هويه تحددها نقاط ثلاث
ـ المجتمع نفسه .
ـ الهويه المٌدعأة .
ـ اعتراف مركز الهويه المدعأة بذلك ، وحدوث ايَ اختلال أو تناقض يولد أزمه دون شك .
وعدم ادارة التنوع في الوسائط الاعلاميه ظاهر وبين وكثير من السودانيين رفضوا استيعابهم في هذه المجالات الأعلاميه فقط لالوانهم ولهجتهم ونطقهم ، والاصرار علي أظهار ثقافه وتوجه معين في التمثيل والغناء والفنون ومختلف البرامج الاجتماعيه وهذه التعبئه الاعلاميه تخرج لنا انسانا مستلبا ومشوها في ثقافته ولبسه وطريقة تفكيره وفي كل شيئ !… منهم من يحتقر الآخر ولا يعترف به سودانيا او انسانا حتي ومنهم الخانع المنقلب علي أصوله ومحارب لجذوره.
وفي التمثيل في السلطه حدَث ولا حرج ولا نريد ان نطيل الحديث فيه ، الهويه السودانيه ايَ كان نوعها نريدها أن تعترف بالتنوع والتعدد وهي نعمه ومصدر قوه وليست نغمه وسُبه للكثيرين ، وهذا التعدد والتنوع مصدر فخر واعزاز لا تعالي وانحطاط ، نريد ان نتعلم الاعتراف بالاخر في كل شيئ اللون والعرق والدين والموروث والثقافه وحتي في المسائل الاجتماعيه والمهن ، ليس الراعي افضل من المزارع ولا الموطف افضل من العامل بل كل يكمل الآخر ، نريد تعليما يعمل أظهار هذا التنوع وكيفية ادارته وترقيته وتطويره ، واعلاما متسقا مع ذلك ،…وعن هويتنا يكفي اننا سودانيون بعاداتنا وتقاليدنا وموروثنا المتنوع المتعدد دون اقصاء لأحد وليكن التفاعل الاجتماعي طبيعيا كسنه كونيه دون تدخلات لانهاء الآخر .
هكذا والا لن يعرف السودان استقرارا ابدا وستتنامي الصراعات والتمزق والشتات ، يكفي عار انقسام جنوبنا الحبيب الذي تسبب فيه هذه الطغمه من الانتهازيين القابعه علي السلطه …… ولنا لقاء .
عامر اللكه كوكو النور
عضو القياده التفيذيه لحركة العدل والمساوأة السودانيه
4-1-2014