يا مْنَ علي رؤوسِكم ريشٌ ما هو حرامٌ حرامٌ لا يبرر

يا مْنَ علي رؤوسِكم ريشٌ ما هو حرامٌ حرامٌ  لا يبرر
بقلم:شول طون ملوال بورجوك
حوار نفط او قل حوار طرشان الذي ظل تعقد جولاته دون احراز اي تقدم مملوس يذكر من وقت لاخر في العاصمة الاثيوبية اديس ابا ابا أُريِد في تطويل امده تمرير ماَرب اخري كما خطط له مسبقا بنو الانقاذ…ذهب الجنوب الذي ظنوه  فقيرا كان يقتات من فتات وسواقط موائد اللئام وفجأة وبقدرة القادر صار الذين كانوا يبيعون نفطه  نهارا ويدخلون  عائداته  في جيوبهم متبخترين بلا شكر ولا جزول وبلا يحزنون، لصوصا  يسرقون اليوم  ذات النفط ليلا خلسة والناس نيام  وبعد ان تحجب السحب ضؤ القمر.

بقدرة الخالق  خالق الناس والنفط  تبدلت عمم  وطواقي عائلة  الانقاذ ريشا،طار دخل  بترول الجنوب من جيوبهم وكان خروجه امرا طبيعيا  مدركا مقدما  يعرفه الكل  يوم صوت الجنوبيون لصالح خيار الاستقلال منذ التاسع من يناير 2011  بأغلبية أذهلت سكان  جوبا قبل المؤتمر في  الخرطوم.
ولكن الذي لم يكن في الحسبان  بالنسبة للكثيرين  ان تطير عقول بني الانقاذ ان  خرجت عائدات  البترول من خزائنهم..اختلطت حساباتهم وكل شئ  في عقولهم حتي المحرمات اوقل المحرمات لفظا في  صحائف و نظريات المشروع الحضاري غدت  علي ارض الواقع مباحة  ومستحبة ،عادلوا السرق الجماعي  بالعرس الجماعي  في ميزان الاجر والثواب يوم الجرد فالحساب امام  الباري رب العالمين،اضيف السرق الجماعي الي ما هو موجود اصلا من مصطلحات وممارسات مذمومة  عندهم كالنهب الجماعي والاغتصاب الجماعي( اغتصاب رجال  في بيوت الاشباه مثالا،اغتصاب نساء جماعيا في دارفور مثال اخر)،القتل الجماعي والابادة(تجدونهما  في دفاتر مورينو في هولندا  في لاهاي)…
انظروا كيف كانوا يملأون كل اركان المعمورة  ضجيجا قبل اعلان استقلال الجنوب ، قالوا لنا: أذهبوا إن شئتم بعيدا  بنفطكم ولن يحدث ذهابكم وذهاب بترولكم  اي  اثر في ميزان اقتصادنا التجاري  بل سينتعش وسيزدهر!!! هذا الكلام الغريب قاله من لم  يستطع الصمود لو لبعض عام امام الضائقة الاقتصادية التي تلت خروج سهم النفط في ميزانيتهم السنوية. تخيلوا معي ان هؤلاء  القوم هم نفس البشر الذين  يلبسون امامكم  ريشا علي رؤوسهم وهم  جلوس الان مع  علي بابا و رفاقه اللصوص العشرة !!!
إذن ما الذي دفعهم الي قول ما لا يؤمنون به؟
كل السودانين وبالاخص الجنوبيين يعرفون السبب حتي صغارهم ، اطفالهم في رياضهم..أؤكد لكم  لوسألت من لا يفقه شئيا في ابجديات السياسة منهم فسوف يجيبك وبالعربية نعم انا اعرف السبب لماذا،وان صادفت منهم من لا يجيد الانجليزية فسيقول  لك في ثقة مبهرة و بلغة رصينة  ( يس اَي نو ذي ريزون واي)!!! السبب ايها الناس هو ان طغمة الانقاذ عملاءهم واجراءهم يقولون دائما ما لا يقصدون ، نفاقا يمارسونه  لدرجة قف ولي فيما اقول دلائل وشواهد وعلي سبيل المثال:
1.قال د.نافع علي نافع امام اشهاد وفي الهواء الطلق ان الانقاذيين  سيرثون ويسلمون السودان(السودان القديم،ليس السودان المسمي بالجمهورية الثانية بعد انفصال الجنوب) للقادم الاجيال ارضا وشعبا كما وجدوه  من اجدادهم واحدا موحدا!! فهل هذا ما سوف يحدث لو كتب الله نهاية الانقاذ يوم غد؟
2. البشير اثناء مشاركته في احتفالات استقلال الجنوب في التاسع من يوليو المنصرم قال مبشرا بوعد أنه وحكومته سيعمل يد واحدة مع سلفا كير وحكومته كي يستطيع البلدان النهوض و الاستفادة من مواردهما استفادة قصوي  خدمة لشعبيهما ..وما ان حط قدماه ارض  الخرطوم امر بأحكام اغلاق كل  المنافذ المؤدية  الي جنوب السودان حتي لا تنساب حركة البضائع والناس الي دولة الجنوب ولا يزال الاغلاق مستمرا الي هذا اليوم..ظن بنو الانقاذ ان هذه الخطوة اليوم ستؤدي الي انهيار الدولة الجديدة والوليدة غدا لتطلب النجدة من حكومة الخرطوم يوم بعد غد وما دروا ان السلع التي يستوردها الجنوب ليست كالسلع التي توزعها منظمات الخدمة الانسانية بين من قد اصابهم مكروهٌ.. كلا لم تكن هبة مجانية تمنح لشعب جنوب السودان بل  يشترونها نقدا بحر مالهم والان يباع  ويشتري السكر البرازيلي والتيواني واللبن العماني في اسواق مدن عديدة بالجنوب..نفس سكر بطعم سكر كنانة وعسلاية، نفس المذاق!!!
3.جعلت حكومة البشير امر  الوصول الي اتفاق مرضي لطرفي التفاوض في مسائل نقل وتسويق نفط الجنوب شئيا عصيا جدا  قبوله من  حكومة الجنوب وشعبها.. وفي خطوة غير متوقعة من نظام  يدعي ان   له من افراد من هم مبشرون بدخول الجنة بأوسع ابوابها اذ انهم كما يقولون حاملو ألوية سماوية مقدسة ،اناس كما يرون انفسهم  ظل الله ورسوله فوق الثري،وقع من  طرفهم فعل مستهجن وممقوت بل محرم في اي  شريعة مصدرها السماء،سرقوا نفط شعب جنوب السودان وعندما القي القبض عليهم وايديهم وافواهم لا تزال ملاي زيتا وعندما سئلوا لماذا هذا؟ قالوا: لقد تاخر الجنوبيون في سداد ما هو مستوجب سداده لصالحنا ولذلك سرقنا من بترولهم  ما هو مقداره عينا،علما ان المفاوضات بين الطرفين لم تصل الي خواتيمها سلبا او ايجابا.
هذا هو منطقهم وهذا هو ما قالوه مبررين فعلتهم ، حجة لا يقبلها اصدقاء لهم  قبل اعداءهم ،تبرير  يعني ان  اي سرقة لو تقع سوف يكون لها ما يبررها ويسندها وبالتالي لن تعد جرما او معصية! .. ونحن لو طأطأنا رؤوسنا مقتنعين  بحجتهم فهذا يعني حتما أننا غدا سنطأطأ ذات  الرؤوس مرة اخري ان ارتكب أحدهم  معصية  كبري  كمعصية الزني وبررها.. بمعني اخر أنه كذلك سوف يكون في ايدينا وفي جيوبنا ما يبرر لأكلنا اموال اليتامي امام الله  إن سألنا لماذا أكلتم اموال اليتامي الحياري باطلا؟! وخلاصة القول ان بني الانقاذ خرجوا بنظرية دينية جديدة وهي ارتكب انت معصية برر حجج فتخلص بل من السماء سوف  تبارك !!!ّ
.قصدوا اطالة امد المفاوضات هناك في اديس ابا ابا  كي  يشغلوا مفاوضي الجنوب بها في حين كانوا  يسطون علي نفط  شعب الجنوب  علي اليابس داخل  الانابيب وعلي  عرض البحر في البواخر…
ولكن الجميل ان القيادة الجنوبية السياسية  تأتي دائما بما لا خيال او  طايوق(مخ)الانقاذ  ارتاد  او فيه فكر..
كان قرار اغلاق انابيب النفط من طرف حكومة جمهورية جنوب السودان مفأجأة  من العيار الثقيل فجأهم القرار وقد انتهوا للتو من حساب كم وكيف معادلة ربح فقط لا خسارة فيها وهي: 36 دولار مضروب في كذا الف برميل الصادر من بترول  الجنوب  مضروب في كذا جنيه سوداني(سعر الدولار بالجنيه) مضروب في يوم مضروب في اسبوع مضروب في شهر مضروب في سنة ..وهذه المبالغ كانت ستكفي  لضمان استمرار بناء مزيد من قصور بطانة الانقاذ  بدولة ماليزيا او بلادي اخري لا لرفاهية الشعب السوداني الشقيق، مال وفير كثير  تسيل له لعاب ولكن  لم يكد له أحد منهم (اونطة كدا دايرين ياكلوننا حنق)  او كما يقول المثل: ما دقوا فيهو طورية وهو الان اي المال بعد العشرين من يناير اصبح سرابا  حلما حلوا قد ضاع فهيهات ! ظل محللوهم الاقتصاديون يطمئنونهم ان ليس للجنوب في الوقت الراهن مفر غير ركوب مركب واحد فقط ، لا مناص لجمهورية جنوب  السودان  لو ارأدت البقاء  واستنشاق عليل الهواء غير ضغ نفطه عبر انابيب السودان ولهذا السبب قفل هؤلاء اوراق كوتشينتهم علي هذا الكرت الاوحد والفريد ولكن يبدو ان سلفا احرق لهم  ذاك  الكرت وهو ماض لحرق اي كرت مثيل او شبيه تأتي به شطارتهم..
جاء القرار الشجاع من طرف حكومة شجاعة ردا علي الاختلاس و الابتزاز من طرف المؤتمر الوطني ، صدر قرار العشرين من  يناير 2012 المدوي الذي  كان يعتقده بنو الانقاذ امرا صعبا او محالا ،دولة عمرها بعض عام تتخذ مثل هذه المواقف ردا علي استفزازات وابتزازات الجار وحفاظا علي كرامة شعب مستعد في كل زمان ومكان للدفاع عن ماهيته وعما  عندهم من ثروات منحتها لهم   يد من بكلمته تتوزع بين العباد  الارزاق. هناك من بينهم من  يقول الضرر الاكبر سيقع علي دولة الجنوب وشعبها كتابع ملازم  يلي صدور وتنفيذ  وقف ضغط النفط عبر انابيب السودان ،وفي هذا لا نغالط الحقائق نعم نقبل  للقرار ما بعده سلبا ايجابا  بالنسبة لشعب الجنوب …واما السالب فهو توقف انسياب عائدات النفط المتحصلة الي خزينة الدولة حيث تلك العائدات تمثل المكون الاساسي للاقتصاد الوطني ولكن يقيني  ليس من هم يديرون شؤون الدولة الجنوبية باغبياء الي هذه الدرجة ولو كانوا كذلك ما اوصلوا شعب الجنوب  الي هذه المرحلة التي فيها  يتحدث عن البترول موردا يملكه هو وكلنا نعلم من كان به ينعم من قبل ولكن بكل اقتدار انتزعوه واحالوا مالكيه الي سارقيه في بحر ستة اسهر فقط!!! الامر مدروس ومحسوم ،قادتنا هنا لا يبتون  في امور كهذه تحت تاثير انغام موسقية فوق المنصات امام الجماهير يرقصون..  دع من يري ان الجنوب سيكون  المتضرر الاول يقول ما يحلو له ويشأ ولكن انتظروا وسوف ترون وتكتبون بايديكم انتم في المستقبل القريب جدا من كان ومن لم يكن اكبر متضررا..واما الموجب في الامر فهو اولا ضمان وجود خام البترول في  باطن اراضي الجنوب محمدة، وجوده فقط  يكفي لان اذا لم يستفد منه من هم احياء منا الان فليستفد منه الاجيال اللاحقة بدلا من ان نتركه يُسرَق ويعبث به من لا يحمدون ولا يشكرون…ولي للرئيس سلفا نصيحة غالية جدا، خلي بالك سيدي الرئيس: الجماعة ديل حريفين في شغلانة د يك، المرة الجاية حا يحاولوا  يشيل بترولنا من الواطة تحت تحت وهم عندهم في حفر انفاق وترع خبرة كبيرة قبل كدا سمعت قالوا حفروا ترعتي الكنانة والرهد بيدينهم!!!!

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *