احمد قارديا
[email protected]
سيعقد مؤتمر لمخرجات الحوار الوطني “وثبة البشير”، يوم الأثنين 10 اكتوبر 2016، في قاعة الصداقة الخرطوم، وبمشاركة 119 حزب سياسي معارض، و39 حركة مسلحة، ويضم أيضاً ستمائة شخصية قومية، من الداخل والخارج!!.. وكما يقال ان سيكون تشاورياً ويمثل السلطة به، اريتري!.. سنقدم لكم بنود أو مخرجات هذا المؤتمر، كما تسربت إلينا، وتعليقاً مندساً عليها، وعلي عليها، الشعار ” السودان للجميع في ظل نظام ديمقراطي لبيرالي حر”!!!
من هم الجميع.. هل نحن معنيون بها، أم جميع من ترضون عنهم، أو تشترونهم، أم جميع من ساعدكم في بطشكم و ابادتكم؟!
سيقود صفوف أحزاب كومبارس، وجوهٌ أبرزها، كمال عمر وهاشم سالم وبشارة ارو.. اما عن حركات مسلحة يقودها مصطفي تيراب، وشخصيات قومية يقودها الفنانة ندي القلعة وتراجي مصطفي!!
ألم يعلم هؤلاء، بأن في الشارع أو الثورة (الشعب)، لا يعرفهم- اذا استثناءنا ندي القلعة ، الفنانة الشهيرة بأغانيها التي تمجد القتلة، وتراجي مصطفي بشخصيتها الخرباوية وتصريحاتها الفيسبوكية العنهجية!!.. وقليلون من شاهدتهم مؤخرا علي أجهزة الإعلام، أو سمع اتصالاتهم، هل يعلمون؟!.. انهم لا يمثلون احداً، ومع احترامنا، لكل سنين ثورتهم ومعارضتهم ومعاناتهم، ولكن هم الآن يضيعون تاريخهم الثوري المشرف، بالجلوس علي طاولة واحدة (طاولة رقصة الدم وخيانة الشعب)، يكسب بها النظام، معظم المخرجات والنقاط علي الشعب والثورة، ويكون لديه الحجة، بأن المعارضة الحقيقية الوطنية- أي الوطنية!! تجلس معنا وتشاورنا، أما من هو في الشارع أو في ميادين القتال أو في الخارج منهم، عملاء وخونة، غير وطنيين.. أسفي علي تاريخكم؟!
بنودأو مخرجات المؤتمر، كما نتوقع:
-التغيير أو الإصلاح المقصود يرتكز علي تنازل السلطة عن جزء كبير من سيطرتها علي الدولة والمجتمع، وإعادتها إلي المجتمع..جزء كبير!! ينظر من هذا التقدير للكمية..كبيرة أو صغيرة؟ وتعترفون بنيَة الإعادة، أي انكم تعترفون بسرقتكم للبلد وخيانة الشعب!!
-يجب ان تبدأ ببناء الثقة بين السلطة والشعب، عبر تراجع العملية الأمنية العسكرية إلي الخلف وتقدم العملية السياسية إلي الأمام.. اذاً أنتم تعلمون، بأنكم غير موثوقي الجانب، وفقط، تراجع العملية الأمنية العسكرية- ولن تتنازلوا بإيقافها نهائياً!!
-إيجاد الوسائل للتصالح مع النخب السودانية، واطلاق يدها للعمل في الحياة العامة، باعتبارها الشريك الوحيد للسلطة، في خياراتها الإصلاحية والتغييرية.. وهل من قطيعة بينكم وبينها؟! وهل كانت- ينظركم- مكبلة الأيدي لتطلقوا الآن يدها؟!
-يدعو المؤتمر إلي إيجاد مناخ إعلامي مواتٍ، عبر السماح لكل سوداني بالوصول إلي المعلومة الصحيحة، كي يتمكن من تشكيل رأيه السياسي.. وهل “تلفزيون السودان”، ليست بمناخً اعلامي مواتٍ؟!، وإذا تشكل لدينا الرأي السياسي، ماذا سنفعل به؟!
-العمل علي وقف الحرب الاعلامية من قبل المؤسسات الاعلامية الرسمية ضد المعارضة (احزاب الوثبة).. أي تعترفون بكذبكم وتضليلكم، كهبة سبتمبر في الخرطوم، كما تعترفون بوجود حركات المسلحة والمعارضة وليسوا عصابات أو عملاء أو خونة!!
-ان البدء بأي خطة للمصالحة الوطنية، يتطلب اعتذاراً واضحاً وصريحاً، من قبل السلطات، وتعويض الضحايا، ومساءلة المسؤولين عن سقوط الضحايا، واطلاق سراح المعتقلين السياسيين، الذين أوقفوا بالأحداث الأخيرة.. هل يمكن لنا ان نعرف من هو الذي يعتذر؟ وهل للدم ثمناً نقدياً ليعوض، وهل سيقول الجنرال السفاح: أعطوني اسماً لمسؤولٍ أمني، قتل احداً، لأحاسبه؟ واطلاق السراح، لماذا فقط لمن اعتقل سياسيا، وماذا عن الأسري..؟!!
-انشاء مجلس تنسيقي لمتابعة مخرجات الوثبة، بمشاركة حزب المؤتمر الوطني، وشخصيات قومية.. وما نسبة القوميين وحزب الحاكم؟ أم من حكومة وحدة الوطنية، الانقاذية الاخوانية؟!
-اعتبار الحكومة الحالية، حكومة الوفاق الوطني (حكومة انتقالية).. وبما تهم الاعتبارات، ومَن مِن الوزراء، له دور في البلد، إلا أن يكون قناةٌ، تنظم سرقة اموالنا وايصالها لجيوبكم؟!
تتم الدعوة إلي تشكيل وإعلان حكومة الوفاق الوطني الجديدة، خلال ثلاث أشهر.. تشكيل وإعلان الحكومة الجديدة.. لمن؟! وما مقياسكم لتشريعها وقوانينها؟ وهل كرسي الرئاسة، معنيٌ بهذه الحكومة؟ وأي ثلاثة أشهر تحلمون بها!!
-الاتفاق علي حذف (اسم القبيلة) من كافة المستندات والمعاملات الحكومية التي كانت تتبع في السابق والتوافق علي الهوية السودانية.. جميل جداً، هل تعلمون ان القتل والابادة والتهجير في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق ما هي إلا علي اساس العرق والهوية؟!
-اقرار بمنصب رئيس وزراء علي أن يعينه ويعزله رئيس الجمهورية ويحاسبه البرلمان.. هل كانت الأزمة السودانية هي منصب رئيس الوزراء، أم من رئيس جاء بالانقلاب، وأمضي قرابة ثلاثة عقود بالحكم، وقسم السودان بعهده، وملاحقة من المحكمة الجنائية بتهم ضد الإنسانية، وذهب في بلاده قرابة الميلون قتيل بسبب الحروب وحملات القمع، سواء بدارفور أو غيره، ومعظم خصومه السياسيين إما معتقلون، وإما ملاحقون أو مهددون، وهناك أكثر من 14 مليون نازح سوداني في الداخل والخارج؟!.. وهو يقوم بتعيين وعزل..حقا إن شر البلية ما يضحك، ولا أظن أن هناك جغرافيا بالعالم فيها هذا الكم من الكوميديا المبكية مثل سوداننا!!
لا أدري، من هم الستمائة شخصية قومية، ولا أدري من هم 119 حزب سياسي معارض، و39 حركة مسلحة متمردة، الذين ما زالوا، يمارسون المعارضة طلقاء في الخرطوم، أمام عين النظام؟!
اتمني عدم حضور هؤلاء الأسماء، السيسي، وموسي، وابو قردة، ودبجو، وارقاجور، وحمدين، وحجر، وابو قاسم و… لأن النظام قد احضر عدداً، لا علي التعيين، ككومبارس، وتركز في ضجيجه الملوث في الإعلام، علي هذه الأسماء، لينشر- مانشيتاته- في صحفه، ويتشدق أمام محبيه، بأنه عمل أكثر من اللازم، ولكن الخونة والعملاء يريدون تمزيق البلد، لا أكثر!!
احمد قارديا