يسرقون من الجنوب نسبة 26%..ويغشون الشعب بقانون الأمن..إدوارد لينو: رغم القوى والأسلحة الكبيرة دخل خليل ام درمان.!..أين هذا الأمن آنذاك؟

إدوارد لينو من القيادات الموهوبة، يجمع بين السياسة والأدب فى قالب مختلف، له ديوان شعر بالانجليزية long live the monkeys وترجمتها فلتعيش القردة، وسيصدر له ديوان جديد باسم تأوهات البندقية الإنسانية، ويصف هذا الديوان بالمثير للجدل حين صدوره، تولى مهام إدارية أبيي المؤقتة بعد تأخر رئاسة الجمهورية فى تكوين لجنة إدارة المنطقة التي أسندت إليها وفق الاتفاقية، ومن ثم شهدت المنطقة اشتباكات عسكرية، وتسببت هذه الاشتباكات في نزوح للمواطنين بعد عودتهم للمنطقة عقب اتفاقية السلام، وتولى لينو أيضاً لجنة الأمن والاستخبارات في الحركة الشعبية أثناء الحرب، وهو الآن عضو اللجنة القومية الإستراتيجية لانتخابات للحركة الشعبية، ورئيس الحركة الشعبية بمنطقة أبيي.. جلست إليه (الإخبار) وتناول الحوار عدة محاور منها العلاقة بين شريكي نيفاشا، وجهود توحيد حركات دارفور، والاستعداد للانتخابات وغيرها من القضايا فإلى نص الحوار:

إلى أين يمضي سقف خلافاتكم مع شريككم المؤتمر الوطني؟

ليس من السهولة تسمية هذه المناورات بين الشريكين بالخلافات العميقة، بل يمكن الإشارة إليها بعبارة اختلاف أوجه النظر غير المتقاربة، وإذا كانت هذه الاختلافات عميقة لا نملك الشراكة. وهناك كثيرون يريدون أن تنفض الشراكة دون بدائل، وهذا في اعتقادي موقف سلبي، وهو عبارة عن بلورة لمواقف معينة بين المتأثرين بالسلطة ومن يريد التحول الديمقراطي. فهناك أناس يقولون إن السودان شهد ديمقراطية مرتين أدت إلى الإطاحة بنظامي عبود ونميري. ونحن نحتاج إلى نفس التغيرات أن تحدث مع الإنقاذ. فالتحول آنذاك جاء بالانتفاضات الشعبية وفي هذا الزمان جاء باتفاقية السلام الشامل. بعد أن قبل أكبر عدوين بالاتفاق، ومن ثم تم فتح أبواب لقبول الآخر، وتوسيع القبول للأحزاب الأخرى، وكل هذه الأحزاب تريد العمل معاً إلا المؤتمر الذي يريد أن يعمل مع الأحزاب بحسب فكرتهم الأحادية.

هل توقفت جهودكم تجاه توحيد حركات دارفور أم لا زالت متواصلة ؟

الى الآن وافقت ست حركات على التوحيد، ولنا موقف واضح أعلنه رئيس الحركة الفريق أول سلفاكير وهو حل شامل للمشكلة في دارفور سلمياً وسياسياً، وهذا المبدأ راسخ لدى الحركة الشعبية وما زلنا ندعو حركات دارفور في الوقت القريب للتوحد وللتوافق على الجلوس على طاولة المفاوضات برؤية موحدة.

لماذا توقفت زياراتكم للولايات بعد الزيارة إلى كسلا؟ وهل هذه الزيارة تعني استعدادكم للانتخابات ؟

توقفنا لدى سماعنا خبر وفاة أخت الرفيق واني إيقا بجوبا، وذهبنا إلى هناك لإقامة بعض الشعائر هناك، وسنواصل الزيارات الى بقية الولايات، نحن مستعدون للانتخابات على شرط تغيير القوانين المقيدة للحريات حتى يكون الميدان متساوياً لكل اللاعبين، وهذه المقولة قالها واني إيقا في كل اللقاءات التي تمت ونأخذ بما يقوله رئيس الحركة ونحن مستعدون، والذين يقولون إننا لسنا كذلك هم الغير مستعدين.

هل تأكد خبر ترشيح سلفاكير للرئاسة؟

نعم، هناك اتجاه قائم لترشيحه للرئاسة حتى الآن.

بعد تصريح د. مشار لدى وصوله مطار جوبا باتفاقكم حول قانون الاستفتاء وبعدها أعلن باقان رفض الحركة للقانون لماذا هذا التراجع ؟

القيادات بالمؤتمر الوطني يقرأون الاتفاقية قراءة خاطئة، الأمر ليس للاستفتاء بل ما يترتب عليه الاستفتاء خلال القانون، ولا يوجد طريق إلى ذلك، والاتفاق الذي قاله مشار لا يعني الاتفاق على مجمل القانون، بل المؤتمر يريد أن ينفرد ويخرج بالقانون، ومن ثم نفخ الغبار ليغطي بعض الأشياء، وهذه الطريقة لا يمكن أن تمر على الحركة الشعبية أو تقبل بها..

لماذا رفضتم قانون الأمن؟

نحن رفضنا قانون جهاز الأمن منذ توقيعنا على اتفاقية السلام الشامل، وهم ـ أي المؤتمر الوطني ـ لا يعترفون بهذا الدستور ويعملون لغش الشعب بقانون الأمن، فالآن أجمل وأكبر مباني في السودان لجهاز الأمن بحجة حماية سيادة الوطن، يريدون بهذا القانون أن يدوسوا به أعقاب الشعب السوداني، فبالرغم من هذه القوى والأسلحة الكبيرة استطاع خليل الدخول لأم درمان وتعارك لساعات بأم درمان، أين هذا الأمن آنذاك؟، نحن فقط نحتاج لإتاحة الحريات للمواطن حتى يساهم في الأمن بوعي، لذلك لسنا مع تقوية الأمن أكثر من هذا، فالقائد الروماني الذي جمع أكبر وأقوى الأسلحة انتهت حياته بطلقة حرسه الخاص.

هل تتوقعون تنفيذ تهديدات رئيس المجلس الوطني بمعاقبة نواب الحركة وتجميد مخصصاتهم؟

لا يستطيع إطلاقاً رئيس المجلس الوطني أن يوقع على أية عقوبة ضد نواب الحركة بالبرلمان.

انسحاب أعضاء الحركة المتكرر من حكومة الوحدة الوطنية وفي بعض اللجان هل هي وسيلة الضغط الوحيدة التي تستخدمونها لتقوية مواقفكم؟

هذا الانسحاب المتكرر كما تصفونه ليس كأية قرارات أو خطط مسبقة، بل يأتي نتيجة للمواقف والأحداث ولا يتم تدبير هذا، فالظروف تفرض مواقف محددة وقد تكون ليس في الحسبان ولا يمكن الإعلان عنها مسبقاً، ونفعل هذا حفاظاً على مواقفنا الواضحة.

اشترطت توصيات مؤتمر جوبا للأحزاب السياسية تنفيذ التوصيات وتعديل القوانين المقيدة للحريات وإلا مقاطعة الانتخابات، فماذا إذا لم تنفذ التوصيات.؟

لا أعرف ما سيترتب على عدم تنفيذ توصيات مؤتمر جوبا ولكن سيكون (حاجة ما كويسة) إذا لم تنفذ، ونوفمبر وديسمبر سيكونون من أخطر الشهور المقبلة.

المسيرية يرفضون ترسيم حدود أبيي وأعلنوا عن موقفهم في مؤتمر الستيب في الشهر الماضي فما السبب؟ وأين ذهبت نسبة 2% لتنمية منطقة أبيى؟

المؤتمر الوطني وافق على قرار لجنة التحكيم الدولية بلاهاي وفرحوا بذلك، وعبرت عن ذلك تصريحات الدرديري محمد أحمد ممثل المؤتمر الوطني في وفد أبيى للمحكمة، حيث بشر بلاهاي عقب التوقيع على الاتفاق. والمحكمة أرسلت خبراء لترسيم الحدود، وهم الآن لهم شهر ونيف ومُنعوا من مهامهم من قبل جيش الحكومة أولاً مرة، وبعد انسحاب الجيش الحكومي من الحدود تسلمت المليشيات التابعة للحكومة سلطة المنع، المسيرية ليس لهم مشكلة بل المشكلة في الحزب الحاكم الذي يقبل ويتفق ومن ثم يرفض، وحتى في اتفاقية السلام قبلوا ووقعوا على جميع الوثائق المتعلقة بالاتفاقية، وتراجعوا رغم وصفهم الاتفاقية بالإنجاز لهم، وهذا ليس صحيح، وفى نفس الوقت وصف د: جون قرنق الاتفاقية بالإنجاز للشعب السوداني – أي إنجاز الطرفين- والمؤتمر في الاتفاقية كان في مكان المدافع عن مواقفهم، فقط نحن قمنا بالإعداد للاتفاقية، وقلنا الاتفاقية سيحميها الجيشان لأننا لا نثق في حماية الخرطوم للاتفاقية، أنتما تتحدثان عن نسبة 2% لتنمية أبيي والأشياء ليست في 2% ولا 4% ولا 5% بل بترول الجنوب يرسلون 24% و 26% تنتهي مع المؤتمر الوطني، لم يقدموا أي شئ لتنمية أبيي وقالوا ما عندها ميزانية.

هنالك من يشير الى وجود فساد في الجنوب ما حقيقة ذلك وما هي الجهود لمعالجته إن وجد ؟

السرقات في أي مجتمع موجودة ليست في جنوبنا وحده الذي يوجد فيه الفساد، وهناك قانون سيتم تفعيله لمحاسبة المفسدين في الجنوب ولنا خطوات في ذلك، ولكن هل تقارن مع ما تسرقه الخرطوم من الجنوب بنسبة 26%. ولكن هناك تحسناً كبيراً، والحركة ماضية للأمام ونحن حركة وطنية تجربتنا الأولى كانت الحرب وتحولنا إلى السلام وبدخولنا المدينة بعد أكثر من 22 عاماً في الغابة حرمان تماماً من كل شئ، لنا بداية جديدة وهذه الحركة كانت تضم كل الوطنيين وانضم اللصوص ومعتادو السجون، وفي الحركة لسنا ملائكة هناك أناس ضعاف، ونحن نعمل لإبعاد مثل هؤلاء، لدينا موجهات أساسية جعلت الأكثر حظاً كانوا ضحية من أجل السلام، ولا تستغرب وجود قلة من الكذابين ونحتاج إلى تغيير.

نعم هنالك بالحركة من ينشلون من الجيوب ولكن هناك في مناطق أخرى من ينشلون بالشيكات، والتقرير الأخير حول الاعتداء على المال العام يؤكد ذلك، وعلى الإنقاذ أن تستفيد من ماضيها المرير فالشعب السوداني لن ينسى خيرهم وشرهم، وعليهم بالاستعداد للانتخابات القادمة فى شهر أبريل المقبل ليقول الشعب قولته، وإذا رفضوا نتيجة الانتخابات وحاولوا العودة بانقلاب عسكري جديد لن يفلح ذلك، فصمت الشعب السوداني مرة واحدة لا يعني صمته إلى الأبد والسكوت عن الحديث لا يعني بأن لا يتحدثوا ، فمن الأفضل القبول بإرادة الشعب.

ما هي نتائج زيارة سلفاكير مؤخراً إلى نيروبي وهل هناك اتفاق لحل الخلافات الحدودية؟

الأحداث والمشكلات الحدودية طبيعية بين الدول وقد تم تكوين لجان للنظر والبحث حول أسباب انتشار الأسلحة في المناطق الحدودية بين يوغندا وأثيوبيا وكينيا مع جنوب السودان، وهناك فرص للسلام ولتأمين الحدود بين البلدين.

هناك اتهامات وكتابات تشير الى انعدام التنمية في الجنوب وأن حكومة الجنوب لم تفعل شيئاً سوى تجديد للمباني القديمة، ما ردكم على ذلك؟

بعد اتفاقية السلام وجدنا بيوت الوزراء في جوبا كانت ثكنات للمجاهدين، وتركوا هذه المباني بعد أن تم تهديمها وتخريبها ولم نجد سوى لكوندا فيها 12 غرفة واستقر فيها جميع وزراء الحركة ولكن اليوم أنشأنا الكثير وفتحنا الطرق الرئيسية التي تربط مدن الجنوب مع بعضها البعض كطريق واو جوبا، وجوبا يامبيو وطريق راجا واو بـ210 ميل، وتمبرة 165 ميلاً.

وسنفتتح طرق جديدة الكنغو – يوغندا عن طريق نمولي وكايا مفتوح الآن. والنقل النهري شهد بدايات جديدة الآن، وهناك صيانة جذرية لمطار جوبا ستجرى، وتم تجديد معظم المكاتب القديمة وتوسيعها، والآن يتم سفلتة شوارع جوبا، وكل يوم في جوبا يشهد حاجة جديدة وزاد حجم جوبا مرتين وعلى مستوى الأقاليم أيضاً هناك مباني قائمة.

صحيح التعليم بالذات من المجالات التي تأخرت فيها الحكومة في جنوب السودان ولكن المسئول من التعليم هو وزير من المؤتمر الوطني.

حوار سبت مقوك -أبراهام مليك
الاخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *