بقلم : أحمد عبالرحمن ويتشي
[email protected]
قبل ان اقرر كتابة هذا المقال كنت افكر كثيرا عن اي من الموضوعات التي يجب ان اتناوله؟ والسبب ليس لانني لم اجد موضوعا ولكن لكثرتها وجميعها قد يحتاج الي الكتابة والاهتمام بها وشخصي استقبلت الكثير من الرسائل لمواضيع يختاره القراء لديهم قضايا خاصة ويريدون عرضها ليشاركهم العامة في نقاشها والتي هي غلبها مظالم وشكاوي لحقوق مهضومة اكتوا بنيرانها ولم يتحملوا كتمانها وهي ليست غريبة في بلد حاكمه عمر البشير ورهته من تجار الدين وعلماء الدخان الذين تفننوا في اخراج فتاوي تحريم وتحليل ( بروتينات الضفادع وبول الطير )!! والموضوع الاهم الذي وردني
علي الايميل ومرسله (مدير مدرسة ابتدائية حكومية)!!من ولاية جنوب دارفور وفي رسالته يقول بانه ارسل رسالته هذه لشخصي وقد شكرني في البداية وقال بانه قرا الكثير من مقالاتي في صحفنا الوطنية الطاهرة التي يركز علي قضايا شعوب الاطراف والمناطق المنسية والتي يتجاهله الاعلام المرئي والمسموع والمقروء التابع لنظام السفاح عمر البشير والموضوع الذي طالب به استاذي الجليل هذا بالكتابه عنها هي تلك الكارثة الاليمة التي تعانيه معلمي المدارس الحكومية في كل مراحلها (اساس -ثانوي) في ولاية جنوب دارفور جراء عدم صرف مستحقاتهم المالية منذ العام 2007م ويبدو
ان هؤلاء الاباء الافاضل الكرام البررة قد سئموا من الوضع المزري وقرروا الدخول في اضراب مفتوح عن التدريس الي حين اعطائهم حقوقهم ولو جزاء منها وحتي لو كان ربعا لطالما انهم لا يملكون مصادر دخل اخري ولا يمكن لهم ان يدرسوا التلاميذ والطلاب وهم جوعي و(مفلسين واقفين لمبة ) كما يقال!! في ظل المعاناة والغلاء الفاحش الذي يضرب الجميع ويقتل الفقراء والمساكين بشكل بطئ يوميا كامثال ابائنا المعلمين هؤلاء الذين هم مضربين منذ اكثر من شهر ولا حل يلوح في الافق ومازال الجميع طلاب ومدرسين مكتوين بناري الحرمان من الحقوق والحرمان الدراسة ولزموا
بيوتهم وتوصدوا الغبن وتغطوا بالظلم وناموا وعيونهم مفتوحه جراء التفكير عن الغد التي يبدو بانه لا يحمل اي جديد سوي ذيادة المعاناة و(كركرة البطون) والعصابة الصغيرة الحاكمة في ولاية جنوب دارفور تجري في احتفالات التناصيب (المعولقة) علي اساس ان فلان نصب “وزيرا” وعلان عين “مستشارا” وفرتكان “معتمدا” ولا احد من اعضاء العصابة الصغيرة يفكر مجرد تفكير في مخاطبة العصابة الكبيرة في الخرطوم او حتي السماح لمعلمي جنوب دارفور بالاحتجاج علي هذا الظلم والضيم الكبير
وقد حاول بعض المعلمين مقابلة راس العصابة في الولاية ولكنهم معنوا وقالوا لهم القروش مافي ! القروش اتصرفت للامن لان الامن اولي من كل الاشياء (طبعا الامن دي عرفتوها يا جماعة )؟! لو ما عرفتوها ابحثوا عن حاجة اسمها شنو كدا (السريع) بس ياهو ذاتو الامن البقولوها الصرفوا ليهم قروش بتاع المعلمين المساكين ديل !!
والذي يؤلم المرء ويجعل قبله يقطر دما من هذه المأساة هو انني اردت اخذ مذيدا من التفاصيل حول الموضوع فقمت بالاتصال باستاذي الجليل الذي درسني قبل سنوات والذي مازلت علي تواصل معه وحدثني بمرارة شديدة وتحس وكانه داخل برميل من الزيت المغلي وهو يقول بانه يريد (الهجرة) من السودان الي (اي جهة او مكان) فقط يريد الابتعاد عن السودان الذي قدم له شبابه وعندما شاخ لم يجد ما يتناوله في بيته مع اولاده الخمسة
وهو لم يصرف مرتبه منذ سنوات وبل يعمل في المدارس الخاصة بعد الدوام في المدارس الحكومية !! تاسفت بشدة ولا ادري ما اقوله لاستاذي الجليل ؟!
فقلت له اذن لماذا لا تدرس في المدارس الخاصة بشكل مستمر لطالما يعمل الكثيرين من امثالك ؟!
فقال بان اصحاب المدارس الخاصة باتوا يستفزون المدرسين نسبة لكثرتهم بعد اغلاق المدارس الحكومية وبالتالي يروننا كمتسولين ولسنا كمدرسين ويقول بان هؤلاء اي (ملاك الخاصات)!! الذين يستفزوننا لم يسبق لهم ان وطأت اقدامهم المدرسة وبعضهم لا يعرف كيف يكتب اسمه فقط انهم مجرد تجار ولجوا الي سوق التعليم الرخيص في عهد المشروع التجاري اقصد الدماري !! قصدي (الحضاري) فقط طلبت منه الصبر اكثر واكثر وانهيت المكالمة الي هنا !!
وهذا الموضوع تتطرقت عليه لكي لا اخيب ظن من رسالني ولم يجد غيري وله كل التحية علي الثقة التي منحته لنا واقول له سمعا وطاعة يا استاذي وابي !!
++ نعود الي جزء من عنواننا والعبارة المكتوبة فيها وهو الموضوع الذي يجب ان يكون اولي اولويات الجميع لانه يتالق بمصير ارض وشعب وجزء من بلادنا السودان تم احتلاله بالقوة القسرية ويجري تغيير ثقافة سكانه بالقوة والترهيب والترغيب لمن رضي علي الرغم من كثرة المناطق والاراضي السودانية المحتلة من قبل دول الجوار الا انني لم اتحمل ما يجري في بقع معينه محتلة وهي مثلث حلايب السودانية وشخصي اكتب عن هذه المأساة ونحن قد ادمنا المأسي من قبل ومازال يتم ابادة وتطهير اهلنا في دارفور (مسقط راسي)!! وجنوب كردفان والنيل الازرق والذي وجدناه هناك في دارفور
يجعلنا نتناسي كل شي عن السودان الكبير ونركز علي دارفور فقط ولكننا لن نفعل ذلك وسنظل نكتب وندافع عن اي شبر من بلادنا السودان لطالما هذه الارض اولي بنا نحن من اي شخص يدعي العروبة والتمسح بعرق الاخرين لاتمام نقصه الذي يجعله يرسل مساعدات اموالنا الي ارهابيي حركة حماس في الوقت الذي هنالك الالاف من الشيوخ وكبار السن من مرضي الكلي يتظاهرون في الخرطوم لعدم توفر العلاج !! والذي حدث هو انني عادة اقوم بالبحث عن المواضيع المتعلقة بمستقبل السودان وفرص نهوضه بعد تدميره وامكانية استعادة اراضيه المحتلة وامكانيه عودة الوحدة الطوعية لجزءه
المنفصل ودائما اركز علي مواقع مراكز التخطيط الاستراتيجية التي تتناول مثل هكذا المواضيع وجانب اخر ابحث في موقع (اليوتيوب )! لمشاهدة بعض المقاطع المتعلقة بحلايب والفشقة وشلاتين وابو رماد وغيرها من مناطقنا المحتلة
وبالفعل وجدت في موقع الاهرام المصري للدراسات السياسية والاسترايجية بعض الخطط لتمصير حلايب بالشكل الكامل وكذلك وجدت عدد من الاجتماعات التي عقدها الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك بخصوص حلايب والتي قال في احدي الاجتماعات مع مجموعة من ضباط مخابراته : (نحن بأمكاننا احتلال بورتسودان لكننا لا نريد فعل ذلك)!!
اما اخطر ما وجدته هو رفض التمصير من قبل اهلنا في حلايب رغم الاغراءات التي تقدمها الحكومة المصرية وتهافت القنوات التلفزونية الخاصة لزيارة حلايب ونقل الصورة عنها الي الداخل المصري الذي لا يهتم كثيرا بمصرية حلايب وبل (90%) من الشعب المصري مقتنع تماما بان حلايب ارض سودانية بنسبة مليار في المية ثقافيا واجتماعيا وتراثيا وفي كل شي
وجاء هذا التاكيد من قبل احد الشيوخ في مدينة حلايب السودانية وفي مقطع فيديو مسجل يظهر فيه احدي مراسلات القنوات التلفزونية وهي تتجول داخل مدينة حلايب وتلتقي بالاهالي وتسألهم عن اواضاعهم والذي لاحظته هو ان اهلنا في حلايب رافضين مبداء التمصير تماما والردود لمراسلة القناة المصرية كانت ببرود شديد وبل بشكل استنكاري واحيانا الرفض علي الاجابة
والنقطة الثانية هي الصعوبة في التفاهم بين المراسلة واهلنا في حلايب بحيث سألت عن طريقة صناعة الخبز في حلايب فاجاب احد الشباب بانهم لدينهم (افران) وهذه تعني جمع (فرن)وهي مفردة سودانية مية المية وهو جعل المراسلة التلفزونية تسأل معناها وتم التوضيح له ( الفرن) يعني (مخبز) بالعامية السودانية فضحكت المراسلة وواصلت طريقها حتي وجدت مجموعة من الشيوخ جالسين بالقرب من احد المنازل علي الطريقة السودانية الفريدة الخالصة التي يتميزون بها عن بقية الشعوب في العالم وذهبت المراسلة التي هي (عارياالصدر)!تماما وبكل وقاحه سألت هؤلاء الرجال قائلا
:(انتو مبسطوين اوي )! وبداءت في طرح اسئلتها عليهم فقالت (نحن جيناش من مصر ونحن نحبكو اوي )!!
فرد له شيخ كبير في السن وبالرطانة قائلا: (ابوكي لتراواء وابو مصر لتراواء)!!
فضحكت المراسلة وقد استقوفني الجملة نسبة لان هذا الشيخ كان مستا للغاية لحظة الاجابة علي سؤال المراسلة
واخذت عبارة الشيخ هذا الي احد ابناء شرق السودان علي اساس انه يتحدث نفس لغة اهلنا في حلايب وهو يقيم بالقرب مني وسالته عن مغذي الجملة هذه وبعد مشاهدته للفيديو
ضحك بصوت عالي جدا وقال يا (استاذ دا كلام خطير والله ) !! وقد شوقني الرجل فسألته بلهفه (خير خير يا ادروب )!!
فقال بان الشيخ قال لهذه المراسلة :(ينعل ابوكي لابو مصر)!!
وبالاضافة الي ذلك لقد ضحك بقية الشيوخ الذين هم جالسين لحظة الرد هذه مما يعني بان الجميع متفق علي رفض التمصير الاجباري والاحتلال..
والسؤال الكبير متي نفيق؟؟!!
*وثبة*
نتمني الشفاء لاستاذنا الكبير الصحفي الصنديد عبدالرحمن الامين الذي اجري عملية جراحية ناجحة
*وثبة*
مريم الصادق المعتقلة المتألقة هي نائبة رئيس حزب الامه ووالده رئيس حزب الامه ويلتقي بقادة الجبهة الثورية في باريس
ويلتقي بامين عام جامعة الدول العربية فيى القاهرة
وشقيق مريم العميد عبدالرحمن الصادق يتلقي بزوج عمته حسن الترابي والشقيق الاخر لمريم هو مقدم امن بشري الصادق يلتقيى بعطا مدير الجهاز طالبا اطلاق سراح اخته مريم !!
بارك الله في هذه العائلة التي تساهر الليالي وتقود الصعاب من اجل عيون الشعب السوداني!!!؟؟؟؟؟
[email protected]